في ليلة امتزج فيها التراث السعودي والأردني وتزين فيها قصر رغدان العريق بالألوان والأضواء و سنابل القمح الذهبية المجففة والمصابيح المتلألئة وتعالت فيها أصوات الموسيقي العربية الجميلة، شهدت الأردن مساء الأمس يوم الإثنين حفل حناء رجوة آل سيف الذي أقامته الملكة رانيا بالقصر الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان بحضور عدد من أميرات الأسرة المالكة الهاشمية وأسرة رجوة آل سيف وعدد من سيدات حضرن من محافظات الأردن.
إطلالة رجوة آل سيف في حفل الحناء تتزين بتفاصيل تراثية
وجاءت إطلالة رجوة في الحناء لا تختلف كتيراً عن مفهوم الحفل وهو دمج الثقافتين السعودية والأردنية. واختارت العروس إطلالة تقليدية من التراث السعودي من تصميم مصممة الأزياء السعودية هنيدة الصيرفي صاحبة ماركة هنيدة للملابس الجاهزة، التي أسستها عام 2016.
وأخبرت هنيدة بازار العربية أنها استمدت فكرة التصميم من طبيعة الزي النجدي، المعروف بالثوب السحابي من المملكة العربية السعودية تحديداً من الأزياء التراثية النجدية ويتألف من قطعتين، ويتميز بغنى تطريزاته وبطول وحجم أكمامه الواسعة المقصودة كي يتم رفعها فوق الرأس بحيث تتقاطعان الأكمام من الخلف لتشكل طرحة العروس، الفستان محبوك بحب وبمهارة عالية في تنسيق بين الأمس والحاضر، وقد بذلنا جهدنا في تصميم فستان مستوحى من طابع تراثي من عالم يجمع بين جمال ثقافة المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية،. ويمزج جزء من حضارة كل منهما وقد ترجمت قصة حب أبدية في تصميم لفستان أمسية الحناء التقليدية، فجمع الثوب السحابي برقي تطريزه وإبداع تصميمه بين الفخامة والأناقة الملكية الحالمة مع جانب بارز من شخصية العروس وتفانيها للتفاصيل الدقيقة.
وصرحت هنيدة لبازار العربية:”إنعكاس شخصية العروس البارزة والحيوية والناعمة هو محفز الإلهام في قصة التصميم، وقد ساهم في إضافة لمسة عصرية طورت بها التصميم لتحاكي به شخصية الأميرة رجوة العصرية الجميلة وبنات جيلها. وبأسلوب راقي في التصميم تم تصوير لعناصر حضارية مشتركة بين هويات المملكتين العريقتين، المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية بنقاط تشابه مشتركة من جمال الطبيعة وأطباع الشعبين والتاريخ العريق”.
عن تفاصيل الفستان وصناعته
الفستان مصنوع من قماش الكريب يتخلله تطريز ذهبي واضح التصميم بالورود والزخارف الهندسية في أشكال منوعة، وصدر الفستان مستوحى من تصميم الصدر النجدي التقليدي بشكل مثلث مقلوب، فالزخارف الهندسية النباتية والزخارف التشكيلية العربية تعتبر مصدر خصب للتصميم وهي مستمدة من التراث الأصيل المميز وجزء من تاريخ الحضارة العربية.
تم تنفيذ طرحة العروس في وقت قياسي بلغ حوالي 760 ساعة من العمل المتواصل مع فريق مختص من الخبراء والحرفيين النساء، وقد تم إستخدام 10 أمتار من قماش التول المشغول يدوياً بالكامل لهذه المناسبة، وهي عملية تستغرق عادة حوالي 2000 ساعة عمل، بينما تم الإنتهاء من الفستان بأكثر من 340 ساعة فقط من العمل المتفاني من البداية حتى التنفيذ الفعلي.
وبكل فرح وسعادة صرحت هنيدة:”كل التطريزات المستخدمة كانت حصرية لهذه المناسبة، فالتطريز الذهبي مشغول بخيوط حريرية متنوعة من الكنتيل والتلي باللون الذهبي ودرجاته المختلفة، وكذلك خيوط القصب النجدية الكثيفة المشهورة، وبأناقة ملكية ورومانسية عالية تدفق التطريز الثلاثي الأبعاد على الثوب بأكمله بورود ناعمة محاكية شغف جمال قصة الحب الابدية”.
واضافت:”قد تم تطريز سبع نجمات حصرياً على طرحة العروس في رمزية إلى النجمة السباعية الأردنية، والرسومات كالنخلة وهي الرمز الأيقوني للملكة العربية السعودية والنجمة السباعية مستوحاة من مزيج بين التراث السعودي النجدي ومن التراث الأردني العريق”.
الرسائل الرومانسية على فستان رجوة
لما كان الفستان ما هو إلا إنعكاس لقصة حب ولي عهد المملكة الهاشمية، وخطيبته ابنة السعودية. نتج عن ذلك ثقافة حب عربية أصيلة فطرز على الفستان بيت الشعر “أراك فتحلو لدي الحياة” للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي المعروف بنفحاته الاندلسية. وعلقت هنيدة:”ولأن الحياة تحلو برؤية بعضهما وبالحب والصدق والترابط يزهو كل جميل، اخترت هذا البيت الشعري كترجمة لهذا الإرتباط المبارك”.
المشاركة في هذه المناسبة السعيدة تحمل الكثير من مشاعر الفخر والاعتزاز، وخاصة إنها مناسبة ملكية عالمية تاريخية ، حاملة كل التهاني لفرحة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله من الأسرة الهاشمية الكريمة على الآنسة رجوة بنت خالد آل سيف، ومباركة لهم هذه الفرحة المكللة برضا الرحمنالمصممة السعودية-هنيدة الصيرفي عن تصميم فستان ليلة حناء الآنسة رجوة آل سيف
ويترقب الشعب الأردني إقامة حفل زفاف الأمير الحسين والآنسة رجوة آل شيف في الأول من شهر يونيو المقبل.