نصائح الشيف فانيسا بايما لمأكولات بحرية تراعي الاستدامة البيئية
فانيسا بايما
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات في 8 حزيران (يونيو) 2023، تسعى الشيف فانيسا بايما إلى زيادة الوعي بأهمية الاستدامة في استهلاك الموارد البحرية وتشجيع الأفراد على اتخاذ خيارات مأكولات بحرية مستدامة. تحرص الشيف بايما على توضيح أن الحفاظ على المحيطات لا يعني الاستغناء عن النكهات اللذيذة للمأكولات البحرية، وذلك نظراً لخبرتها في فن الطهي والتزامها الكبير بالإشراف البيئي.
يأتي اليوم العالمي للمحيطات كتذكير سنوي بأهمية هذه المساحات البحرية في المحافظة على الحياة كما نعرفها. وكذلك من أجل حماية المحيطات والنظام البيئي البحري في عالم يواجه تهديدات متزايدة، لذا بمناسبة هذا اليوم تقدّم الشيف فانيسا بايما خمسة اقتراحات قابلة للتطبيق للمساهمة في حماية كوكب الأرض وتشجيع خلق غدٍ أفضل.
الحفاظ على المحيطات للأجيال القادمة
بانتقاء خيارات واعية، مثل تناول المأكولات البحرية من مصادر الصيد والمزارع المستدامة التي تولي اهتماماً بالممارسات المستدامة، سيساهم الأفراد في المحافظة على النظام البيئي البحري. كما يتيح ذلك الاحتفاظ بموارد المأكولات البحرية على المدى البعيد، وتعزيز صحة الإنسان، ودعم رفاهية مجتمعات الصيد والاقتصاد المرتبط بها.
استكشاف خيارات المأكولات البحرية المستدامة
عندما يتعلق الأمر باختيار المأكولات البحرية في مناطق دول مجلس التعاون الخليجي، من المهم أن نتبع بعض النصائح الحكيمة لضمان الاستدامة. حيث يجب علينا قراءة اللواصق الموجودة على المنتجات والبحث عن مؤشرات مثل “الصيد البري” أو “الصيد بالخيط” أو “المزارع المسؤولة”، حيث تعكس هذه المؤشرات ممارسات الصيد والزراعة المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نبحث عن الشهادات البيئية المحلية والدولية مثل قانون مصايد الأسماك المستدامة في الخليج ومجلس الإشراف البحري (MSC)، التي تضع معايير صارمة للحفاظ على الاستدامة في ممارسات الصيد. حيث يساعد الالتزام بهذه المبادئ والشهادات على توجيه قرارات الشراء نحو دعم الحفاظ على النظام البيئي البحري والمساهمة في الاستدامة البيئية.
تذوق أصالة الخليج
اختيار المأكولات البحرية الموسمية في المنطقة، والتي ستمكّن المستهلكين من تقليل مسافات النقل والتوصيل ودعم الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يعمل اختيار الأسماك المصطادة محلياً من مصادر مستدامة، مثل سمك النعيمية، وأم الحلا، وأسماك الشعم الشخيلي، وإبزيمي، وفسكر، وبنت النوخذة، وسمك الهلالي، على تقليل الأثر البيئي المرتبط بالصيد المفرط والنقل عبر مسافات طويلة. كما يتيح للأفراد التواصل مع تراث الطهي الغني في المنطقة، وتذوّق النكهات الطازجة من المياه المحيطة.
خيارات المأكولات البحرية المستدامة
عندما يتعلق الأمر بالخيارات المستدامة للمأكولات البحرية، يجب الأخذ في الاعتبار الأنواع التي تتعرّض للصيد المفرط واختيار البدائل المستدامة. قد تكون للصيد المفرط آثار ضارة على النظام البيئي البحري وعلى استدامة موارد المأكولات البحرية على المدى الطويل. لمساعدتك في توجيه اختياراتك، هنا بعض الأمثلة على الأنواع التي تتعرض للصيد المفرط والبدائل المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي:
الأنواع التي يتم صيدها بإفرط: هامور، سمكة المنشار، القرش، الهامور، سمك الملكة.
الاختيار المستدام: نيسر / الشخيلي، السلطان ابراهيم، سمك الأمبراطور، الدنيس الذهبي، نعيمية (أم حلا).
طهي من دون نفايات
تبني ممارسات واعية في المطابخ، والتي ستمكّننا من تقليل هدر الطعام والمساهمة في صناعة المأكولات البحرية المستدامة. يمكننا البدء من طريق التخطيط الجيد لوجباتنا، بحيث نفكر في حجم الحصص لتقليل هدر الطعام. عندما نطهو الأسماك أو المأكولات البحرية في المنزل، يمكن أن نكون مبدعين في الاستفادة من بقايا الطعام وتحويلها إلى وصفات جديدة ومبتكرة. ولا ننسى أهمية حفظ المأكولات البحرية بشكل صحيح لكي تحتفظ بنكهتها الطازجة لأطول فترة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، عندما نطهو المأكولات البحرية، يمكننا اعتماد مفهوم “من الأنف إلى الذيل” أو “من الزعنفة إلى الزعنفة”. وهذا يعني الاستفادة من كل جزء صالح للأكل من الحيوان وتحضيره واستهلاكه. يمكنك استخدام الأجزاء الأخرى لتحضير مرق شهي، مما يضيف عمقاً إلى أطباق المأكولات البحرية في المستقبل، على سبيل المثال إذا كان لديك حديقة، يمكنك التفكير في إعادة تدوير بقايا الأسماك وقشور القريدس لإنشاء سماد عضوي. هذا يساهم في تقليل تأثيرك في البيئة وإغناء التربة بشكل طبيعي.
وقالت الشيف فانيسا بايما بهذه المناسبة: “في ما يتعلق بتقليل الهدر، أؤمن بأهمية استغلال الموارد بأقصى قدر ممكن. لذلك دائماً ما أحتفظ بكيس يحتوي على بقايا الخضار واللحوم في البراد، وأستخدمهُ لإعداد مرق شهي ولذيذ. كما أجمع رؤوس وعظام الأسماك لتحضير حساء روسي أوكراني خاص، وأسلق رؤوس سمك السلمون مع الشبت والبقدونس والفلفل الأحمر والبصل والثوم والزنجبيل والبطاطس لإعداد مرق لذيذ ومغذٍ. وبعد إزالة العظام، أُصفّي الحساء باستخدام كيس قماش قطني للحصول على نتيجة شهية ولذيذة”.
وتشتهر الشيف فانيسا بايما ببراعتها في فن الطهي وإبداعاتها المذهلة، وتتميز بالتزامها القوي بالاستدامة. لا يقتصر شغفها بالطعام على الطعم والعرض فقط، بل يمتد ليشمل الأثر البيئي الذي تتركه خياراتنا. بفضل خبرتها وتأثيرها، تسعى الشيف بايما إلى إلهام الآخرين لاتخاذ قرارات واعية تساهم في صحة محيطاتنا واستدامتها على المدى الطويل.