غزة : اعدام “جدي” .. والتهمة “حلوب” ؟!!

تلفزيون الفجر الجديد- تم عند  الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم ووسط تعتيم اعلامي تنفيذ حكم الاعدام بـ"الجدي الحلوب" الذي اثار جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية.

و "الجدي الحلوب" يعود لاحد مربي المواشي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وقد اثار ادراره للحليب جدلا واسعا حول سلامة حليبه وما اذا كانت له اية اضرار على صحة الانسان.

ويرفض صاحب الجدي "جاسر أبو سعيد" القرار الذي أصدرته وزارة الصحة باعدام جديه دون اذنه، معتبرا في حديث  أن القرار ظالم بحق الجدي وانه لا ينطوي على اية مبررات مقنعة.

وفي تفاصيل الواقعة، يقول أبو سعيد: ان جديه كان اشتراه بمبلغ 400 دينار من تاجر للمواشي بهدف بعث الحياة لمزرعته التي دمرت في الحرب وفقد فيها غالبية مواشيه ، مبينا أنه فوجئ من ظهور ضرعين كبيرين للجدي الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام وتمت ولادته بشكل طبيعي في مزرعة لتاجر آخر شمال القطاع.

وذكر ابو اسعيد أن الجدي يدر حليبا طبيعيا ويستطيع إرضاع أي حيوان آخر من ذات صنفه، عازيا ذلك لزيادة في الهرمونات وأن الضرعين منفصلين عن أعضائه التناسلية.

واتهم ابو سعيد وزارة الزراعة بإصدار قرار "إعدام الجدي" كما وصفه دون أخذ عينات وإجراء فحص مخبري للتأكد من أن الحليب طبيعي وليس به أي مشاكل، مشيرا إلى أن العشرات من المواطنين زاروا مزرعته للحصول على الحليب لاستخدامه كدواء لأمراض مستعصية منها العقم والسرطان.

من جهته أوضح مدير الإدارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الدكتور زكريا الكفارنة، أن المادة التي يدرها الجدي مجهولة المصدر لعدم وجود غدة لبنية وعدم وجود أنسجة تدل على ذلك.

ولفت الكفارنة أن عملية الفحص المخبري لا يمكن أن تتم إلا بذبح الحيوان لأن مصدرها الأساسي داخله ولا يمكن التثبت مما تحمله إلا بعد الذبح لإجراء الفحوصات اللازمة، مشيرا إلى أن عملية ذبحه تمت بصمت ووسط تعتيم اعلامي صباح اليوم .

وأشار إلى أن واقعة الجدي أحدثت بلبلة وجدلا كبيرين بين الناس وتم استغلاله بطرق غير مناسبة في محاولة لكسب المال بزعم أنه يشفي من أمراض مختلفة، مبينا أن هذه المادة مهما كانت نوعها مضرة صحيا ولها عواقب وخيمة.

وحذر دكتور العلم الزراعي والبيطري حاتم الشنطي عبر صفحته على "الفيس بوك"، من تناول تلك المادة التي قال أن سيكون لها أثارا سلبية وخطيرة على صحة المواطنين، مشيرا إلى أن المادة التي يدرها الجدي ناجمة عن مرض يصيب الحيوانات عامةً.

وتقول مصادر، أن الأمن في غزة تدخل بعد رفض صاحب الجدي تسليمه لوزارة الزراعة لذبحه، وأن الداخلية بدأت تحقيقا في عمليات "النصب والاحتيال" بعد بيع الحليب بمبالغ باهظة لأصحاب الأمراض المستعصية والخطيرة. وهو ما نفاه التاجر أبو سعيد وعبر عن رفضه لكل القرارات بحق "إعدام الجدي". كما قال.

 

المصدر: القدس دوت كوم