منظمة كير العاملية في فلسطين (الضفة الغربية/غزة) تنظم مؤتمراً بعُنوان “آثار العنف المبني على النوع الاجتماعي على مشاركة النساء والنساء ذوات الإعاقة في الحياة الفلسطينية العامة”
ضمن مشروع المساواة على أساس النوع الاجتماعي "كياني" وبتمويل من الحكومة البريطانية، وبالشراكة مع مجموعة من المؤسسات الاهلية والحكومية الفلسطينية، نظمت منظمة كير العالمية في فلسطين (الضفة الغربية/غزة) مؤتمرا بعُنوان "آثار العنف المبني على النوع الاجتماعي على مشاركة النساء والنساء ذوات الإعاقة في الحياة الفلسطينية العامة"، حيث سلّط المؤتمر الضوء على قطاعي الأمن والعدالة سعياً لضمان تواجد النساء في هذه القطاعات بشكل عادل لأهمية هذين القطاعين وبسبب الفجوة الكبيرة بين مشاركة الرجل والمرأة فيهما، حيث هدف المؤتمر بشكل أساسي الى رفع توصيات ترمي الى اعادة التوازن بين الجنسين وفقاً للمعاييروالاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان.
افتُتح المؤتمر بكلمة للدكتور أيمن الشعيبي مدير البرامج وممثل المدير لمنظمة كير العالمية في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، حيث استهلّ الدكتور شعيبي كلمته مرحبا بالحضور، ومؤكدا على دور منظمة كير الانساني في العمل مع الجميع من اجل تقديم المساعدات الانسانية الطارئة في الازمات خاصة للنساء والاطفال من خلال 100 مؤسسة حول العالم تعمل على تنفيذ برامج الطوارئ والتمكين وضمان زيادة مشاركة المراة في الحياة العامة والسياسية، ومشددا على اهمية الخروج بتوصيات مثمرة وفعالة من المؤتمر قابلة للتطبيق بهدف حصول تغيير حقيقي في وضع الفتاة والمرأة الفلسطينية.
ورحب القنصل البريطاني العام السيد "فيليب هول" بالحضور وبفكرة المؤتمر ومشروع المساواة على أساس النوع الاجتماعي "كياني" واشاد بجهود منظمة كير العالمية فيما يخص حقوق النساء والنساء ذوات الاعاقة وتطرق الى قانون حماية الاسرة الذي لم يتم تفعيله حتى اللحظة، وأضاف بأن "كل فرد في المجتمع يجب ان يحصل على فرص لحياة أفضل، مشددا على أهمية رفاه العائلة الفلسطينية وتمكين النساء والنساء ذوات الاعاقة.
وخلال المؤتمر تم عرض مجموعة من المواد والإنتاجات الإعلامية والتي تم إعدادها في سياق المشروع بهدف المساهمة في رفع الوعي المجتمعي بجميع أشكال العنف وتأثيره السلبي على الأسرة والنسيج الاجتماعي تحديداً على الأشخاص ذوي الإعاقة.
ثلاث حلقات نقاش رئيسية
استضاف المؤتمر مجموعة كبيرة من صناع القرار وممثلي مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في ثلاث حلقات نقاش رئيسية، حيث شارك في الحلقة الأولى، والتي ناقشت المعوقات التي تمنع النساء من المشاركة في قطاعي الامن والعدالة، العميد الدكتور غسان نمر الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية والذي أكد بدوره على أهمية خلق حالة من التوازن في توظيف المرأة في مواقع مختلفة، تحديدا في قطاعي الامن والعدالة، مشددا على ضرورة تعزيز حالة الوعي المجتمعي وتقبل مشاركة المراة في هذه القطاعات. من ناحية أخرى أكدت الدكتورة سناء السرغلي، رئيسة مجلس ادارة مركز تنمية واعلام المرأة "تام"، على ضرورة سن القوانين والتشريعات التي تضمن مشاركة النساء في القطاعات المختلفة. واما السيدة حنان قمر، مديرة برنامج الامم المتحدة المشترك لسيادة القانون (سواسية)، أكدت على ضرورة مشاركة النساء في الخطوط الامامية في صناعة القرار وتعزيز وصول النساء للعدالة معلقة على غياب الاجراءات الفعالة والمؤقتة والتي تساعد النساء في الوصول الى اماكن صنع القرار.
وفي حلقة النقاش الثانية تم مناقشة موضوع دمج النساء ذوات الاعاقة في صنع السياسات، حيث شارك في هذه الحلقة كل من السيد منير قليبو ممثل مكتب منظمة العمل الدولية في القدس والسيدة صفية العلي رئيس مجلس إدارة جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الاعاقة، حيث أكد السيد قليبو على ان الوضع غير مطمئن من ناحية مشاركة المراة في مختلف القطاعات وانه يجب العمل الجاد من اجل الوصول الى الحالة الطبيعية مؤكدا أن المرأة الفلسطينية وخاصة النساء ذوات الاعاقة لم يحظين بالفرص الحقيقية واي اهتمام حقيقي، وان قلة الثقافة والوعي تجاه هذا الموضوع يساهم بشكل سلبي على تطوره او تحقيق اي تقدم بالخصوص.
من ناحية أخرى شددت السيدة صفية العلي على ضرورة تقديم المساعدة والاهتمام بالفتيات والنساء ذوات الاعاقة والتشديد على ضرورة تغيير وتطوير السياسات الحكومية تجاه هذا القطاع المهمش للحصول على كافة الحقوق.
أما حلقة النقاش الأخيرة، فقد تمحور فيها النقاش عن الشابات الفلسطينيات ومدى تمكنهن من تأدية ادوار قيادية في ظل النظام الحالي، حيث شارك في الحوار كل من السيدة نهاد وهدان، رئيس وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الداخلية والسيدة هبة طيبي مدير مركز التمكين الاقتصادي الإقليمي – منظمة كير العاملية فلسطين (الضفة الغربية/غزة) والآنسة زينة ملحم وهي مشاركة في نشاط "قنصل ليوم واحد" حيث أكد المشاركون على ضرورة تفعيل القوانين الداعمة للنساء والنساء ذوات الاعاقة حتى يتمكنّ من اداء دورهنّ القيادي بفعالية تامة.
مشاركات المؤسسات الشريكة لمشروع كياني
شارك في المؤتمر مجموعة من ممثلي المؤسسات الشريكة، حيث قدمت السيدة روان عبيد مسؤولة البرامج التوعوية القانونية في مركز الإرشاد القانوني والاجتماعي، قدمت عرضا عن معيار العناية الواجبة في مناهضة العنف ضد المرأة. وأما السيدة كفاح ابو غوش المدير التنفيذي لجمعية نجوم الامل لتمكين النساء ذوات الاعاقة فقدمت عرضا عن وضع الاشخاص ذوي الاعاقة في قطاعي العدالة والامن ومشاركتهم/ن في الحياة السياسية.
مبادرات المناصرة والاعلام
استضاف المؤتمر مجموعة مبادرات قام بتنفيذها اشخاص ذوي اعاقة من الضفة الغربية وقطاع غزة، هي عبارة عن مبادرات مناصرة واعلام هدفها الوصول الى أصحاب القرار والتغيير نحو تمكين الاشخاص ذوي الاعاقة.
المبادرة الاولى هي مبادرة "صوتك مسموع" من اعداد باسم حجازي وعبد العزيز كريم من قطاع غزة، ثم تم عرض مبادرة "شريكات في البناء والتنمية" وهي من تنفيذ نرمين الكوني. ثم عرض مبادرة "اعرف حقك" من تنفيذ حمد سمامرة، وأخيرا تم عرض مبادرة "الحلم الأبيض" حيث نفذت بواسطة وردة النشنطي، وتم تنفيذ هذه المبادرات مع جمعية نجوم الأمل وهي المؤسسة الشريكة لمشروع "كياني" وقدم الضيوف شرحا مفصلا عن هذه المبادرات.
واختتم المؤتمر بعرض صور خاصة بحملة "سأصل" وهي مجموعة من الشابات الفلسطينيات في مواقع الأمن والعدالة ينفذن مهام غير نمطية.
حول منظمة كير العالمية
تأسست عام 1945 في الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة ضحايا الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وهي الآن منظمة إنسانية رائدة تكافح الفقر العالمي وتقدم المساعدة المنقذة للحياة في حالات الطوارئ. وفي فلسطين، أُنشأت منظمة كير العالمية عام ١٩٤٨ تزامناً مع أزمة اللاجئين الفلسطينيين. منذ أكثر من 70 عاما، تحرص منظمة كير على تلبية احتياجات السكان المحليين واللاجئين. تم تطوير نطاق عمل منظمة كير من الاستجابة لحالات الطوارئ الى البرامج التنموية طويلة الامد بحيث تشمل برنامج الطوارئ، وبرنامج التنمية المستدامة بالتركيز على برامج التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، وزيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية.