جدري الماء من الحالات المرضية المزعجة، التي هي غالباً ما تظهر في سن الطفولة، ويتوفر لقاح مضادّ لها؛ يتلقاه الأشخاص في المراحل الأولى من حياتهم. لكن، ورغم تلقي اللقاح، قد يظهر جدري الماء لدى البالغين، ويشكل خطورة بالغة عليهم.
إذا كانت فترة الإصابة بجدري الماء وقتاً سيئاً تقضينه أثناء الطفولة بين الحمى وعدم الراحة والحكة بشكل خاص، فإن هذا المرض مع ذلك، حميد.
جدري الماء يسببه فيروس النطاقي الحماقي Varicella zoster virus، وهو مرض معدٍ.
وفي السنوات الأخيرة، تمت ملاحظة حالات إصابة كثيرة في جدري الماء لدى البالغين؛ ففي فرنسا على سبيل المثال تمَّ تسجيل 60.000 حالة إصابة بالجدري المائي لدى البالغين كل عام، للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و35 عاماً، وبالتالي أُصيبوا بالعدوى من قبل أطفالهم. يمكن بعد ذلك أن تكون مصحوبة بمضاعفات خطيرة ومميتة، وبالتالي تتطلب مزيداً من المراقبة.
مضاعفات جدري الماء عند البالغين
إن الأعراض الأولية للمرض هي نفسها عند الأطفال، ولكنها غالباً ما تتضخم، وهي:
– الحمى.
– التعب.
– الطفح الجلدي مع ظهور بثور صغيرة.
إذا كان بإمكان البالغين، على عكس الأطفال، عدم خدش البثور ، وبالتالي تجنّب الندوب، فيمكن للأسف مواجهة أعراض أخرى. الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، أو الذين يعانون من نقص المناعة، معرضون أيضاً بشكل أكبر لخطر المعاناة من مضاعفات خطيرة، مثل المضاعفات الرئوية، حيث يبدأ المريض بالسعال في غضون 4 إلى 5 أيام بعد الثوران، ويكون مصحوباً أحياناً ببلغم دموي وألم في الصدر؛ وهو ما يُنذر بالالتهاب الرئوي الحماقي. تتطلب هذه الحالة علاجاً سريعاً، وغالباً دخول المستشفى؛ لتلقي حقن الأدوية المضادّة للفيروسات، علماً بأنها يمكن أن تكون مميتة في حالات نادرة جداً.
جدري الماء: مضاعفات عصبية
يمكن أن يسبب فيروس الحماقي النطاقي التهاب السحايا أو التهاب الدماغ. يمكن بعد ذلك أن يصاحب هذه الأضرار العصبية تشنجات واضطرابات في الوعي يمكن أن تترك آثاراً جانبية، ومع ذلك، فإنها تظل نادرة.
هذا وتعدُّ الإصابة بجدري الماء أثناء الحمل أمراً خطيراً بالنسبة للأم التي تعرِّض نفسها للمضاعفات التي ذكرناها آنفاً، وكذلك على الجنين. الخطر كبير بشكل خاص على الجنين إذا تعرّض للفيروس بين الأسبوع السادس والثاني والعشرين من الحمل. يمكن أن يصاب بعد ذلك، في 6 إلى 8 % من الحالات، بالحماق الخلقي، الذي يمكن أن يكون سبباً للتشوهات وتأخر نمو وتطور الدماغ، ولكن أيضاً لآفات العيون. إذا حدثت الإصابة في الأيام السابقة أو التالية للولادة؛ فإننا نتحدث عن الحماق الوليدي، مما يعرّض الطفل لمضاعفات رئوية وعصبية.
جدري الماء: اسألي طبيبك عن اللقاح
يوجد لقاح جدري الماء في العديد من الدول، يتم تقديمه بشكل منهجي للأطفال، وهو مخصص بشكل عام للبالغين، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وبالطبع خاصة للنساء في سن الإنجاب اللائي لم يعانين من جدري الماء في مرحلة الطفولة. واللقاح يتكوّن من حقنتين متتاليتين يفصل بينهما شهر واحد. يمكن أيضاً إجراء اللقاح بعد التعرض للبالغين.
قد يهمك الإطلاع على مضاعفات الحزام الناري بعد الشفاء.
المصدر: femmeactuelle.fr