كيف يؤثر موسم تقارير الأرباح على أسعار الأسهم
تصدر الشركة المدرجة أسهمها في الأسواق المالية تقارير دورية عن أدائها، وغالباً ما تكون هذه التقارير ربعية أي تصدرها الشركة لتظهر نتائج أعمالها في الربع الماضي قبل الإصدار، فمثلاً قد تصدر شركة ما في شهر شباط الحالي تقريراً عن أدائها في الربع الأخير من العام الماضي ٢٠٢٠، ويعتمد المستثمرون والمحللون بشكل كبير على هذه التقارير سواء للاستثمار أو للتنبؤ بأداء سهم الشركة في المستقبل، وهذا يعني أن لهذه التقارير تأثير كبير في أسعار الأسهم في الأسواق المالية وسوق الأسهم تداول.
كيف يستخدم المحللون والمستثمرون تقارير الأرباح
عادة ما تحوي تقارير الأرباح الدورية التي تصدرها الشركة على معلومات قيمة تساعد المستثمرين والمحللين على تقييم أدائها، وعادة ما يذكر التقرير نتائج أعمال الشركة في الفترة الأخيرة وفي فترات أخرى قبل ذلك لكي يصبح من الممكن المقارنة وتقييم ما إذا كان أداء الشركة قد آل للأسوأ أم الأفضل.
وعادة ما يذكر في التقارير بعض الأرقام المفصلية مثل العائدات الكلية التي حققتها الشركة في الفترة الماضية وكذلك إنفاقها وأرباحها الكلية، وتظهر هذه الأرقام عند مقارنتها مع الأرقام ذاتها في الفترات السابقة ما إذا كانت الشركة قد حققت نمواً أو انكماشاً.
وطبعاً لا يكتف المحللون عادة بالاطلاع على أرباح الشركة وعائداتها، وإنما يحاولون عادة أن يقوموا بحساب القيمة العادلة للشركة وسهمها في السوق، وتقييم ما إذا كان سعر السهم حالياً في السوق هو أعلى أم أقل من القيمة العادلة المحسوبة، مما يعطي إشارة إما للبيع أو الشراء.
فمثلاً لنفرض أن المحلل قدر أن قيمة السهم العادلة بناء على أداء الشركة مؤخراً يجب أن تكون ٢٢ دولار أمريكي، بينما سعر السهم في السوق هو ١٧ دولار أمريكي فقط، وهذا يعني أنه من المحتمل أن ترتفع قيمة السهم بناء على هذه المعطيات، وبالعكس.
التوقعات المستقبلية تؤثر على سعر السهم قبل صدور تقارير العائدات
قد يعتقد البعض أن تقارير الأرباح تؤثر على أسعار الأسهم بعد صدورها فقط، ولكن واقع الحال هو أن توقعات المحللين وعاطفة المستثمرين هي التي تؤثر على سعر السهم قبل صدور تقرير الأرباح، فمثلاً لنفرض أن شركة ما مثل شركة زوم Zoom زادت مبيعاتها بشكل كبير بسبب الإقبال على تقنيات التواصل عن بعد، فإن هذا سينعكس على سعر السهم بشكل فوري، ولن ينتظر المستثمرون صدور التقارير الربعية لكي يقوموا بالشراء، أي أنهم يستبقون النتائج في التقارير، ولهذا تجد عادة توقعات المحللين حول الأرباح قبل صدور التقارير وهذه التوقعات هي عامل رئيسي يؤثر على سعر السهم.
وصدور التقرير هو بالفعل عامل مؤثر على سعر السهم، ولكن هذا التأثير يزيد عندما يكون هناك عامل المفاجئة، فمثلاً إذا توقع المحللون أن الشركة ستحقق أرباحاً تبلغ ٣ دولارات للسهم الواحد ومن ثم صدر التقرير وظهر أن الأرباح بلغت فقط ١ دولار للسهم فإن هذا سيؤدي غالباً إلى هبوط قوي في سعر السهم نتيجة عامل المفاجئة، بينما اذا كانت الأرباح فعلاً ٣ دولارات للسهم فلن يكون الصعود بنفس القوة لأن المستثمرين يتوقعون هذا.
ولهذا السبب لا يجب الاعتماد فقط على التقارير الدورية وإنما متابعة توقعات المحللين كذلك، لأن عامل المفاجئة أو الصدمة يلعب دوراً كبيراً في تحركات سعر السهم ويجب أخذه بالحسبان عند الاستثمار.
الملخص:
إن الشركات المدرجة في الأسواق المالية العالمية والمحلية ملزمة بالإفصاح المالي أي إنها ملزمة بالإفصاح عن نتائج أعمالها بشكل نزيه وصحيح وذلك لمساعدة المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية تصب في صالحهم، وتعتبر هذه التقارير أدوات جيدة للغاية تساعد المستثمرين على اختيار الأسهم ذات الأداء الأفضل للاستثمار بها، وتؤثر على أسعار الأسهم إلى حد كبير، لذلك نجد أن أسعار الأسهم تتحرك بشكل كبير في موسم إصدار تقارير أرباح الشركات.