ارتفاع حدة الأمراض التنفسية في الموسم الحالي: نصائح طبية للتشخيص المبكر والوقاية الفعالة
مع حلول فصل الشتاء وتغيرات الطقس المفاجئة، يبدأ ظهور العديد من الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال والكبار على حد سواء. تصبح المنازل والمجتمعات أكثر عرضة لانتشار الفيروسات والعدوى، مما يثير القلق لدى الأسر حول كيفية التعامل مع هذه الأعراض وتخفيف آثارها.
أشار الدكتور أكرم سعاده، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إلى تزايد انتشار التهابات الجهاز التنفسي في الآونة الأخيرة،مبيناً إلى أن الفيروسات المسببة لهذه الالتهابات أصبحت أكثر شدة وسرعة في الانتشار هذا العام.
وأوضح أن الوضع هذا العام يختلف عن السنوات الماضية، حيث تحدث التهابات الجهاز التنفسي الموسمية بشكل أكبر وأكثر حدة، مؤكدًا أن هذه الالتهابات تتسبب في أعراض شديدة، مثل السعال والحمى، التي قد تكون مزعجة للأطفال والكبار على حد سواء.
أنه بالرغم من أن هذه الفيروسات قد تكون مزعجة، فإنها ليست خطيرة كما كان الحال في أوقات تفشي فيروس كورونا، إذ أن الحالات القاتلة نادرة للغاية.
وأضاف أنه في هذا الموسم، تكثر التهابات الجهاز التنفسي، ومنها الإنفلونزا الموسمية، بالإضافة إلى الفيروسات الأخرى المستجدة مثل إنفلونزا الخنازير وكورونا، حيث يصعب على الأهل التمييز بين الأعراض المختلفة مثل الرشح والسعال والحمى.
وأكد أن العلاج المبكر هو السبيل لتخفيف معاناة الأطفال، موجهًا الأهل إلى ضرورة عدم التأخر في العلاج، حيث أن تأخير العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وانتشار العدوى في المنزل أو المدرسة.
وحول إجراءات الوقائية، يقول سعاده أن الاهتمام بالنظافة الشخصية يعد من أبرز سبل الوقاية، حيث أن غسل اليدين المتكرر والتعقيم المستمر يمكن أن يقلل من فرص انتقال الفيروسات.
وأشار إلى أن استخدام الأدوات الشخصية للأطفال بشكل منفصل وعدم التعرض للتدخين داخل المنزل، يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في تقليل فرص الإصابة. كما نصح الأهل بعزل الأطفال المصابين في المنزل وعدم إرسالهم إلى المدارس أو الحضانات حتى يتعافوا تمامًا.
وفيما يتعلق بتقلبات الطقس وتأثيرها على صحة الأطفال، أوضح أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، مثل الانتقال من مكان دافئ إلى مكان بارد، قد تؤثر على مناعة الطفل وتزيد من فرص تعرضه للفيروسات.
وأوصى بضرورة تدفئة المنزل بشكل متوازن وعدم تعريض الأطفال لتقلبات حرارية مفاجئة. وأكد على أهمية غسل وجوه الأطفال قبل الخروج إلى الخارج في الأيام الباردة لتجنب حدوث صدمة حرارية.
وأكد سعادة أن التغذية المتوازنة تلعب دورًا مهمًا في تقوية مناعة الأطفال، موجهًا الأهل إلى ضرورة تقديم طعام صحي ومتوازن، دون التركيز على نوع معين من الفيتامينات مثل فيتامين C فقط، مشيرًا إلى أن السوائل الطبيعية مثل العصائر والحليب تساعد أيضًا في تقوية الجهاز التنفسي والوقاية من الأمراض التنفسية.
ونصح الدكتور سعادة بعدم اللجوء إلى العلاج الذاتي أو تبديل الأدوية بشكل عشوائي،وضرورة استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض، مشيرًا إلى أن اتباع إرشادات الطبيب يعد الطريق الأمثل للشفاء من هذه الأمراض دون حدوث مضاعفات.