Site icon تلفزيون الفجر

أطباء وخبراء عالميون يدعون إلى تفعيل سياسات “الحد من اضرار التبغ” لخفض مخاطر التدخين

فيما يعد تحركا جديداً لتفعيل مبدأ الحد من أضرار التدخين، عقدت مؤسسة “إنتيجرا أفريكا”، – وهي مؤسسة مقرها الرئيسي بالعاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبورغ – بالتعاون مع شركة “فيليب موريس إنترناشيونال”- مؤتمراً عالمياً عبر تقنية الفيديو شارك فيه عدد كبير من الأطباء والخبراء في مجالات طب الأورام، والعيون، وممثلو عدد من الهيئات العالمية الداعمة للحد من مخاطر التدخين، لمناقشة مفهوم الحد من المخاطر في أفريقيا، وتسليط الضوء على السياسات والممارسات ذات الأساليب المبتكرة للحد من مخاطر التبغ وتأثيرها على الصحة العامة، وآخر الأدلة العلمية في هذا المجال.
وفي هذا الاطار، أكد البروفيسور ديفيد خياط، أحد أشهر الأطباء الفرنسيين في مجال الأورام، والرئيس السابق للمعهد الوطني للسرطان في فرنسا، أن التدخين هو أهم عامل للإصابة بالسرطان حول العالم طوال الــــ 30 عاماً الماضية منذ عام 1990 إلى 2019، مما يعني أن جميع الاستراتيجيات والسياسات العامة التي تم تنفيذها طوال تلك الفترة قد باءت بالفشل التام، لهذا علينا أن نسعى لتقليل الضرر الواقع على الأفراد نتيجة لذلك بدلاً من السعي للحد من تلك الممارسات.
واوضح الدكتور خياط أن الإقلاع عن التدخين يعد الخيار الأفضل بلا شك، لكنه يبقى للبعض هدفاً صعباً إما لعدم قدرتهم على ذلك، أو لرغبتهم في الاستمرار في استهلاك التبغ، لذلك فإننا نأمل أن يلعب ابتكار المنتجات البديلة الأقل ضررًا دورًا في الحد من الاضرار الناتجة عن استهلاك منتجات التبغ التقليدية لا سيما مرض السرطان الذي يتسبب فيه التدخين.
وقال الرئيس السابق للمعهد الوطني للسرطان في فرنسا، أن حرق أوراق التبغ في درجات حرارة أعلى من 400 درجة مئوية يتسبب في انتاج الكثير من المواد المسرطنة، ونحن نعلم أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 6000 مادة كيميائية وجزيئات فائقة الدقة، كما نعلم أيضا أن 93 من المواد المسرطنة مدرجة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كمكونات ضارة ومكونات يحتمل أن تكون ضارة. لكن تسخين أوراق التبغ في درجات حرارة تتراوح بين 250 درجة مئوية إلى 350 درجة مئوية، لا يتسبب في انبعاث أي دخان وانما هباء جوي ناتج عن عملية التسخين، كما أنها تقصي انتاج معظم المواد المسرطنة المعتادة والموجودة في السجائر التقليدية.
أما الدكتور كجوسي ليتلاب، طبيب العيون الجنوب أفريقي، والرئيس الحالي لجمعية المجالس الطبية في أفريقيا، والرئيس السابق للجمعية الطبية العالمية، وهي الهيئة التمثيلية العالمية للأطباء. فقال: “إحدى المشاكل الرئيسية في أفريقيا هي عدم الوصول إلى المعلومات، وفي بعض الأحيان الافتقار إلى المعرفة ووفرة المعلومات المضللة، مطالباً بتوفير المعلومات الحقيقية التي تساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة. فلا يمكن أن تنتشر منتجات الحد من الضرر على الصعيد العالمي دون تقديم معلومات ذات مصداقية”، موضحاً أن اليابان أدخلت تكنولوجيا تسخين التبغ في آخر 5 سنوات، فكانت النتيجة أن هذه المنتجات أصبحت بدائل للسجائر القابلة للاحتراق. وشهد بيع السجائر التقليدية انخفاضًا مطردًا وبطريقة سريعة حيث أن مبيعات السجائر اليوم أقل بنسبة 25٪ مما كان يباع قبل 5 سنوات.
فيما قال جوزيف ماجيرو، رئيس حملة البدائل الأكثر أمانا (CASA)، – وهي منظمة أفريقية تناضل من أجل اعتماد سياسات للحد من المخاطر المرتبطة بالتبغ في أفريقيا- أن في أفريقيا حوالي 250 ألف مدخن بالغ يموتون كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين، مطالباً بإتاحة بدائل للسجائر في أفريقيا مثل التدخين الإلكتروني وتبغ المضغ، ومنتجات تسخين التبغ.
أما هاري شابيرو هو مدير هيئة DrugWise و ومدير تحرير مجلة DS Daily، فطالب بأخذ الأدلة المستقلة على أن بدائل التدخين أقل ضرراً من التدخين، وأنها تساعد المدخنين الحاليين على الإقلاع على محمل الجد، بينما تقدم في نفس الوقت مخاطر قليلة على الأشخاص المحيطين بالمدخنين (التدخين السلبي)

Exit mobile version