من هواية محببة لقلبيّ طفلتين صغيرتين، كبرُ الحلم حتى تحول إلى مشروع العمر، إنهما الشقيقتان العراقيتان لطيفة وفاطمة الشمري، مؤسستا فيلفتي كوتور Velvety Couture للأزياء الراقية، في الإمارات منذ عام 2009. تستهدف العلامة السيدات الشرقيات والباحثات عن تصاميم فريدة. وبعد أن وجدتا صدى إيجابياً من قبل عميلاتهما، انتقلتا إلى خطوات أكبر بافتتاح فرعين في كل من دبي وأبوظبي، عدا عن عرض قطعهما في متاجر فاخرة متعدّدة المصمّمين. كان لنا هذا الحوار مع لطيفة الشمري.
حدثينا عنك وعن شقيقتك فاطمة؟
لطالما تشاركنا أنا وشقيقتي فاطمة كل شيءٍ سوياً، حتى بالأفكار، كما أننا نؤمن كثيراً باستقلال المرأة مادياً وفكرياً. فشقيقتي فاطمة مستشارة قانونية، وأنا حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وشغلنا مناصب عدة في السنوات السابقة. لطالما كانت فكرة تصميم الأزياء حلم يراودنا، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق علامة فيلفتي كوتور Velvety Couture الخاصة بنا، من بعدها قررنا التفرغ بشكل تام لتطوير العلامة. نحن لدينا طموح وشغف وعزيمة وتصميم تام على خلق أفكارٍ مبدعة، وتحويلها إلى نتائج واقعية، وكل هذا يعود للبيئة الداعمة التي تربينا عليها، ودعم والدنا رحمه الله، والمبادئ التي غرسها بداخلنا من قوة وإصرار.
كيف بدأت رحلتكما في تصميم الأزياء حتى إطلاق العلامة في 2009؟
تصميم الأزياء كان شغفنا منذ الطفولة، حيث كنا نصمم ملابس الدمى من أدوات بسيطة في المنزل، ومع الوقت نما حبنا للأزياء والابتكار، وازدادت رغبتنا في عمل بصمة خاصة لنا في عالم الأزياء، وعليه التحقت أختي فاطمة بكلية الأزياء في لندن، كما حضرنا الورش والندوات المختصة بعالم الموضة وعروض الأزياء العالمية. عدا عن كلّ ذلك، فقد اجتهدنا في التجربة والتعلم الذاتي، فكانت النتيجة إطلاقنا علامة فيلفتي كوتور في عام 2009 كي نشارك العالم حبنا وشغفنا، وجاءت تسمية فيلفتي من كلمة Velvet المخمل، فهي الخامة التي تجعل كلّ شيء أكثر تميزاً، وقد وجدنا أصداء جميلة من قبل العملاء، ما شجعنا على الاستمرار.
هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع مصممين الأزياء..تابعي اللقاء مع المصممة ريم قشمر: كل فستان أصممه مشبع بالحب
سحر بلاد الرافدين
ما الذي يميز آخر مجموعة «تالة»؟
مجموعة «تالة» مستوحاة من سحر بلاد الرافدين، وهي النخلة الصغيرة التي تنبثق بقوة، وعندما تكبر تصبح شامخة كنخيل بلاد الرافدين، الذي يمثل عظمة أرضه وبلاده ونسائه، اللواتي اعتلين عرشه لسنوات طويلة كملكات وضعن بصمتهن على شكل إنجازات، ولا سيما جمالهن الذي يتغنى به الشعراء والكتاب حتى وقتنا الحالي. نمط هذه المجموعة متنوع من ناحية الأقمشة والألوان ليرضي ذائقة أكبر شريحة ممكنة من نسائنا، ليتألقن بإطلالات رائعة وكلاسيكية عصرية، كما أنها صُنعت خصيصاً لمواسم شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى.
استخدمنا في المجموعة قماش التول المشغول يدوياً، والشيفون والحرير، بالإضافة لقماش الكريب، علماً بأننا نصمم الأقمشة الخاصة بنا بناءً على الإلهام والقصة لكل مجموعة نطرحها، على سبيل المثال، تالة تعني النخلة، لذا نجد النخلة متجسدة بنقوش المجموعة.
من أين تستمدان الإلهام عند تصميم أي فستان؟
من عدة عوامل، منها الخيال الخصب الذي نترجمه لتصاميم، ومواكبة كل ما هو جديد في عالم الموضة، لكن بطرحها بأسلوبنا الذي تميزنا به وبما يتلاءم مع بيئتنا وثقافتنا.
على أي أساس يتم اختيار الألوان؟
يتم اختيار الأقمشة بناءً على نمط الألوان المتداولة لكل موسم، فألوان فصلي الربيع والصيف تختلف عن موسمي الخريف والشتاء، كما تلعب المناسبات دوراً آخر في اختيار التطريزات، كل هذا يتم على أسس عالمية وخطوط مدروسة.
ما هي البصمة التي تميز فيلفتي كوتور عن غيرها من علامات الأزياء الراقية؟
من خلال تصاميمنا استطعنا صُنع هويتنا، خاصة فيما يتعلق بأنواع الأقمشة، كذلك التصميمات التي نسعى إلى أن تكون ملائمة ومناسبة لنساء مجتمعنا، مع مواكبة الصيحات العالمية بأسلوبنا الذي يتيح لكل امرأة ارتداء ما يناسبها بكل ثقة.
أذواق مختلفة
من هي السيدة التي ستجد ذوقها لديكم؟
كل سيدة متجددة ومشرقة وشغوفة بالحياة، وكل امرأة تبحث عن إطلالة مميزة وساحرة، بالمجمل Velvety Couture تسعى دائماً لتلبية أكبر قدر من الأذواق المختلفة.
كيف تحجزان لعلامتكما مقعداً بين العلامات المحلية والعالمية؟
بالرؤية المعاصرة التي تمكننا من أن نبقى متجددتين دائماً بأفكارنا وتصاميمنا، وبقدرتنا على دمج الأصالة والحداثة معاً. طموحنا وما نسعى إليه هو أن تكون Velvety Couture من العلامات التجارية الرائدة من الشرق الأوسط إلى العالم.
ما هي أصعب التحديات التي واجهتكما؟
معظم التحديات التي واجهتنا استطعنا التغلب عليها، فالسفر الدائم هو أساسي لمواكبة كل ما هو جديد، كما أنه تحد للموازنة بين العمل والحياة الخاصة. من أكبر التحديات أيضاً هو الإغلاق الجزئي والكامل للمصانع الموردة للمواد الأولية المستخدمة في التصنيع خلال جائحة كورونا.
عولمة الأزياء المحتشمة
ما هي أحدث اتجاهات الأزياء المحتشمة؟
لاحظنا جميعاً خلال الآونة الأخيرة بروز القفطان بجميع تصاميمه وانتشاره عالمياً، إضافة إلى العباءة التي بدأت تدرج مؤخراً بطريقة معاصرة وبألوان مختلفة، ونلاحظ أن معظم دور الأزياء العالمية أضافت خط الأزياء المحتشمة لمجموعاتها لاستهداف أسواق مهمة كالشرق الأوسط.
ما هي التفاصيل التي تجعل أي فستان شرقياً؟
المرأة الشرقية تتميز بحبها للأناقة والفخامة، وفي الوقت نفسه تُعرف بمجاراتها لكل ما هو حديث، لكننا كمجتمع شرقي نتصف بالاحتشام، لذلك ما يميز الفستان بصفة شرقية هو الطريقة التي يبرز بها جمال المرأة بحشمتها وأناقتها. لطالما كانت نظرة فيلفتي كوتور أن تزود عميلاتها بفساتين تُجاري صيحات الموضة الحديثة مع مراعاة شرقيتنا وعاداتنا.
أين تجدان مكانة الأزياء الخليجية عالمياً في المستقبل؟
المصممون الخليجيون والعرب بدأوا ينقلون صورة عصرية عن الأزياء الشرقية للعالم، ونلاحظ الحضور القوي والمميز لهم في أسابيع الموضة العالمية.
خطوات مستقبلية
افتتحتما فرعين لعلامتكما التجارية في كل من دبي وأبوظبي، ما هي الخطوات القادمة؟
خطواتنا القادمة كثيرة، أهمها التوسع في الخليج العربي، وهو من أولوياتنا، ونسعى للاستثمار في هذا الاتجاه، كما أطلقنا علامة تجارية أخرى خاصة بنا وهي Pukka المتخصصة بأزياء الريزورت، وهي قطع فريدة ناعمة ومميزة تم تصميمها لتناسب الإطلالات اليومية والمناسبات في كلّ المواسم.
نصيحتكما للأخوات والصديقات اللائي يخططن لافتتاح مشروع مشترك؟
من الجميل أن يكون الشخص المشارك لك من المقربين والمحببين لديك، شخص تستطيعين الوثوق به، ولكن من المهم أن يكون الشغف والالتزام على نفس المستوى من قبل الشريكتين كي ينجح المشروع ويستمر على المدى الطويل. لا بدّ من أن تكون هناك نقاط قوة تختلف عند الشركاء، ولكن بنفس مستوى الإصرار والرغبة في مواجهة التحديات.
نقول لهن لا تتوقفن، انطلقن، في الاتحاد القوة، ومن خلال المشاركة ستتمكنّ من بلوغ أهدافكن وأحلامكن بقوة وسرعة.
نصيحتكما للفتيات الحالمات بأن يصبحن مصممات أزياء؟
هنالك عدة نصائح، أهمها أن يكون الإبداع والشغف أساسياً للعمل في مجال الأزياء، البحث والتطوير المستمر، القدرة على إدارة العمل، تعلّم كيفية بناء مشروع والاستمرار به بخطوات جادة، كما لا بدّ من خلق هوية وبصمة خاصة بأي علامة في مجال الأزياء، خاصة في زخم المنافسة. لا تتوقفن عن الحلم والأمل، امنحن كلّ فكرة تخطر ببالكن الحافز لتغيير عالمكن، لا شيء مستحيلاً بوجود الأمل والطموح والدافع.
من هي قدوة كل من فاطمة ولطيفة في مجال الأزياء وفي الحياة عموماً؟
في مجال الأزياء أليكساندر ماكوين، أما في الحياة فأول قدوة لنا هو والدنا رحمه الله، فهو كان مثال القوة والعزم والإصرار، وكان رجل أعمال ناجحاً يحتذى بتجربته، وشخصية ملهمة تعلمنا منه الكثير.