عاصفة برائحة الفساد السياسي تهز أركان حزب الليكود
تلفزيون الفجر الجديد – أثار ما كشفته اليوم الثلاثاء صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية من تفاصيل تتعلق بالصفقة السياسية السرية الأخذة بالتبلور بين نتنياهو ووزير المواصلات في حكومته "يسرائيل كاتس" عاصفة هوجاء من ردود الفعل الغاضبة من داخل وخارج حزب الليكود الحاكم.
ولدت الصفقة السرية وفقا للصحيفة مع استقالة وانسحاب الوزير"غدعون ساعر" من الحياة السياسية ونتيجة رغبة قوية من قبل نتنياهو في تنظيم انتخابات خاطفة تنتهي بفوزه برئاسة حزب الليكود عبر ضمان عدم ترشح أية شخصية ذات معنى وحيثية حزبية قادرة على المنافسة أمامه لهذا عقد "نتنياهو وكاتس" صفقة سياسية سرية تضمن تعزيز مواقعهما داخل الحزب عبر تعين الأشخاص المقربين منهم بمناصب رفيعة في مؤتمر قيادة الليكود.
كما اتفق الاثنان على عزل مدير عام الليكود الموصوف بالمهنية والذي يحظى باحترام غالبية أعضاء الحزب "غادي ارئيل" وتعيين مقربين منهما في منصب المدير العام ونائب المدير العام حيث يعيين نتنياهو مستشاره السياسي العامل في مكتب رئاسة الحكومة والمقرب من نتنياهو "كوبي تسورف" في منصب مدير عام الحزب فيما يعيين "كاتس" الوزير السابق المقرب منه "موشه شطريت" في منصب نائب مدير عام الحزب.
وأثار كشف أمر التعيينات التي يخطط لها الثنائي "نتنياهو – كاتس" صدمة كبير في أوساط حزب الليكود علما بان "موشيه شطريت" هو ابن "كاتي شطريت" وهي مدير طاقم عمل وزير المواصلات ما يعتبر في إسرائيل وظيفة عامة رفيعة المستوى وقد تم تعينها في هذا المنصب رغم كونها مرشحة ضمن قائمة حزب الليكود للانتخابات الكنيست الأمر الذي يمنعه القانون الإسرائيلي ما اضطرها الى تقديم استقالتها من قائمة الليكود الانتخابية فور كشف "يديعوت احرونوت" خيوط القصة.
تعتبر "شطريت" أكبر الرابحين من هذه القصة فبعد ان فشلت ولم يحالفها الحظ لتصبح عضو كنيست في المعركتين الانتخابيتين السابقتين فيمكنها الان ان تحصل على موقع "مضمون" على قائمة الليكود في الانتخابات الداخلية القادمة لان المنصب الذي ربما يعين فيه ابنها "موشيه" منصبا جوهريا ورفيعا جدا في منظومة الإدارة الحزبية في الليكود ويمنح صاحبة قوة سياسية هائلة وهذا التعيين سيحسن فرص "كاتي شطريت" في نيل مكان مضمون على قائمة الليكود للانتخابات القادمة بشكل دراماتيكي ما سيحول الليكود في الحقيقة إلى "مزرعة عائلية" تعمل فيها الأم بمنصب مديرة طاقم عمل الوزير "كاتس" فيما يعيين "كاتس" ابنها في هذا المنصب الرفيع ليصبح "كاتس" مسؤلا عن "موشيه شطريت" بصفته رئيسا لسكرتارية الحزب ما يعني واقعيا خلق طغمة قذرة تعيد حزب الليكود إلى الأيام التي كان يتمنى نسيانها وقد يعودوا في المرحلة القادمة لسياسة توزيع أصابع السجق كرشوة داخل الليكود" قال احد وزراء الليكود الكبار معلقا على هذه الفضيحة.
ونقلت الصحيفة عن وزير كبير أخر قوله "يوجد هنا تعارض مصالح إذ لا يعقل أن تراقب مديرة طاقم عمل رئيس سكرتارية الحزب عمل ابنها الذي سيعيين في منصب نائب مدير عام ادارة الحزب وهذا يشير إلى حماقة وبهيمية سياسية من قبل الوزير "كاتس" الذي عاد مرة أخرى إلى عقد الصفقات القذرة التي يحصل من خلالها على المزيد والمزيد من نتنياهو، ان منصب رئيس سكرتارية الحزب الذي يتولاه "كاتس" ومديرة طاقمه يهدف إلى مراقبة عمل إدارة الحركة الليكودية ومن المعيب ان تكون "كيتي شطريت" في موقع مراقب عمل ابنها الذي سيتولى منصب رفيع في الإدارة.
من ناحيتها قالت عضو الكنيست عن حزب الليكود ميري رغيف "الحزب ليس ورشة خاصة لأي شخص بل هو حزب يضم أراء متنوعة ومختلفة يعبر عنها أشخاص أذكياء نجحوا بالحفاظ على الحزب طيلة السنوات الماضية وأنا اعتمد على أعضاء مؤتمر الحزب الذين سيتخذون القرارات الصحيحة".
وانتقل الغضب ووصلت العاصفة إلى نشطاء الحزب في أرجاء إسرائيل حيث قال "شوقي اوحنا" مدير فرع الحزب في مدينة صفد واحد المرشحين للانتخابات الكنيست" أريد أن اعبر عن دعمي لمدير عام الحزب الحالي فهو شخص مهني ونوعي احدث ثورة في الحركة وكمرشح لهذه الحركة اعتقد بأننا كحركة ديمقراطية يجب علينا ادارة الحركة وفقا للقيم وليس عبر العمليات الخاطفة".