تأثير 8 ساعات من الوحدة على جسمك.. سيصدمك دون شك
الشعور بالعزلة والوحدة وعدم الشعور بالانتماء أو الارتباط بأي شخص من حولك يفضي إلى آثار صحية سيئة، وتزداد الآثار الضارّة على صحتك الجسدية والعقلية، كلما زادت مدة عزلتك.
وتشير الدلائل إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة قد ينخرطون في سلوكيات غير صحية أكثر، مقارنة بالأشخاص الذين يشعرون بأنهم أكثر ارتباطاً اجتماعياً. وعندما يكون الناس منعزلين ووحيدين، فإنهم يميلون إلى تناول المزيد من الطعام، ولا يمارسون الرياضة، وينامون بشكل أسوأ.فيما يلي نستعرض بعض الآثار الصحية المترتبة على الانعزال والوحدة:
– الوحدة تؤثر على النوم
تمَّ ربط الشعور بالوحدة بعدم كفاية النوم بين كبار السن. كما تمَّ ربط الشعور بالوحدة بالنوم المتقطع في فترات الليل.
– تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب
الوحدة هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالاكتئاب، مع العديد من الأعراض المتداخلة (مثل الشعور بالألم والعجز). ففي دراسة نُشرت في يناير 2021 في The Lancet Psychiatry، خلص الباحثون إلى أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
– الوحدة تسبب التهابات مزمنة
في تحليل تلوي نُشر في مايو 2020، خلص الباحثون إلى أن الأشخاص الأكثر عزلة اجتماعياً لديهم مستويات أعلى من المواد الكيميائية الالتهابية المرتبطة بسوء الحالة الصحية.
– تزيد من مخاطر الخرف
يتعرض البالغون الذين يبلغون عن شعور أكبر بالوحدة لخطر متزايد بنسبة 40 في المائة للإصابة بالخرف وغيره من الإعاقات المعرفية.
– العزلة تؤثر على صحة القلب
كلما شعرت بالوحدة، زاد احتمال إصابتك بأمراض تؤثر على صحة قلبك: السمنة وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول السيئة، والنساء اللاتي يشعرن بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية. وقد تمَّ ربط الشعور بالوحدة بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 29 في المائة وزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 32 في المائة.
وقد أشارت الأبحاث أيضاً إلى أن الشعور بالوحدة يزيد من ضغط الدم.
– تؤثر على الجهاز المناعي
إذا كنت تشعرين بالوحدة لفترة طويلة، فقد يصعب على جسمك محاربة المرض. قد يكون جزء من سبب ذلك هو أن الوحدة تحفز بعض الهرمونات التي ينتجها جسمك عندما تكونين تحت الضغط. وهذا يمكن أن يقلل من كفاءة عمل جهاز المناعة لديك أيضاً. اكتشفي 7 عادات جيدة تحمي النساء من الخرف.
دراسة حديثة حول ساعات الوحدة
توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة فيينا في النمسا وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة إلى أن ثماني ساعات من الشعور بالوحدة يمكن أن تستنزف الطاقة وتزيد من التعب بقدر ثماني ساعات دون طعام لدى بعض الأشخاص. وبدا كما لو أن انخفاض الطاقة هو نتيجة للتغييرات في استجابة الجسم المتوازنة: نوع من العمل المتوازن، حيث يؤدي الافتقار إلى التواصل الاجتماعي إلى تفاعل بيولوجي. ووجد مؤلفو الدراسة أوجه تشابه مذهلة بين العزلة الاجتماعية والحرمان من الطعام، وأن كلتا الحالتين تسببتا في انخفاض الطاقة وزيادة التعب.
وفحصت الدراسة 30 متطوعة في ثلاثة أيام منفصلة كل منها ثماني ساعات: يوم واحد بدون اتصال اجتماعي، ويوم بدون طعام، ويوم بدون اتصال اجتماعي أو طعام. قدم المشاركون ملاحظاتهم حول إجهادهم ومزاجهم وإرهاقهم، بينما تم أيضاً قياس معدل ضربات القلب ومستويات الكورتيزول اللعابي (مؤشرات الإجهاد القياسية).
وتضمنت التجربة الميدانية 87 مشاركاً يعيشون في النمسا أو إيطاليا أو ألمانيا، أمضوا ثماني ساعات على الأقل في عزلة، وطُلب منهم الإجابة عن الأسئلة عبر تطبيق في الهاتف الذكي، مشابهة لتلك التي تمَّ طرحها في الاختبار المعملي: حول الإجهاد والمزاج والتعب.
وتبين أن أولئك الذين يعيشون بمفردهم، هم الأكثر تأثراً. انخفضت مستويات الطاقة المبلغ عنها في الأيام التي لم يتفاعلوا فيها مع أي شخص مقارنة بالأيام مع بعض التفاعلات الاجتماعية القصيرة – وهو تأثير لم يُلحظ في المشاركين الأقل اجتماعياً. ومع مرور الوقت في العزلة، من المرجح أن يزداد الضرر سوءاً، وفقاً للدراسة.
المصادر :
everydayhealth.com
sciencealert.com
webmd.com