حماس تلاحق الشرائح الخلوية الاسرائيلية
تلفزيون الفجر الجديد- "ترجمة- جبريل محمد"- تحاول سلطة حماس في غزة وقف بيع وتوزيع بطاقات الهاتف الاسرائيلية مسبقة الدفع موضحة ان مثل هذه البطاقات تسبب مخاطر امنية واقتصادية وتسمح لمستخدميها الوصول الى محتويات "لا اخلاقية". ويقول مسؤولون في وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والداخلية التي تشرف عليهما حماس في غزة انه طالما فرضت تحديدات وضعت على استخدام الشرائح الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، لكن اليوم هناك قرار لمنع هذه البطاقات بشكل كامل.
يمكن ان تجد البطاقات مسبقة الدفع للشركتين (سيلكوم وبارتنر) وتشتريها ( من تحت الطاولة) في اكشاك وبقالات في غزة حيث ينقلها تجار ورجال اعمال وهم عائدون من رحلاتهم داخل اسرائيل.
يقول زياد الشيخ ذيب مدير الترخيص في وزارة الاتصالات من غزة، لرويترز: " انها تمثل المنافسة غير العادلة للشركات الوطنية وتسبب دمار اقتصاديا".
تقول شركة بارتنر ان لا نشاط تجاري لها في غزة، موضحة ان البطاقات مسبقة الدفع يمكن ان تشترى من موزعين مستقلين في اسرائيل، وتقول شركة سيلكوم انها لا تسوق منتجاتها في غزة.
لا تعمل الشركتان في غزة، فيما تعمل شركة جوال التي تملكها شركة الاتصالات في القطاع وحدها. لكن لان سيلكوم وبارتنر تملكان ابراج اتصال على الحدود مع القطاع، يمكن الوصول الى اشارات 3G و4G في اجزاء من الاراضي الفلسطينية التي تكون قريبة من الحدود او على تلال مرتفعة.
يقال عن شركة سيلكوم انها الاكثر اعتمادا ولذا فان شرائحها هي الاكثر مبيعا. ويمكن بخمسين شاقلا ان يشتري الغزاوي شريحة بها 5000 دقيقة من المكالمات وبانترنت مفتوح من خلال شبكة افتراضية. وبالمقارنة مع جوال فان نفس المبلغ لا يشتري سوى 130 دقيقة من المكالمات وبقدرة محدودة جدا على الوصول الى الانترنت.
وتقول حماس انها قمعت بائعي هذه البطاقات او مخزنيها لسنوات، لكنهم جددوا نشاطهم، وان كل من يقبض عليه متلبسا بالبيع تجري معاقبته. " لقد تلقينا تحذيرا جديدا" يقول احد الباعة من غزة طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من العقاب، ويضيف: " لقد تلقيت قبل اسبوعين امرا من الشرطة بعدم بيع شرائح سيلكوم".
الوصول الحر
يقول اياد البزم، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في غزة ان لدى البطاقات الاسرائيلية مشاكل متعددة عدا عن كونها تبعد المواطنين عن استخدام الشبكة الوطنية وتقلص عائداتها، كما انها تحمل مخاطر امنية.
كما يقول: " ان المكالمات التي تجري بواسطة هذه الشرائح يمكن ان تخزن في الخوادم الاسرائيلية وتستغل من قبل سلطات الاحتلال، مؤكدا ان ذلك يحصل في كل فلسطين التاريخية التي تعتبرها حماس محتلة كليا. فيما غزة تعيش تحت حصار منذ 11 سنة بعد ان اخلتها اسرائيل من طرف واحد. واضاف البزم: " ان ضباط المخابرات الاسرائيلية يستخدمون هذه الشرائح للاتصال بعملائهم، مؤكدا ان المنع تم تأكيده مجددا في الايام الاخيرة.
وتقول المصادر الامنية الاسرائيلية ان اسرائيل طالما استطاعت التجسس على المكالمات في الاراضي الفلسطينية مهما كان نوع الشبكة وخاصة التجسس على المقاتلين المشبوهين. اما بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين سواء في القطاع او الضفة فان ميزات استخدام الشريحة الاسرائيلية مضاعفة. فهي تقدم لهم شبكة محمية، وتسمح لهم بالمحادثة السهلة والمباشرة مع رجال الاعمال الاسرائيليين او مع اقاربهم الذين يعالجون في المستشفيات الاسرائيلية ، ولان الشبكة الاسرائيلية من الجيل الجديد فان التصال بالشبكة العنكبوتية يكون اسهل.
بعض مواطني القطاع يستخدمون شرائح سيلكوم ويحملون من خلالها تطبيقات تسمح لهم الحصول على خدمات مجانية غير محدودة والتي يستطيعون من خلالها الدخول الى مواقع تحتوي على عروض جنسية او محتويات اخرى غير مقبولة اجتماعيا. هنا يعلق ذيب" " هذا سبب اضافي لمنع الشرائح الاسرائيلية".
يقدر عدد الشرائح الاسرائيلية المستخدمة في الضفة ب 370 الف شريحة لعدد سكان يقدر ب 2.8 مليون نسمة فيما لا توجد تقديرات حول الشرائح المستخدمة في غزة.
بينما يمكن لحماس وسلطتها في غزة ان تنجح الى حد ما في وقف بيع الشرائح الاسرائيلية، فان السلطة في الضفة لن تحصل على مثل هذا النجاح بسبب سهولة التنقل عبر الحواجز والمعابر للاشخاص والبضائع.
المصدر: جيروساليم بوست