في عام 2023 تحتفل بولغري سيربنتي بعيدها الخمس والسبعين بعدما دأبت على تجديد جلدها على مدى ثلاثة أرباع القرن، وبعد أن شقت طريقها إلى التاريخ كأيقونة للتحولات التي لا تنتهي. وخلال كل ذلك حافظت على كل جاذبيتها مع كل تحول إبداعي وحافظت على وفائها لجوهرها الأصيل.
بدأت حكاية بولغري سيربنتي في أواخر أربعينيات القرن الماضي في عالم الساعات والمجوهرات، حيث تخطت حدود الزمان والمكان والإبداع قبل أن تتوسع لاحقاً لتشمل عالم المنتجات الجلدية. وعلى مدى عقود من الزمن، نجحت هذه الأيقونة في ترجمة روح كل عصر لتصبح رمزاً لتمكين المرأة تتوارثه الأجيال.
قال جان كريستوف بابان، المدير التنفيذي لمجموعة بولغري: “لقد استعرضت بولغري على مدى خمسة وسبعين عاماً إبداعاتها الجريئة وحرفيتها الرفيعة وروحها العصرية من خلال منتجات سيربنتي المتميزة المستوحاة من مجوهرات كليوبترا في روما منذ أكثر من ألفي عام. وهذه الإبداعات تحمل معها حكايات لا تنتهي والكثير من الفن والتمكين، وقد وسعت حدود صناعة المجوهرات بطريقة تعكس روحية المرأة الواثقة ودخلت عالم الفن من خلال مشاريع رائعة من التعاون الإبداعي. وقد كانت، ولا تزال، أيقونة بولغري المطلقة للتحولات اللامنتهية”
كعام احتفالي، سيكتب عام 2023 فصلاً مثيراً جديداً في حكاية التغيرات المستمرة، حيث يتحول الإلهام إلى فن، وتتحول التراث إلى المستقبل. قصة لا تنتهي، ما هي إلا قصة تحولات دائمة. هذه هي حكاية سيربنتي التي لا نهاية لها.
من أسطورة إلى أيقونة
بدأت أسطورة سيربنتي قبل وقت طويل من دخول الكائن الأسطوري إلى عالم المجوهرات الراقي. فقد استحوذ الثعبان، المتجذر عميقاً في تاريخ الإنسانية، على خيال البشر من شرق العالم إلى غربه على مدى آلاف السنين. ففي الأساطير اليونانية والرومانية كان يعتقد أنه يمتلك قوى تغييرية وتجديدية بسبب قدرته على استبدال جلده، وقد كان يتم التعبير عن هذه القدرة على التجدد المستمر بشكل رمزي من خلال رسم “أوروبوروس” الثعبان الذي يعض ذيله فيشكل دائرة لا بداية لها ولا نهاية.
ولطالما هيمنت طبيعة بولغري الدائمة التغير وروحها الإبداعية على أيقونة الثعبان منذ ظهوره للمرة الأولى عام 1948 في أولى منتجات بولغري من ساعات المجوهرات الملتفة حول المعصم. تميزت سيربنتي في ذلك الوقت بأناقة هيكلها المصنوع بتقنية “توبوغاس” المبتكرة التي جمعت بين البراعة الفائقة في صياغة الذهب والمرونة الفطرية للثعبان حيث صنع الهيكل الأنبوبي، المستوحى من عالم الصناعة، من المعادن النفيسة دون استخدام اللحام ليعبر عن روح الابتكار لدى بولغري، وليتناسب بشكل طبيعي مع هوية سيربنتي المستقبلية.
وفي الخمسينيات، بدأ ثعبان بولغري بالتوجه نحو أسلوب أكثر رمزية برأسه النفيس المزين بعينين من الياقوت أو الزمرد أو الألماس. وكان ذلك تطوراً بلغ ذروته في الستينيات عندما تحولت كسوة الثعبان إلى لوحة للتجارب الإبداعية رسمت عليها حراشفه الساحرة بالأحجار الكريمة والمينا الملون. في تلك السنوات الحافلة بالإبداع أطلقت الدار أولى ساعات المجوهرات “سيربنتي” الخفية التي تميزت بميناء الساعة المخفي في داخل رأس الثعبان.
وقد شكلت التراكيب اللونية المذهلة والمواد غير التقليدية التي استخدمت في تلك السنوات رمزاً لأسلوب بولغري الأسطوري، بينما أثبتت المينا والأحجار الكريمة المرصعة يدوياً إلى جانب الحراشف الأنبوبية المرنة المترابطة من خلال نواة داخلية مرنة، مدى عمق تطور سيربنتي وتشابكه مع حرفية بولغري الفريدة كصائغ مجوهرات في غاية البراعة.
وفي مسيرة تطوره من شكل ساحر إلى آخر، قدم الثعبان تصورات مختلفة لحراشفه السداسية الشكل في مستويات عديدة من الفخامة وتوليفات مختلفة من الأحجار الكريمة المذهلة والتصاميم الآسرة والحرفية المبدعة.
ومن القطع التراثية وصولاً إلى “سيربنتي فايبر” الرشيقة العصري التي نعرفها اليوم، تظل هذه الأيقونة دائماً رمزاً للتحولات الجريئة دائم الاستعداد للكشف عن حركة جديدة أو اتخاذ شكل جديد آسر.
قالت لوتشيا سيلفستري، المديرة الإبداعية لمجوهرات بولغري: “لطالما شكلت إعادة تصور علامة سيربنتي مرة بعد أخرى دون تغيير هويتها تحدياً ملهماً. إن هذا التوازن التام بين تراثها وتطور إبداعها هو ما جعل من هذه العلامة أيقونة كلاسيكية تتماشى مع كل العصور”.
حملة بولغري “سيربنتي، 75 عاماً من حكايات لا تنتهي”
في رحلة عبر 75 عاماً من والإبداع والتحولات الآسرة، تستعرض حملة “سيربنتي، 75 عاماً من حكايات لا تنتهي” التطور المستمر للأيقونة من خلال مقطع فيديو يروي حكاية آسرة تمتد عبر الزمن من أول ساعات سيربنتي الخفية والإبداعات الملونة لحقبة الستينيات وصولاً إلى أحدث إصدارات “فايبر” اليوم. وتلقي الحملة الضوء على فكرة التحول وراء كل إصدار من سيربنتي.
التقطت عدسات ثنائي التصوير الضوئي “سكانديبيرغ” ثعبان بولغري المتشابك مع عالم الأنوثة بطريقة فريدة حيث التف حول المرأة عبر عقود من الزمن وعانق بشرتها حتى أصبح جزءاً منها في تحولات تمثل تطور المرأة وحقها في تقرير مصيرها. وفي تفاعل آسر للخطوط المنحنية والحركات المثيرة تستحضر جماليات الحملة المفعمة بالذكريات الهيكل المرن لمجوهرات سيربنتي في كل تفاصيلها ابتداءً من التصاميم المفعمة بالأنوثة ووصولاً إلى طرق ارتداء هذه المجوهرات.
بصفتها صائغ النساء الاستثنائيات، لطالما استقت بولغري إلهامها من جاذبية نجماتها، وصنعت قطعاً قوية الحضور تحتفي بالشخصية المعبرة والعقلية الجريئة. خلال السنوات الخمسة والسبعين الماضية أكدت النساء على حقوقهن في الاستقلال وتنمية مواهبهن والسعي وراء أحلامهن وعيش حياة تتماشى مع رغباتهن. ومن السجادة الحمراء إلى المكتب، كانت سيربنتي حليفتهن المخلصة وتطورت جنباً إلى جنب مع النساء اللاتي يمتلكن سحرهن الجذاب.
بالإضافة إلى أسطورة الأناقة ديانا فريلاند ونجمة هوليوود إليزابيث تايلور، فقد أغوى ثعبان بولغري العديد من أشهر الأيقونات على مدى العقود الماضية – مثل ماريسا بيرينسون إلى تشرليز ثيرون، أليسي فيكاندر، ونعومي كامبل وزيندايا – بحركته الدائمة نحو المستقبل.
مصنع سيربنتي
سواء في الرسم أو في التصوير الضوئي أو عالم الأزياء والتصميم، لطالما كان الثعبان عنصراً بارزاً في هذه الفنون. ومن خلال تصورات لا تعد ولا تحصى، زين الثعبان أعمال ديبيرو، وميرو، وبول كلي، وظهر على عناصر التصميم في أعمال فورناسيتي الحالمة، وأعطى العديد من أفلام أشهر المخرجين عناوينها. كما أن العديد من دعاة الفن الحديث المرموقين، مثل ألكساندر كالدر ونيكي دي سانت فال، وكيث هارينغ، وجوانا فاسكونسيلوس، قدموا تصورهم الخاص لهذا الكائن الأسطوري وكذلك فعل مصورون فوتوغرافيون مشهورون مثل روبرت مابلثورب، وريتشارد أفيدون، وهيلموت نيوتن عندما ركزوا على قدرة هذا الثعبان على الإغواء وعلى قواه التحويلية.
وتمشياً مع هذا الإرث أطلقت بولغري مبادرة “مصنع سيربنتي” الفنية التي تركز على الثعبان كمصدر لا ينضب للإنتاج الإبداعي استناداً إلى تجليات هذه الأيقونة من أجل اكتشاف عوامل استمرار إلهام الدار ورموزها وتقنياتها وأرشيفها في التأثير على إبداع وحرفية سيربنتي التي لا تنضب.
تغطي مبادرة “مصنع سيربنتي” العديد من المجالات التي تشكل أجزاء هوية الأيقونة، من التراث إلى الحرفية، ومن التقنيات المتعددة الحواس إلى الحملة الجديدة التي تحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأيقونة التي تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. كما تشمل المبادرة سلسلة من مشاريع التعاون الخاص بين بولغري وفنانين عالميين مثل رفيق أنادول ودافيدي كوايولا، ودانييل روزين، وسوغوين تشانغ، وكيت ميرسييه الذين طوروا أعمالاً فنية حصرية مكرسة لسيربنتي لإظهار الطبيعة الانتقائية للأيقونة.
وعلى مدار العام ستعرض مبادرة “مصنع سيربنتي” في مختلف أنحاء العالم أعمال الفنانين المحليين. من الصين إلى الولايات المتحدة مروراً بأوروبا، ستقدم كل مرحلة من هذه الرحلة تحولاً جديداً من تحولات سيربنتي لترتقي مرة أخرى بسحر وجاذبية هذه الأيقونة إلى شكل حقيقي من أشكال الفن.
معرض “سيربنتي من تصميم رفيق أنادول” في مدريد
من ساحة بيازا دومو المركزية في ميلان إلى معرض ساتشي الشهير في لندن، حل معرض “سيربنتي من تصميم رفيق أنادول” في عدد من أشهر الوجهات الفنية في أوروبا، والآن يفتتح فصلاً جديداً في متحف تايسن-بورنيميزا الوطني في مدريد.
وسيفتح المعرض أبوابه للجمهور ليسلط الضوء على الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لسيربنتي، وليطلق عاماً احتفالياً يستعرض تحولات الأيقونة منذ انطلاقها عام 1948 وصولاً إلى المستقبل من خلال قوة التعلم الآلي.
في مزيج مبتكر من الفن والتكنولوجيا يحول الفنان الإعلامي والمخرج الحائز على عدد من الجوائز، رفيق أنادول الطبيعة إلى بيانات رقمية، ثم يحول هذه البيانات إلى صور شعرية من خلال عمل فني من الوسائط المتعددة يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ويستخدم خوارزميات مدربة على 200 مليون صورة للطبيعة، يترجم من خلاله مفهوم التحولات على أنه التغيير من شكل إلى آخر.
تجمع هذه التجربة الغامرة بين هذا العمل الفني ومجموعة مختارة بعناية من ابداعات سيربنتي من مجموعة “بولغري هيريتاج” التراثية، بالإضافة إلى مختارات من أرشيف الدار التاريخي، بينما يفوح عطر “راين فوريست سيربنتي” الذي صممه الذكاء الاصطناعي في أرجاء القاعة ليمنح زوارها رحلة تداعب مختلف الحواس.
وفي المناسبة نفسها، سيتم الكشف عن عقد فريد من نوعه من مجوهرات سيربنتي الفاخرة مع أقراط متطابقه تم تصميمه خصيصاً للذكرى السنوية وأطلق عليه اسم “سيربنتي بلو هيفين” تمشياً مع ألوانه السماوية التي اكتسبها من أحجار التانزانيت والزبرجد التي تستحضر سماء روما وإسبانيا. تمثل هذه القطعة فصلاً جديداً رائعاً في تاريخ المجموعة ويشكل تعبيراً مجازياً عن العناق بين البلدين، وتروي أسطورة سيربنتي هذه حكاية جديدة من الروائع من خلال حرفية بولغري الرفيعة وفن الأحجار الكريمة.