فتحي محمد الزقلة (أبو نشأت)
رثاء
في الذكرى السنوية الثانية لرحيل المرحوم
فتحي محمد الزقلة
(أبو نشأت)
عامين مضت على رحيلك
إلى من ربانا صغاراً
ورعانا شباباً
وصاحبنا كباراً
إلى من أمرنا الله تعالى
أن نخفض له جناح الذل
من الرحمة
إلى من فقدنا بفقده أباً
إلى من سألنا الله أن يرزقنا بره في حياته ، ونحن
الآن نسأله تعالى أن يرزقنا بره بعد وفاته
فنكتب لك هذه الرسالة المهداة إلى روحك الطاهرة
بإذن الله تعالى
لتهدئ لوعة الفؤاد بعد
أن حال بيننا وبينك عالم البرزخ
ولتكون درباً من دروب التواصل الحميمي بين العطاء
و الوفاء ، ولتكون نوعاً من رد الجميل
والاعتراف بالفضل بين الأبناء والآباء
وفيها نقول مُستعينين بالله وحده
غفر الله لك يا والدنا
وتجاوز عنك
وتغمدك بواسع رحمته وجزاك الله عنا
وعن والدتنا خير الجزاء
يا من كُنت لنا بحق الأب الحنون
أجزل الله ثوابك يا من ابتُليت بالمرض
الشديد فصبرت وشكرت
فقد رأيناك تتحمل
الآلام والأوجاع الشديدة بنفسٍ راضيةٍ
إن شاء الله تعالى
ولسانٍ شاكرٍ حامدٍ لله سبحانه
ولم نعلم أنه قطرت من عينك دمعة
أو بدر منك قولٌ
أو صدر عنك فعلٌ يدل
على جزعك
أو سخطك أو عدم رضاك
بما قدّره الله عليك
من البلاء والمرض
ونسأل الله أن يكون هذا الابتلاء رحمة من الله
إيماناً منا بأنه ما
من مسلمٍ يُصيبه
أذىً من مرضٍ فما سواه
إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحطُ الشجرة
ورقها كما أخبر بذلك
رسول الله صلى الله
عليه وسلم
ولله الحمد والمنّة
تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من
الناس ، حبيباً للجُلاس
لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع
واحترموك
فلما سمعوا بنبأ وفاتك
بكتك الأعين
ودعت لك الألسن
وترحم عليك من عرفك
ومن لم يعرفك
يا رب خُـذ منا دعـاءً مخـلصـاً
يا من يُجيب فلا يخيب دعاءُ
ندعوك وسِّع قبـره وأغسله بالبرد الذي غُسلت بـه الشهداءُ
وارحمه يا رحمن واجعل قبره روضـاً فـإن العفو مـنك عـزاءُ
هنيئاً لك الخاتمة الحسنة
إن شاء الله تعالى
يا من توفاك الله
في الجمعة المباركة
التي جاء في الحديث
عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال
" ما من مسلمٍ يموت يوم
الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر "
وختاماً
لا يسعُنا إلا أن نقول
إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن
وإنا لفراقك يا أبتاه لمحزونون ، ولا نقول
إلاّ ما يُرضي ربنا
فجزاك الله عنا خير
الجزاء
وغفر الله لك
والله نسأل أن يُنزلك
منازل الصالحين والشهداء
وأن يرحمك
وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم نعرف
بواسع رحمته
وأن يجمعنا بك في
مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر وهنا يحضرني قول الشاعر
عليك سلام الله ما اهتز شوقنا إليك
ورضوانٌ من الله أكبرُ
زوجتك وابنائك وبناتك واحفادك وعموم عائلتك
إنا لله وإنا إليه راجعون