لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

في صعاب الحياة .. أمُ تحصد وردتين لتنعش روح الغياب



تلفزيون الفجر | رهف مراد |  على الرغم من أنها لم تبلغ من العمر أربعة وعشرين ربيعاً ،إلا إنها أماً لطفلين إحداهما بعمر السنتين والآخر أربعين يوماً، كانت تقدم امتحانها النهائي في جامعة النجاح الوطنية، رن هاتفها فسلمت ورقة الامتحان وخرجت مُسرعةً لترد على المتصل وإذ به والدها يخبرها بأنها يجب أن تتوجه الى البيت مباشرة بعد انتهاء الامتحان ، انتابها شعورٌ غريب وتسارعٌ في نبضات قلبها بانه حدث شيئاً ما .

عادت الى المنزل وإذ بأصوات الصراخ والبكاء تأتي من كل صوبٍ، جميع أهالي البلدة متجمهرون في منزلها ولا أحد قادرٌ على إخبارها ماذا حصل ! والنساء تقول لها: عظم الله اجرك وصبَّرَكِ الله، فسقطت على الارض منهارةً مرددةً بهستيريا "محمد محمد "…"وين رحت وتركتني يا غالي؟مين بدو يساعدني بتربية أولادنا؟

توفى زوجها إثر نوبة قلبية حادة وهو يؤدي وظيفته في إحدى الجامعات فكان يمشي في ساحة جامعتهِ ولا يعلم أنه سيلقى حتفه في تلك الآونة.

وبعد صراعاتٍ مع نفسها دامت طويلاً ما بين شعور الوحدةِ والألم، استطاعت أن تقف على قدميها مرةً أخرى وكانت تعي أنه لابد من وقفتها هذه لتكون سنداً لأبنائها اليتامى، وبعد انقطاعها عن دراستها لمدة عام دراسيٍ كامل، عادت الى الجامعة لتكملَ مسيرتها التعليمة وحصلت على شهادة الماجستير بتخصص اللغة الانجليزية في جامعة النجاح الوطنية بعد معاناة طويلة في محاولةٍ منها للحصول على فرصةِ عمل، تم تعيينها كمعلمة لغة انجليزية في مدينتها الأم طولكرم.

واجههت العديد من المصاعب وهي توازن بين تربية صغارها وبين وظيفتها، فكيف لها أن تترك فلذات كبدها بشكل يومي لتذهب إلى عملها في سبيل الحصول على لقمة العيشِ فقط؟ فلقد عملت جاهدةً  كي لا تُمَّد يدها للسؤال، فكانت لهم الأم والأب في جميع المواقف، ترفعهم في كل مرةٍ يسقط أحدهم بها، ولكن على الرغم من أنها أدّت دورها على أكمل وجه إلا أنها لم تستطع أن تجيب على سؤالِ أبنائها الذي وجُّهَ لها دوماً، "شو ذنبنا ما يكون عنا أب؟"

أفنت شبابها في تربية صغارها تربيةً فاضلة، فلقد احتضنتهم في جميع مراحلهم العمرية حتى كَبروا وأصبحوا شباباً..، بمجهودها استطاعت أن تحقق حلمَ ابنتها بدراسة الهندسة في جامعة بيرزيت، أما ابنها فهو الآن يتحضّر لتلقي نتائج امتحانات الثانوية العامة، ويحلمَ بدارسة الهندسة كأخته التي تكبره بثلاثةِ سنوات.

الرابط المختصر: