هل كتم العطسة له أضرار صحية خطيرة؟
يلجأ كثير من الأشخاص إلى كتم العطسة لتجنب بعض المواقف المحرجة عند الحاجة إلى العطاس في الأماكن العامة أو لأيّة أسباب أخرى. يُسلّط هذا المقال الضوء على الأضرار التي تنتج عن هذا الفعل الخاطئ، بالإضافة إلى بيان الكثير من المعلومات حول أسباب العطس عند الإنسان وطريقة التخلص من الرغبة بالعطاس، وينتهي بتوضيح بعض طريق العلاج.
هل كتم العطسة له أضرار صحية خطيرة؟
إن لكتم العطسة العديد من الأضرار الصحية الخطيرة بالفعل؛ ذلك لأن العطس من الأنشطة القوية، ويُمكن للعطسة أن تدفع الهواء من الفم بسرعة تصل إلى 161 كيلومتر في الساعة تقريبًا، ولذلك فإن على الشخص تجنّب الكتم والحرص على التعامل مع العطاس بشكل صحيح، ويختلف علاج كتم العطس بالاعتماد على نوع الأضرار التي تسبب بها للمرء.
ما هي أبرز أضرار كتم العطس؟
عند كتم العطسة يُمكن أن يتعرض المرء إلى الأضرار الصحية الآتية:
- التهاب الأذن الوسطى: يساعد العطس على تنظيف الأذنين من بعض المواد التي ينبغي عدم استقرارها فيهما، وتضمن ذلك بعض أنواع البكتيريا، ويمكن أن يتسبب الكتم بانتقال البكتيريا إلى الأذن الوسطى والتهابها.
- تلف بعض الأوعية الدموية: يمكن أن يتسبب كتم العطاس بتلف بعض الأوعية الدموية في الجسم؛ منها الأوعية في العينين والأنف، ولكنها حالة نادرة تنتج عن الضغط الشديد للأوعية الدموية في الممرات الأنفية.
- إصابات الحجاب الحاجز: يُعرف الجزء العضلي الذي يقع فوق البطن من الصدر باسم الحجاب الحاجز، وفي حالات نادرة يتسبب كتم العطاس بإصابات الحجاب الحاجز وانهيار الكليتين؛ مما يتطلب دخولًا طارئًا إلى المستشفى.
- تمدد الأوعية الدموية: تُعرف حالة أم الدم باسم تمدد الأوعية الدموية أيضًا، وهي إحدى مضاعفات كتم العطاس التي تهدد حياة المرء، وقد تتسبب بنزيف في الجمجمة حول الدماغ أيضًا.
- تلف الحلق: تم اكتشاف حالة تتسبب فيها كتم العطسة بتمزق مؤخرة الحلق، وتعرُّض الشخص المُصاب إلى الكثير من الألم، كما أنه سمع صوت طقطقة في الرقبة، وذلك حسب موقع هيلث لاين.
- الكسور في الأضلاع: تم الإبلاغ عن كسر في الضلوع نتيجةً للعطاس عند بعض الأشخاص، وغالبهم من كبار السن، وكذلك يمكن أن يؤدي كتم العطاس إلى كسر في الأضلاع نتيجةً لزيادة الضغط عليها.
هل خطورة كتم العطسة تشمل طبلة الأذنين؟
عندما يحتفظ الجسم بالضغط المرتفع الناتج عن كتم العطاس ربما يذهب بعض الضغط إلى الأذنين من الجهاز التنفسي، ويمر هذا الضغط عبر قناة استاكيوس، ويمكن أن يؤدي إلى تمزق إحدى طبلتي الأذن أو كلتيهما في بعض الأحيان، كما يُمكن أن يتسبب كتم العطسة بارتفاع الضغط وتلف الأوعية الدموية الموجودة في طبلة الأذن أيضًا، وهذا يعني أن خطورة كتم العطسة تشمل الطبلة بالفعل.
هل يُمكن أن يؤدي كتم العطسة إلى الموت؟
بالرغم من عدم تسجيل أيّ حالات أدّى فيها كتم العطسة إلى الموت؛ إلا إن ذلك ممكن من الناحية التقنية؛ فإن هذا الفعل يمكن أن يؤدي إلى كثيرٍ من المُضاعفات التي تُهدّد الحياة؛ أبرزها تمزق الأوعية الدموية الدماغية وتمزق الحلق وانهيار الرئتين. ويجدر الذكر بأن تمزق الأوعية الدموية الدماغية تؤدي إلى الوفاة بنسبة 40% من حالات الإصابة.
لماذا يتعرض الإنسان إلى العطاس؟
إلى جانب المحفزات توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى العطاس عند الإنسان، ومنها ما يأتي:
- حساسية الأنف: يُطلق على حساسية الأنف اسم التهاب الأنف التحسسي، وهو التهاب يؤدي إلى إفراز الهستامين في الأغشية المُخاطية للأنف، وهي مادةٌ كيميائيةٌ تؤدي إلى عدة أعراض؛ منها السيلان والعطاس.
- العدوى: في بعض الأحيان تؤدي أنواع عدوى الجهاز التنفسي إلى العطاس؛ منها نزلات البرد، وذلك لأن العدوى تتسبب بإنتاج المخاط الذي يحفز بدوره الأعصاب داخل الأغشية المخاطية للأنف؛ ممّا يتسبب بالعطاس.
- التهاب الأنف الذوقي: يؤدي التهاب الأنف الذوقي إلى العطاس بعد تناول الطعام، ويتسبب بالعديد من الأعراض الأُخرى مثل السيلان والحكة والتقطير الأنفي، ويُعرف هذا الالتهاب بالتهاب الأنف غير التحسسي.
- حساسية الطعام: تُعد الحساسية الغذائية واحدةً من أنواع الحساسية الشائعة، وتُصيب قُرابة 8% من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وتختلف أعراضها بين مُصابٍ وآخرٍ؛ إلا إن منها العطس.
ما هي طرق تحفيز العطاس؟
يُمكن تحفيز العطاس بالعديد من الطرق، إلا إنه ينبغي تجنب كتم العطسة حتى لا يُعرض الشخص نفسه إلى أيّة مضاعفات خطيرة، ومن طرق تحفيز العطسة ما يأتي:
- استخدام المنديل الورقي: يمكن تحفيز العطاس عن طريق لف منديل ورقي، ثم وضعه في إحدى فتحتي الأنف وإخراجه مع تكرار ذلك حتى يشعر المرء بدغدغة في الأنف، وهو ما يُحفّز العصب ثلاثي التوائم ويؤدي إلى العطس.
- النظر إلى ضوء ساطع: يعطس قُرابة ثُلثي الأشخاص عند النظر إلى ضوءٍ ساطعٍ بشكلٍ مفاجئٍ حسب موقع ميديكال نيوز توداي، ويمكن أن يكون السبب في ذلك وقوع العصب ثلاثي التوائم بجانب العصب البصري.
- استخدام ريشة صناعية: بدلًا من استخدام المناديل الورقية يمكن للمرء استخدام ريشة ودغدغة المنطقة الواقعة أسفل الأنف بها؛ حتى يحفز نفسه على العطس، ولا يُنصح بإدخال الريشة في الأنف أو استخدام ريشة طبيعية حقيقية.
- شم العطور القوية: ينبغي تجنّب رشّ العطر في الأنف أو استنشاق جُزيئات العطر مباشرةً، ولكن يمكن للشخص أن يشم بعض العطور أو الكولونيا القوية بعد رشّها في الهواء لتهييج بطانة الأنف، ثم العطاس.
- نتف شعرة من الأنف: في بعض الأحيان يؤدي نتف شعرة من أحد جانبي الأنف إلى تحفيز العصب ثلاثي التوائم ثم العطس، ويجب نتف الشعرة بلطف؛ لأن الجلد الموجود داخل فتحات الأنف حسّاس للغاية.
- أكل الشوكولاتة الداكنة: يمكن أن تؤدي الشوكولاتة الداكنة ذات النسبة العالية من الكاكاو إلى العطس عند الإنسان، ولكن السبب الدقيق الكامن وراء ذلك غير معروف حتى الآن؛ إلا إنه يُمكن أن يكون مُتعلقًا بالحساسية.
- إمالة الرأس إلى الخلف: يُمكن أن تكون هذه الطريقة مفيدة للأشخاص الذين يشعرون بالرغبة في العطس؛ ذلك من خلال إمالة الرأس إلى الخلف، ثم النظر إلى الأعلى وانتظار العطسة.
- شم البهارات: هُناك العديد من البهارات التي يؤدي شمّها إلى تهييج الأنف؛ مثل الفلفل الأسود والكمون والكزبرة والفلفل الأحمر المطحون، ولا بُد من توخّي الحذر عند الشم كي لا يؤدي ذلك إلى شعورٍ حارقٍ في فتحات الأنف.
- تحريك اللسان إلى سقف الفم: من المُمكن تحريك اللسان إلى أعلى باتجاه سقف الفم، ثم إنزاله إلى أسفل مع تكرار ذلك؛ لأن العصب ثلاثي التوائم يمرُّ عبر هذا المسار، ويمكن تحفيزه بهذه الطريقة للحثّ على العطاس.
- تدليك الأنف: يستطيع الشخص فرك جسر الأنف إلى الأسفل لتعزيز استجابة العصب ثلاثي التوائم، ولا بد من تكرار الفرك حتى يتولّد الشعور بالدغدغة وما يتبعها من العطاس بعد ذلك.
كيف يتم تجنب العطاس؟
بدلًا من كتم العطسة يستطيع الشخص اتباع بعض الخطوات لتجنب العطاس، ومنها ما يأتي حسب موقع ميديسينيت:
- التحدّث بكلمة غريبة: بدلًا من التعرض إلى أضرار كتم العطس يمكن للمرء التحدث بكلمة غريبة لصرف الانتباه عن العطس؛ ذلك مثل قول كلمة مخلّل أو غيرها من الكلمات التي تصرف الانتباه.
- تجنّب المُثيرات: من الضروري تجنّب المُثيرات حتى يتخلص المرء من الحاجة إلى العطاس في كثيرٍ من الأحيان، وربما تختلف مُحفزات العطس بين شخصٍ وآخر؛ منها التراب واللقاح والعفن، إلى جانب وبر الحيوانات والأضواء الساطعة.
- الضغط على الأنف: عندما يشعر الشخص برغبة في العطس يمكنه الضغط على فتحتي الأنف كما يفعل عند شم رائحة كريهة؛ للتخلص من هذا الشعور وتجنب الحاجة إلى العطاس.
- الوقاية من المخاطر البيئية: يُمكن أن تؤدي بعض المخاطر البيئية إلى العطاس، وينبغي على المرء وقاية نفسه من هذه المخاطر حتى يبتعد عن العطاس؛ منها المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب وغبار القطن وغبار الصوف.
- استخدام الأدوية: إذا كانت الحساسية سببًا في العطس؛ فيُمكن للمرء الاعتماد على بعض أنواع الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للتخلص من العطاس في هذه الحالة، ومنها مضادات الحساسية؛ مثل السيتريزين أو الفيكسوفينادين.
- نفخ الأنف: عادةً ما يحدث العطس نتيجةً لوجود مُهيّجات في الأنف أو الجيوب الأنفية، ويمكن النفخ في الأنف للتخلص من هذه المُهيّجات والتخلص من الحاجة إلى العطس.
ما هي إرشادات علاج العطسة؟
إذا لم يتوقّف العطاس عند المرء وشعر برغبة في كتم العطسة حتى لا يؤذي من حوله لكثرة حاجته إلى ذلك؛ فإن هناك الكثير من الإرشادات المفيدة في علاج العطاس، وأبرزها ما يأتي:
- علاج الحساسية: بما أن الحساسية واحدةٌ من أسباب العطاس عند الإنسان؛ فلا بُد من التعامل مع هذه المشكلة الصحية وعلاجها للتخلص من العطاس، سواءً كان بتجنب المحفزات للحساسية، أو عن طريق الحصول على الأدوية.
- معرفة المحفزات: يجب على الشخص معرفة المحفزات التي تُولّد لديه الرغبة بالعطس، وذلك حتى يتجنبها، ولا شك بأن هناك كثيرًا من محفزات العطس؛ أبرزها العطور ودقيق الخبز والغبار.
- التعامل مع العطس الضوئي: لعلاج العطس المُتعلق بالضوء ينبغي على المرء تجنّب النظر المباشر إلى الضوء الساطع، وكذلك ارتداء النظارات الشمسية في الأيام المشمسة أيضًا.
- الابتعاد عن بعض الأطعمة: يحتاج البعض إلى العطس بعد تناول عدة أنواع من الأطعمة، وفي هذه الحالة ينبغي تجنب الأطعمة التي تولّد الرغبة في العطس للعلاج.