يُحتفى كل عام بالأسبوع العالمي لسرطان عنق الرحم في الفترة الممتدة بين 23 و29 يناير؛ وذلك من أجل التوعية حول هذا النوع من السرطان. للمناسبة، حاور “سيدتي. نت” الدكتور محيي الدين سعود، استشاري ورئيس قسم أمراض النساء والتوليد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، فكان الموضوع الآتي:
هل من إحصائيات حول عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم في الدول العربية؟
سرطان عنق الرحم هو رابع سبب من أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان انتشاراً بين النساء على مستوى العالم. ومن خلال الكشف المبكر عن طريق مسحة عنق الرحم، تزداد فرص فعالية ونجاح علاج هذا المرض. عام 2018، تمَّ تشخيص ما يقدر بنحو 570 ألف امرأة بسرطان عنق الرحم، وتوفي حوالي 311 ألف امرأة بسبب المرض. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يحتلّ سرطان عنق الرحم المرتبة الخامسة بين أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، وثالث أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء في المرحلة العمرية بين 15 و44 عاماً.
ما هي أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم؟ هل هو فقط فيروس الورم الحليمي، أم هناك عوامل أخرى مسببة؟
تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو عادةً عدوى تنتقل عن طريق العلاقة الزوجية. ويمكن أن تسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري متحورات في خلايا عنق الرحم قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان إن لم يتم علاجها. ومن المهم أن نعرف أن المرض يمكن الوقاية منه والشفاء منه إذا تمَّ اكتشافه مبكراً وعلاجه بفعالية.
ما هي أبرز طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
لتجنّب الإصابة بسرطان عنق الرّحم وتقليل خطر حدوثه، يوصي الأطباء بالخطوتين التاليتين:
• أولاً: إجراء فحوص الكشف المبكر بشكل منتظم، وهناك ثلاثة فحوص شائعة:
– الكشف عن أي متحورات في خلايا عنق الرحم باختبار مسحة عنق الرحم، والذي يتضمن أخذ عينة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة صغيرة لفحص هذه العينة تحت المجهر في المختبر.
– الكشف عن وجود فيروس الورم الحليمي البشري؛ ويُجرى هذا الاختبار أيضاً باستخدام فرشاة للحصول على بعض خلايا عنق الرحم؛ للبحث عن أنواع معيّنة من الفيروس في المختبر.
– أو الجمع بين الإجرائين معاً، بما يعرف بالاختبار المشترك.
وفي حال الاشتباه، عند القيام بالفحوص المنتظمة، بوجود خطر نتيجة وجود متحورات في خلايا عنق الرّحم، سيقوم الطبيب المختص بأخذ خزعة من عنق الرحم للتحقق من الحالة والتشخيص.
• ثانياً: تلقّي التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري: يمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من الإصابة بالفيروس المسبب لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، ويُعطى عادةً بين سن 13- 26 عاماً على ثلاث جرعات منفصلة.
هل تنصحون باللقاح المضادّ لسرطان عنق الرحم للإناث والذكور؟
يمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من الإصابة بالفيروس المسبب لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، ويُعطى عادةً بين سن 13- 26 عاماً على ثلاث جرعات منفصلة. بالإضافة إلى ذلك، توصي العديد من الدول والهيئات والمؤسسات العلمية والتنظيمية بشدّة بتطعيم الذكور أيضاً لزيادة فرص الوصول إلى المناعة المجتمعية أو ما يعرف بمناعة القطيع.
وهل اللقاح آمن؟ وهل لديه أية أعراض جانبية؟
لا يختلف التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري عن أي لقاح آخر، وكذلك الآثار الجانبية لا تختلف، أكثر ما يتم الإبلاغ عنه والذي يحدث عندما تحصل فتاة صغيرة على التطعيم هو انخفاض مؤقت في ضغط الدم والدوار بسبب وخز الإبرة وليس بسبب اللقاح نفسه. ولهذا السبب توصى الفتيات الصغيرات بالاستراحة والجلوس لمدة 15 دقيقة بعد تلقي التطعيم؛ لضمان عدم الإصابة بالدوار عند الوقوف.
ما مدى أهمية الفحص النسائي السنوي والاختبارات المنتظمة في تجنّب الإصابة بسرطان عنق الرحم والكشف عنه؟
بحسب البيانات الموثقة، فإنَّ الفحص المنتظم لسرطان عنق الرحم بمسحة عنق الرحم أو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري قد يساعد في الكشف عن المحورات في الخلايا قبل أن تتطور إلى سرطان، وحينئذٍ يكون العلاج بسيطاً ومتاحاً بسهولة.
ما هي نسب النجاة من المرض في كل مرحلة من مراحل سرطان عنق الرحم؟
بالطبع، تستغرق المتحورات في الخلايا وقتاً طويلاً قبل أن تتطور من مرحلة ما قبل الخلايا السرطانية إلى مرحلة السرطان المبكر وصولاً إلى مراحله المتقدمة، ويستغرق حدوث التقدم ما بين 5 و15 عاماً، لذلك لدينا الكثير من الوقت والفرص المتاحة لاكتشاف هذه المتحورات ومعالجتها بفعالية من خلال الفحوص والكشف المنتظم.
هل من علاجات حديثة لسرطان عنق الرحم؟
يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على عدة عوامل، مثل نوع الخلايا السرطانية وحجمها ومدى انتشارها وصحة المريضة العامة وعمرها، وعادة ما يكون العلاج جراحياً و/أو إشعاعياً و/أو كيميائياً، ومن خلال تعاون فريق من الاختصاصيين متعددي الاختصاصات، كما يحدث في جميع هذه الحالات في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، لتقديم رعاية شاملة ومتكاملة لتلبية احتياجات كل مريضة وفقاً لحالتها الصحية.
يلجأ الأطباء لخيار الجراحة لإزالة الأنسجة السرطانية في الحالات المبكرة للسرطان، حيث يمكن إجراء العمل الجراحي بعدة طرق. مثلاً قد يقوم الأطباء بعملية استئصال الرحم وعنقه وأحياناً. وإذا لزم الأمر إزالة الأنسجة حول عنق الرحم والغدد الليمفاوية المرتبطة به.
وفي بعض الحالات من سرطان عنق الرّحم، وعند اكتشافه مبكراً عند النساء اللواتي يرغبن بالحفاظ على خصوبتهن، يقوم الأطباء باستئصال عنق الرحم فقط أو بعض الأنسجة المحيطة به أو جزء مخروطي من الرحم من دون التأثير على خصوبة المرأة.
ويساهم الكشف المكبر في تمكين هذا الخيار، إذ لا يُعد ممكناً في الحالات المتأخرة من السرطان.
ملاحظة من “سيدتي. نت”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.