“الحياة اللندنية”: ماذا يحصل في الضفة الغربية؟

تلفزيون الفجر الجديد- قالت صحيفة "الحياة اللندنية" على موقعها الالكتروني أمس، ان الهجمات الأخيرة التي وقعت ضد جنود إسرائيليين ومستوطنين، ليست سوى ردة فعل على تصعيد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين والممتلكات في الضفة بالتوازي مع استمرار التوسّع الاستيطاني.
وأضافت الصحيفة: "من اقتحام المسجد الأقصى وإحراق بساتين الزيتون إلى قطع الأشجار وإحراق السيارات إلى تخريب الممتلكات والمساجد وكتابة شعارات عنصرية على الجدران وصولاً إلى الاعتداءات بالضرب على الفلسطينيين والدهس بالسيارات، لا يدخر المستوطنون الإسرائيليون جهداً ووقتاً لإلحاق الأذى بالفلسطينيين وسط تواطؤ واضح في الكثر من الأحيان من الجيش الإسرائيلي حيث نادراً ما يتم اعتقال الجناة".
وقالت إن المستوطنين المتطرفين ينتهجون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم "دفع الثمن" تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وكذلك مهاجمة جنود إسرائيليين في كل مرة تتخذ فيها السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان".
وأشارت الصحيفة إلى مجموعات يهودية متطرفة اقتحمت الخميس الماضي باحات المسجد الأقصى في أسبوع إحياء ما يسمى "ذكرى الصعود إلى جبل الهيكل"، في إجراء سنوي حيث تدأب هذه الجماعات على إقامة مسيرات في القدس العتيقة في مثل هذا الوقت من كل عام إحياء لهذه المناسبة. ويحمل أفراد هذه الجماعات حجراً يقولون إنه الحجر الأساس للهيكل، ويطوفون به شوارع القدس العتيقة مطالبين بإعادة بناء الهيكل في باحات المسجد الأقصى.
"ترافق اقتحام المسجد الأقصى مع قيام مستوطنين يهود باقتحام قرية برقة شرق رام الله في الضفة الغربية، وإضرام النار في ثلاث سيارات وكتابة شعارات على مسجد القرية بينها "الموت للعرب" و"دفع الثمن" و"تحيات من جئولات زيون" وهي بؤرة استيطانية في شمال الضفة الغربية المحتلة قام الجيش بهدمها الأربعاء".
ولفتت الصحيفة إلى انه في مطلع الشهر الجاري أحيت جماعات دينية واستيطانية يهودية متطرفة "عيد العرش" اليهودي في باحات المسجد الأقصى في إشارة الى تزايد وتسارع محاولات الاستيلاء على أجزاء كبيرة من المسجد وباحاته التي تدعي هذه الجماعات انها قائمة على أنقاض هيكل سليمان.
وقبل ذلك بيوم هاجم مستوطنون مدرسة ثانوية في قرية جالود شمال الضفة الغربية، وحطموا سيارات المدرّسين، وأضرموا النار في حقول الزيتون في القرية.
وفي نابلس شمال الضفة الغربية، يقتحم مئات المستوطنين المتطرفين بشكل أسبوعي المنطقة الشرقية من المدينة، حيث يؤدون طقوساً دينية بحماية عسكرية في منطقة يدّعون أن فيها قبر يوسف، وغالباً ما تندلع مواجهات بينهم وبين شبان فلسطينيين. والمنطقة التي يقتحمها المستوطنون في نابلس انسحبت منها قوات الاحتلال عام 2000 بعد مواجهات دامية مع الفلسطينيين.
وتابعت: "قام مستوطنون متطرفون الاثنين الماضي بكتابة شعارات مسيئة إلى النبي محمد ورسم نجمة الملك داود على جدران مسجد في بلدة بيت اكسا القريبة من القدس، بعد يوم من إعلان الشرطة اعتقال 14 قاصراً يهودياً يشتبه بتورطهم في هجمات على فلسطينيين".
واضافت: "يترافق تصعيد المستوطنين مع استمرار التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث صادقت السلطات الإسرائيلية الأربعاء على بناء 58 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة".
وقالت الصحيفة انه إذا أضيفت هذه الاعتداءات على استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ستقود من دون أدنى شك إلى قيام فلسطينيين بعمليات انتقامية كان آخرها قتل ضابط احتياط إسرائيلي متقاعد فجر اليوم في غور الأردن وإصابة زوجته بجروح.
وأشارت الصحيفة إلى انه سبق قتل الضابط الإسرائيلي إصابة طفلة إسرائيلية في التاسعة من عمرها في مستوطنة بسجوت قرب رام الله بجروح طفيفة فيما كانت تلعب في حديقة منزلها. وذكرت "هآرتس" أنه تم اعتقال شابين فلسطينيين الاثنين في اطار هذه القضية.
"وقتل جندي اسرائيلي بالرصاص الشهر الماضي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في هجوم نسبه الجيش الى فلسطيني من دون ان يتم القبض على أي مشتبه به. وجاء الحادث بعد يوم من عملية اختطاف وقتل الجندي الاسرائيلي، تومر حازن، في الضفة".
واختتمت صحيفة الحياة اللندنية تقريرها بالاشارة إلى ان قيادة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، حذرت الجنود والإسرائيليين من خطر تعرضهم لعمليات اختطاف من قبل فلسطينيين، بادعاء أن هناك تقارير استخبارية تحذر من نية تنظيمات فلسطينية محاولة اختطاف اسرائيليين لاستخدامهم ورقة مساومة للإفراج عن أسرى، في أعقاب الدعوات الإسرائيلية من قبل وزراء ونواب من اليمين إلغاء اتفاقية الافراج عن الاسرى، خلال مفاوضات السلام.