Site icon تلفزيون الفجر

أجهزة التبريد خلال فصل الصيف راحة مؤقتة تتبعها مشاكل مزمنة مستقبلا

تقرير: ريم نجم | مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد موجات الحر خلال شهور الصيف هذا العام، يلجأ كثير من الناس إلى استخدام أجهزة التبريد “التكييف” في أماكن عملهم ومنازلهم لفترات طويلة، وذلك لتخفيف حدة الحرارة والقدرة على مواصلة أعمالهم اليومية براحة، ولكن سرعان ما تتحول هذه الراحة إلى الالام ومشاكل مزمنة مستقبلا.


وفي ذات السياق تحدثت أخصائية العلاج الطبيعي، الدكتورة فايزة حمدان خلال حديثها لتلفزيون الفجر، مشيرة انه يعاني الناس خلال شهور الصيف من الالام في المفاصل والكتفيين وتيبس في العضلات، وذلك بسبب التعرض المباشر للتكيف، إذ يسبب الهواء البارد شد وتقلص بعضلات الكتفين والرقبة والظهر، ويعتبر شد العضلات مشكلة أساسية يتبعها مشاكل تصيب الجسم مستقبلا منها ألم شديد بعضلات الجسم، محدودية بالحركة، الصداع، والدوخة ومستقبلا يؤدي إلى الإصابة بالديسك وانزلاق غضروفي مبكر.


وأضافت يسبب الهواء البارد انقباض الأوعية الدموية في الجلد والعضلات، مما يقلل من تدفق الدم إلى العضلات بالتالي تكون كمية الأكسجين والعناصر الغذائية الواصلة للأنسجة وللعضلات قليلة مما يؤدي الى الام وانقباض وتقلص في العضلات.


وأشارت حمدان إلى أهمية ودور العلاج الطبيعي في تسكين الالام، وارخاء العضلات ومعالجة حالات شد العضلات وتصلبها، وذلك من خلال العلاج اليدوي مثل المساج وتمارين الاستطالة، والعلاج بالأجهزة مثل الأشعة تحت الحمراء والتحفيز الكهربائي، وتطبيق التمارين العلاجية لتقوية عضلات الرقبة والظهر، والأهم من ذلك هو الارشاد الصحي للمريض لتعديل نمط حياته، وتعليمه بعض التقنيات التي يتعامل فيها مع جسمه في حال تكرر المشكلة إثر تعرضه الدائم للتكييف.


وأوضحت حمدان أن الوقاية من آثار التكييف لا تقل أهمية عن العلاج، مشددة على ضرورة تجنب توجيه الهواء البارد بشكل مباشر إلى الجسم لما له من تأثير سلبي على العضلات والمفاصل، ونصحت بضبط درجة حرارة المكيف على مستوى معتدل يتراوح بين ثلاثة وعشرين إلى خمسة وعشرين درجة مئوية لتفادي البرودة الشديدة التي تؤدي إلى التقلصات العضلية. ولفتت إلى أهمية القيام بحركات خفيفة أثناء فترات الجلوس الطويل، خصوصًا في بيئات العمل المكتبية، وذلك للمحافظة على ليونة العضلات ونشاط الدورة الدموية.

وأكدت أن ممارسة تمارين استطالة يومية للرقبة والظهر يسهم في تعزيز صحة العضلات والتقليل من احتمالية التشنجات والآلام، وشددت على أهمية شرب كميات كافية من المياه لتفادي الجفاف، الذي يُعد من العوامل المسببة لزيادة الشد العضلي والتعب العام في الجسم.

وفي ختام حديثها، شددت حمدان على أن التدخل العلاجي المبكر يلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من المضاعفات المستقبلية، مؤكدة أن إهمال علاج الآلام الناتجة عن التعرض المستمر للتكييف قد يؤدي إلى تطور الحالة إلى مشاكل مزمنة مثل الالتهابات المتكررة، والديسك، والانزلاق الغضروفي المبكر.

وأوصت بضرورة مراجعة أخصائي العلاج الطبيعي عند استمرار أو تفاقم الألم، لما لذلك من دور في تقليل تطور الأعراض وضمان الحفاظ على صحة العضلات والمفاصل على المدى الطويل

Exit mobile version