لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

أكثر الأسئلة تداولاً: لماذا لم يخطئ أشرف نعالوة ؟



تلفزيون الفجر الجديد | اليوم هو الخامس عشر من مسلسل الدراما الفلسطينية " مطاردة أشرف"، الحادي والعشرين من تشرين أول العام 2018، والإغداق هنا في سرد التواريخ تباعاً منذ مطلع الشهر الجاري وتحديداً السابع من أكتوبر تشرين أول يعزز الترابط الزمني لانطلاقة عملية بركان التي قتل فيها مستوطنيين وأصيب ثالث بجراح خطرة بالقرب من محافظة سلفيت. 

بات أشرف أكثر الأسماء تداولاً في الأراضي الفلسطينية وغدا حديث ألسنة المواطنين الفلسطينيين في كل قرية ومدينة ومخيم، وفي كثير من الأحيان يتطور الحديث عن أشرف بتحليلات شخصية تمتزج فيها العاطفة والرغبة بالإبقاء عليه طليقاً. 

ولربما يتطور الحديث كثيراً هذه الفترة فقد وصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى ذروة عجزها في ملاحقة الشاب نعالوة سيما وأنها فشلت فجر الأمس في إلقاء القبض عليه بعد مداهمة مدرسة قيد الإنشاء بضاحية شويكة شمال طولكرم. 

وعند كل فشل استخبارتي لأعتى دولة في العالم في الجانب المخابراتي ينجح أشرف في بث الروح من جديد لشعب وصل إلى مراحل متقدمة من الاحباط في الحالة السياسية والاقتصادية، بل وكأنه يكمل طريق استعادة الروح التي كانت قد بدأت مع كثيرين كنشأت ملحم في الداخل المحتل، واستكمل المسيرة من بعده أحمد جرار في جنين بعد ملاحقة استمرت لعدة أسابيع. 

اليوم الخامس عشر ضمن حلقة المطاردة التي تحاصر اسرائيل لا أشرف، فأشرف نجح حتى هذه اللحظة في إرباك المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في قراءة طريقة تفكيره اذ يواصل النجاح ضمن قرائن يعلمها الجميع. 

واحد من الأسئلة المطروحة على طاولة أجهزة الأمن الإسرائيلية هل يتصرف الشاب نعالوة بصورة عشوائية أم بصورة منظمة؟ عزيزي القارئ قد يصدق القول في كلتا الحالتين وذلك يرتبط بالنجاح والأدلة الميدانية التي يمكن الإشارة لها. 

العشوائية التي يتسلح بها أشرف نعالوة تربك الاحتلال، فخلال سنوات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تمكنت اسرائيل من ملاحقة المطاردين عبر عدة طرق لكن كانت مثل هذه الملاحقات سهلة نوعاً  ما بالوصول للأهداف واغتيالهم أو اعتقالهم- يفسر كثيرون ذلك- بسبب الانتماء الفصائلي. 

ويجزم الجميع أن الاتصال بين حلقات الفصائل كان في غالبية الاحيان مخترقاً من قبل الاحتلال الاسرائيلي، فعند حدوث عملية يتم التواصل عبر شبكات الاتصال والتبيلغ عن ملخص العملية أو حتى الاتصال والتواصل مع وسائل اعلام محلية وعربية لتبني العملية بينما تواصل الوحدة 8200 ذراع اسرائيل الالكتروني اعتراض مثل هذه المكالمات والتوصل لتحديد موقع المتصل والجهة المقصودة وبعد ذلك الانطلاق بعمليات التصفية التي طالت كثيراً من المطاردين عبر الوحدات الخاصة ، الطائرات ، والمستعربين. 

ذلك أن أشرف لا يمتلك الاتصال التنظيمي والفصائلي فقد نجح حتى اللحظة وهذا ما يدفع رواية أن الشاب نعالوة قد نفذ العملية بشكل فردي مطلق. لكن كيف للفردية أن تنجح بالتخفي وسط الدفع بمزيد من عناصر الاحتلال بكافة المناطق. فالفضاء الالكتروني يخضع لعملية رقابة عالية المستوى من قبل الوحدة 8200 والميدان الجغرافي يكاد أن يطلق عليه مجازاً ثكنة عسكرية لكثافة العناصر الاحتلالية. 
ماذا يأكل أشرف؟ كيف يفكر الآن؟ هل يعلم ماذا فعلت اسرائيل بعائلته؟ هل يلوم نفسه لمصير والدته القابعة في سجون الاحتلال؟ أسئلة كثيرة يواصل الشارع الفلسطيني طرحها ولربما يكن هذا الطرح منطقيا في فهم الطريقة التي يتبعها في التخفي والإبقاء على نفسه طليقاً بعيداً عن الأنظار. 

وعلى عكس الشهيد أحمد نصر جرار خرج الشاب نعالوة من دائرة الطوق المحكم فجرار كان قد سار في مسار تتابعي من منطقة لأخرى عبر خط زمني واصل الاحتلال تضييق الخناق حتى أرداه شهيداً، في حالة أشرف حتى هذه اللحظة لا شيء مؤكد عن طرف خيط أو بقعة محددة لمسار الهروب الذي سلكه نعالوة وذلك ما يحير اسرائيل برمتها. 

في الجانب الأخرى يجزم كثيرون أن مثل هذا النجاح جاء عبر مساعدة ما تلقاها الشاب نعالوة أو أنه قد أعد مسبقاً مخططاً محكماً في تأمين نفسه بالمسكن والمشرب والمأكل بعيداً عن أي وسيلة اتصال وطالما استمر الوضع عليه هكذا فإن مسلسل مطاردة أشرف ستتواصل حلقاته واحدة تلو الأخرى يأمل الفلسطيني لها الانطلاق لمواسم أخرى في وقت تسعى اسرائيل لاغلاق الحساب دون مزيد من الفضائح والتعري لاجهزة استخباراتها التي تتغنى بها وتصول وتجول كل دول العالم تحت شعار الجيش الذي لا يقهر هوناً عليكم أشرف لا زال حراً. 

الرابط المختصر: