رغم أن معظمنا يدرك جيداً أن التغيير هو الثابت الوحيد في حياتنا، إلا أن العديد من الأشخاص تتطور لديهم مخاوف شديدة تتعلق بالتغيير، وهو ما يُسمى في علم النفس “Metathesiophobia”. فحتى التغيير الإيجابي يسبب التوتر دائماً، وتحدث المشكلة عندما يسبب الخوف من التغيير القصور الذاتي نتيجة الخروج من منطقة الراحة الخاصة بالشخص، أو الخارجة عن سيطرته. وهناك عدة طرق للتعامل مع الخوف من التغيير والتغلب عليه، بما في ذلك العلاج وتحويل التفكير والتخطيط المسبق والبحث عن الدعم. في السطور التالية، ستتعرفين على أسباب فوبيا التغيير وطرق علاجها والتأقلم معها.
ما الذي يسبب فوبيا التغيير؟
يمكن أن يساهم مزيج من علم الوراثة وكيمياء الدماغ وعناصر بيولوجية وبيئية أخرى في تطوير الخوف غير المنطقي أو الفوبيا المرتبطة بالتغيير. وتشمل الأسباب الشائعة للخوف من التغيير ما يلي:
-النشأة في بيئة كان يُنظر فيها إلى التغيير على أنه تهديد.
-عوامل وراثية أو وجود قريب مقرب يعاني من الخوف أو الرهاب.
-تجارب الطفولة المؤلمة المتعلقة بالتغيير.
-الشك الذاتي والنقد الذاتي والشعور بعدم الأمان حيال التكيف بشكل جيد مع التغييرات.
-الشعور بفقدان السيطرة.
أعراض فوبيا التغيير
الأشخاص الذين يغلب عليهم الخوف من التغيير هم أكثر عرضة للتكيف من خلال تجنّب المواقف الجديدة، وغالباً ما يفتقرون إلى الاهتمام باستكشاف أشياء جديدة، وقد يترددون في تحقيق الأهداف أو تحسين أوضاعهم، حتى أنهم قد يجدون أنفسهم عالقين في علاقات سامة أو وظائف لا يحبونها، مما يمكن أن يسبب التوتر والقلق والألم والاكتئاب ونقص الطاقة.
وتشمل العلامات التي تشير إلى فوبيا التغيير ما يلي:
1-شعور فوري بالخوف الشديد والقلق بشأن المواقف الجديدة أو التغيير.
2-الوعي بأن الخوف غير عقلاني، ولكن عدم القدرة على السيطرة عليه.
3-زيادة القلق الإستباقي مع اقتراب التغيير.
4-بذل جهود كبيرة لتجنّب التغيير؛ لدرجة أنه يتعارض مع حياتك الشخصية أو المهنية.
5-الخوف والقلق الشديدين عندما لا يمكن تجنّب الموقف.
6-نوبات الهلع مع أعراض مثل زيادة معدل ضربات القلب أو التعرق أو ضيق التنفس.
طرق للتغلب على فوبيا التغيير
1-احصلي على المعلومات المتعلقة بالتغيير
عادة ما نخشى التغيير لأنه يعني أننا لا نعرف النتيجة، فقد يكون فهم سبب ضرورة التغيير ومن أين يأتي قلقك مكاناً جيداً لبدء الرحلة لتخفيف الخوف، لذلك اجمعي المعلومات والحقائق المتعلقة، ومن خلال توضيح الشكوك، يمكنك أن تكتسبي إحساساً باليقين والراحة تجاه التغيير.
2-اقبلي التغيير
القبول لا يعني الرضا عن النفس، إنه يعني ببساطة أن تكوني على دراية بواقعكِ، وهذا يمكن أن يجلب لكِ راحة البال ويسهل عليك التأقلم. كلما فهمتِ بشكل أفضل كيفية مواجهة الخوف من التغيير، زادت مرونتكِ العاطفية.
3-فكري في مواقف التغيير السابقة
فكري في التجارب السابقة وذكّري نفسك بالتحولات والمصاعب التي تغلبت عليها بالفعل، فحتى لو كنت تعتقدين أنك فشلت من قبل، فمن المحتمل أنكِ أصبحت شخصاً أقوى نتيجة لذلك، واسألي نفسكِ: ما هي الدروس التي تعلمتها؟ ما الذي ساعدني على وجه التحديد على التعافي؟ ما هي السمات التي أمتلكها والتي سمحت لي بالتعامل مع التغيير؟ ومن خلال هذا الفحص الذاتي، قد تدركين أنكِ أقوى مما تعتقدين.
4-لا تفرطي في التفكير
عدم اليقين أو التفكير في فقدان ما هو مألوف يمكن أن يكون عائقاً كبيراً، والإفراط في التفكير والإفراط في القلق يمكن أن يجعل الأمور أكثر صعوبة مما هي عليه بالفعل، وبدلاً من الإفراط في التفكير، توقفي في اللحظة الحالية واتخذي قرارات بناءً على ما هو أمامكِ مباشرةً، إذ يمكن أن يؤدي تضييق الأشياء إلى تقليل الضغط الذهني لعملية اتخاذ القرار ووضع الأمور في حركة إيجابية للأمام، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن في النهاية سترين أن الوضع لم يكن سيئاً مثلما كنتِ تعتقدين.
5-تدرّبي بإجراء تغييرات صغيرة
اتخذي تدابير وقائية وقللي من خوفك من التغيير عن طريق تدريب عقلكِ على تغييرات بسيطة، وابدأي التمرين عن طريق إجراء تعديلات صغيرة في نظامكِ اليومي، وخذي مخاطر صغيرة عن طريق إدخال أشياء جديدة في حياتكِ مثل تعلم لغة جديدة أو استكشاف أطعمة مختلفة أو اتخاذ طريق بديل للعمل، فممارسة عادات جديدة بشكل منتظم تكسر الروتين الأساسي، مما يعزز مرونتكِ وقدرتكِ على التكيف مع التغييرات.
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذه العلاجات، تجب استشارة طبيب مختص.
المصدر: choosingtherapy.com