لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

فيديو: يحيى يودع وجع الحياة وقهرها



مات يحيى، بعد ان احرق نفسه قبل شهر .. مات وبقي في ثلاجة الموتى ينتظر راحة اخيرة في تراب يضم جسده، الذي عرفته شوارع غزة وارصفتها .. مات يحيى ودفنه شقيقه المشرد عبودي بجانب قبر والدهما الدكتور عبد القادر كراجه .. مات يحيى ليسمع الكثيرين بقصته ومعاناته التي كانت غائبة عنهم وهو على قيد الحياة .. مات يحيى وبعد موته انهالت عبارات التأبين، وكلمات الحزن، وشعر الانسانية .. مات يحيى بعد ان عاش وجع الحياة وقهرها .

مساء امس الخميس فارق الشاب يحيى كراجه 28 عاما من قطاع غزة الحياة، بعد شهر من احراق نفسه، وبعد سنوات من التشرد والمعاناة والقهر، عاشها بعد ان سُرق منه ومن شقيقه عبودي منزل عائلتهما ليجدا نفسيهما في شوارع غزة دون اي مكان يأويهما.

بدأت قصة الشابين يحيى وعبودي حين قدما من الاردن للعيش مع والدهما استاذ جامعة الاقصى عبد القادر كراجة، ولكن بعد عامين فارق والدهما الحياة، لتبدأ رحلة صراع جديدة لم يكن يتخيلا مرارتها.

لم تنجح المناشدات التي اطلقها يحيى وشقيقه عبودي في مساعدتهما، حيث وبعد وفاة والديهما وجدا نفسيهما دون بيت يأويهما، ولم يستطيعا الحصول على أي حق من حقوقهما في الميراث بسبب خلافات عائلية وتنكر اقاربهما لهما، فعاشا مشردين في الشوارع والازقة والحدائق التي اصبحت مكان نومهما، ومصدر طعامهما مخلفات الناس التي يتركونها .

استمر عبودي في المطالبة بحقه في ورثة والده، وبسبب ذلك تعرض للاختطاف من قبل اقاربه وتكسير يديه وقطع جزء من لسانه، بينما كان يحيى موجودا في مصر حيث قضي سنة وثمانية أشهر في مصر بعد أن خرج عن طريق الأنفاق مع تاجر أعضاء بشرية، لكن معاناة يحيى من مشاكل في النمو بسبب اضطراب عمل الغدد لديه، ربما انقذته من تاجر الاعضاء البشرية .

حاول الاقرباء التفريق بين الاخوة،فقد اوهموا عبودي ان شقيقه يحيى باع المنزل وهرب الى مصر بثمنه، وقتها كان عبودي ينام على بحر غزة وفي الشوارع دون مكان يأويه.

حاول يحيى وشقيقه السفر الى خارج غزة لكن لم ينجحا في ذلك، كما حاول عبود الانتحار سابقا لكن احد المواطنين على شاطئ بحر غزة انقذه في اللحظات الاخيرة.

في الرابط ادناه مقابلة مصورة مع الشابين يحيى وعبودي يرويان فيهما قصتهما، التي غادرها يحيى يوم امس:

الرابط المختصر: