الزراعة الرقمية في طب الأسنان: نقلة نوعية توفر الوقت وتخفف الألم
تسعى التقنيات الحديثة في مجال طب الأسنان إلى تقديم حلول مبتكرة وسريعة للمشاكل التي يعاني منها المرضى، ومن أبرز هذه التقنيات هي “الزراعة الرقمية”، التي تمثل نقلة نوعية في عالم طب الأسنان.
تعتبر الزراعة الرقمية أكثر دقة وسرعة مقارنة بالزراعة التقليدية، حيث تتيح للمرضى الحصول على نتائج مرضية بأقل وقت وألم ممكن.
وفي هذا السياق تستعرض دكتورة سميرة سفاريني، الحاصلة على ماجستير في جراحة وزراعة الأسنان لتلفزيون الفجر، أحدث الأساليب والتقنيات المستخدمة في الزراعة الرقمية، وتناقش كيفية تنفيذ هذه الإجراءات الطبية، بالإضافة إلى المزايا التي تقدمها هذه التقنية مقارنة بالطرق التقليدية.
وأوضحت سفاريني أن الزراعة الرقمية تعتبر تقنية حديثة توفر للمريض والطبيب العديد من المزايا مقارنة بالزراعة التقليدية، قالت: “الزراعة الرقمية تعتمد على استخدام صورة ثلاثية الأبعاد للمريض، يتم إدخالها إلى برنامج خاص يقوم بتحديد كافة التفاصيل المتعلقة بالزراعة مثل الحجم، الطول، والميلان، ومن ثم يتم تصميم قالب خاص يمكن ارتداؤه من قبل المريض أثناء العملية”.
وأضافت: بفضل هذا البرنامج أصبح من الممكن إجراء الزراعة بدقة عالية، حيث لا يعتمد الأمر على مهارة الطبيب بشكل كامل، بل يتم تحديد مكان الزراعة بدقة عبر القالب الذي يتم تطبيقه على الفك خلال العملية، هذه الطريقة تقلل من الخطأ البشري وتؤدي إلى نتائج دقيقة وسريعة.
أما عن الوقت الذي تستغرقه الزراعة الرقمية، فقد أكدت دكتورة سميرة أن العملية أصبحت أسرع بكثير مقارنة بالزراعة التقليدية، حيث يمكن أن يستغرق الإجراء ما بين ربع ساعة إلى نصف ساعة فقط بعد التخدير.
وأضافت: في الزراعة التقليدية، كان علينا أن نفتح اللثة ونكشف العظم، الأمر الذي كان يستغرق وقتًا أطول وكان يتسبب في ألم أكبر للمريض بعد العملية، أما مع الزراعة الرقمية، فالأمر مختلف تمامًا لأن العملية تتم باستخدام القالب الموجه، مما يقلل الألم والتورم بعد العملية.
وفيما يخص فوائد هذه التقنية للمريض، قالت دكتورة سميرة: “هذه التقنية لا تقتصر على كونها أسهل وأسرع فقط، بل هي أيضًا أكثر أمانًا للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية مثل السكري أو الذين يتناولون مميعات الدم. كما أن العملية تتم دون الحاجة لفتح اللثة بشكل كامل، مما يقلل من احتمالية حدوث نزيف أو التهابات”.
أما بالنسبة للمرضى الذين قد يخشون من إجراء الزراعة، أشارت دكتورة سميرة إلى أن هذه التقنية تعتبر أقل إيلامًا وأكثر راحة بالنسبة لهم، قائلة: “الزراعة الرقمية أصبحت الخيار الأمثل لكثير من المرضى، خاصة كبار السن أو أولئك الذين يخافون من العمليات الجراحية المعقدة، فهي أقل إيلامًا وأسرع في الشفاء”.
واختتم سفاريني مؤكدا على أهمية الزراعة الرقمية في تحسين جودة حياة المرضى من خلال تقديم علاج سريع وآمن، بالإضافة إلى الراحة التي توفرها لهم خلال وبعد العملية، وقالت: “الزراعة الرقمية هي المستقبل في مجال طب الأسنان، وسوف يستفيد منها العديد من المرضى الذين يبحثون عن حلول سريعة وفعّالة لمشاكل أسنانهم”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.