يُتهم مبدأ “المقاس الواحد” أو ما يُعرف بمصطلح One Size في مجال الموضة بكونه إقصائياً ولا يناسب سوى شريحة محدودة من المستهلكين. ولكن خضوع مفهومه لسلسلة من التغييرات طالت القصّات، ونوع الأنسجة المستعملة يجعل منه وسيلة مهمة للحصول على موضة أقرب إلى الشموليّة والاستدامة تحت عنوان “المقاس الموحّد”.. إليكم التفاصيل:
شهدنا في الفترة الأخيرة إقبال العلامات التجاريّة على تقديم مجموعات من الأزياء الجاهزة وملابس السباحة بقياس “موحّد” يناسب الجميع بفضل أنواع جديدة من الأقمشة القابلة للتمدّد.
ولكن كيف يمكن لهذا المقاس الذي يناسب الجميع أن يتحوّل من حلم إلى حقيقة؟
ينتشر هذا المبدأ في مجال الأناقة بعد تجربة تقديم مجموعات خاصة بالقياسات الكبيرة التي تبدو إقصائيّة في مجال الموضة. وهو يُطلق مفهوم “القياس الموحّد” الذي يأتي ليحل مكان “القياس الواحد”، وهو ما زال حتى الآن بعيدا عن تشكيل قاعدة في مجال الموضة إلا أنه من المنتظر أن يتحوّل إلى إحدى ركائز الاستدامة والشمولية التي سيُبنى عليها مستقبل الموضة.
ظهر مفهوم “القياس الواحد” حوالي عام 2015 مع بعض علامات الأزياء المُخصّصة للمراهقات، ولكن فكرته واجهت صعوبات في مجال التطبيق العملي لأنها بقيت محصورة بفئة محدودة من المقاسات الصغيرة. وهي روّجت لصورة نمطيّة نحيفة في مجال الموضة تشبه إطلالات عارضات الأزياء، رغم أن الواقع يكشف عن وجود نساء من مختلف المقاسات يعشن تحت وطأة ارتباط الجمال بالنحافة.
شهد هذا المبدأ مقاطعة كبيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي بدأت تروّج لمفاهيم شموليّة في مجال الموضة تُرضي التنوّع الذي نجده في المجتمعات. وقد انعكس هذا الجدل بشكل سلبي على مبدأ “القياس الواحد” الذي واجه رغبة حقيقيّة في الحصول على موضة تناسب كل المقاسات. وهذا ما مهّد الطريق لدراسات وابتكارات طالت الأقمشة القابلة للتمدّد التي لاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً في مجال صناعة الأزياء.
من القياس الواحد إلى الموحّد
يشهد عالم الموضة فورة علامات جديدة تسعى إلى تغيير مفاهيم كانت ثابتة حتى الآن، ويسعى العديد منها إلى اعتماد نهج مسؤول في مجال التخفيف من التأثير السلبي لصناعة الموضة التي ما زالت حتى اليوم ثاني أكثر الصناعات تلويثاً لكوكبنا.
سعت هذه العلامات إلى تقديم تصاميم عصريّة بحجم واحد قابل للتكيّف مع مختلف المقاسات. وذلك بفضل أنظمة وحيل خاصة، أنسجة قابلة للتمدّد، طيّات مخفيّة، وقصّات تجعل من التصاميم سهلة التكيّف. ولأول مرة تصبح الشموليّة هي الهدف مع ظهور مجموعة واسعة من الأثواب، والتنانير، والقمصان، والسراويل التي تنطلق من مبدأ “القياس الذكي” الذي يُشكّل مصدر إلهام في مجال صناعة الموضة وحلاً للمستهلكين الباحثين عن حلول مفيدة.
وقد شهد قطاع ملابس السباحة تطوراً في هذا المجال مع تقديم بعض العلامات لتصاميم قابلة للتمدّد من قياس 34 إلى قياس 44، بفضل تركيبتها المصنوعة بنسبة 97% من البولياميد المُعاد تدويره.
وقد تمّ تصميمها لتكون مريحة ومتينة في الوقت نفسه. وهي لاقت رواجاً كبيراً مع كسرها للقيود المرتبطة بالصورة النمطيّة للنحافة، ويتمّ العمل حالياً على تطوير أنسجة صديقة للبيئة تتمتع بقدرة على التمدّد يمكن أن تجعل “القياس الذكي” مفهوماً أساسياً في مجال الشموليّة والاستدامة الذين أصبحا مطلوبين بشكل كبير في مجال صناعة الأزياء.