لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

نصرالله : الحرب القادمة قد تبدأ من ما بعد بعد حيفا



وتوجه بالقول لاسرائيلان عليها ان تفهم أن تهديداتها لا طائل منها وأن حربها الجديدة على لبنان ستؤدي الى وقفة لبنانية شاملة وليس انقساماً، وانه علينا ان نفهمها أننا جميعاً سنكون سوياً في الدفاع عن أرضنا ومقاومتنا وشعبنا.

وفي الشأن الداخلي اللبناني اعرب الامين العام لحزب الله عن امله بان تكون حكومة الوحدة الوطنية، حكومة تضامن وتماسك، وان لا تكون حكومة متاريس، وتسجيل نقاط، مشيراً الى ان من أهم أسباب التأخير في تشكيل الحكومة كان المزايدات وتسجيل النقاط، وشدد على ان نجاح هذه الحكومة برئيسها ووزرائها هو مصلحة لنا وللبنان.

وحول البيان الوزاري اكد الامين العام لحزب الله ان الامر متروك لتحسس القيادات الموجودة في الحكومة بالمسؤولية الوطنية، مشيراً الى ان من أهم الأولويات الوضع المعيشي الاقتصادي-الاجتماعي، ومكافحة الفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة، ودعا سماحته الى التريث في طرح الملفات الكبرى، كي يرتاح البلد، لأنه إذا بدأنا بطرحها فنحن ذاهبون الى المشكل.

كما واشارالى ان هناك ملف آخر موجود أمام الحكومة، وهو مواجهة التهديدات والتهويلات والخروقات الاسرائيلية واستمرارها باحتلال أرضنا في شبعا وكفرشوبا، وايضا موضوع ملفات بعض الأسرى.

وإذ رحب بالدور الايجابي الذي تقبل عليه تركيا في المنطقة دعا الى تقارب سعودي إيراني لإطفاء الحرائق في المنطقة.

وعن المراهنين على التحوالات الكبرى التي قد تحصل في اداء الادارة الاميركية لمصلحة الشعوب العربية والحكومات العربية والعالمين العربي والاسلامي نتيجة لوجودة قيادة اميركية جديدة، اكد نصرالله انه سرعان ما انهار هذا السراب ، والمحصلة كانت التزام أميركي مطلق باسرائيل ومصالحها وشروطها وأمنها، التزام لا يداري ولا يراعي أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية والاسلامية ولدولها وحكوماتها.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة نصرالله:

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمان الرحيم : “ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون مستبشرين بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين”. صدق الله العلي العظيم.

أيّها الإخوة والأخوات وأخص بالذكر عوائل الشهداء، أرحب بكم جميعا في هذا اليوم العزيز والمجيد والمبارك، اليوم الذي اخترناه وأردناه يوما لشهيد حزب الله وان كنا نشعر ونعتبر أننا ننتمي إلى كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية دفاعا عن لبنان وعن الأمة وعن المقدسات وعن الكرامة ونشعر ونعتبر أنهم ينتمون إلينا، ولكننا كجزء من هذه الأمة، كجزء من مقاومتها وجهادها وحركتها الكبرى لنا شهداؤنا الذين ينتمون إلى تنظيمنا وإلى عائلتنا، وإذا كنا نتحدث عن شهيد حزب الله فإننا لا نتحدث عن شهيد منفصل عن بقية الشهداء لأنه شهيد مقاومة متصلة بكل حركة المقاومة في لبنان ومنطقتنا منذ الإنطلاقات الأولى لمن سبقنا وهي حلقة متصلة بكل الأجيال الآتية التي ترفض الخضوع للإحتلال وللاستعمار وللاستكبار.

اخترنا هذا اليوم الحادي عشر من تشرين الثاني يوما لشهيد حزب الله لأنه يوم الاستشهادي الأول أمير الاستشهاديين احمد قصير، الاستشهادي الأول الذي مضى بروحه وجسده وعقله وقلبه ووعيه وفكره وعشقه إلى لقاء الله تعالى، وكان أقصر الطرق إلى الله الجهاد في سبيله والقتل في طريق هذا الجهاد، وكانت العملية الاستشهادية الأولى في صور التي دمرت كبرياء العدو قبل أن تدمر قلعة من قلاعه الحصينة، وإذا أراد أحدنا أن يفهم بعض من مصاديق قول الله تعالى “وليسؤوا وجوهكم” فلينظر إلى وجه وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك (إرييل) شارون الواقف على أطلال مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور تعلوه الدهشة والسؤ والحقارة والضعف والإحساس بالهزيمة. هذا اليوم بالنسبة إلينا كان يوما عظيما، كان يوم البشرى ويوم الشكر ويوم الآمال العريضة بالانتصار الآتي الذي ما لبث أن جاء وأتى، أتى ببركة كل الدماء والتضحيات التي بذلت وسالت قبل احمد قصير وبعد احمد قصير. هذا اليوم هو يوم لكل شهدائنا من القادة الهداة في طريق المقاومة من سيد شهداء المقاومة أستاذنا وقائدنا السيد عباس الموسوي إلى شيخنا العارف والزاهد والهادي شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب وإلى القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية إلى الشهداء القادة الذين كانوا في مواقع كثيرة في هذه المقاومة في مسؤوليات المناطق والقطاعات والمحاور والمواقع والوحدات القتالية وتكبر بهم لائحتنا، إلى الاستشهاديين العظام الذين سلكوا درب الاستشهاد وقطعوا كل العلائق بما خلفهم وكل العلائق بما سوى الله سبحانه وتعالى، وإلى كل الشهداء المجاهدين الذين قضوا وهم يؤدّون الأمانة ويقومون بواجب الدفاع عن الكرامة فكان هذا اليوم، يوما لكل هؤلاء الشهداء الذين ينتسبون إلى مسيرتنا وإلى عائلتنا الخاصة منذ إنطلاقة المسيرة عام 1982 إلى اليوم.

في هذا اليوم كما في كل عام وكما في كل إحياء وذكرى نجتمع لنعبّر عن إعتزازنا بهم وافتخارنا بجهادهم وتقديرنا واحترامنا لتضحياتهم وإلتزامنا بخطهم ووصاياهم وحفظنا لانجازاتهم وانتصاراتهم، نجتمع وبيننا عوائل الشهداء الذين نقدر ونحترم ونعتبرهم تاج الرؤوس لنشهد في محضرهم على كل هذا الإعتزاز والإفتخار والإلتزام والتعهد، في هذا اليوم نستعيد أمام عيوننا وفي ذاكرتنا ووجداننا ونستعيد ونستحضر أمام عيون أبناءنا واحفادنا واطفالنا ونزرع في ذاكرتهم ووجدانهم أسماء هؤلاء الشهداء وصورهم ووجوههم لا لحاجتهم إلى ذلك بل لحاجتنا نحن إلى ذلك، أمّ هم فـ “أحياء عند ربهم يرزقون” منذ شهادتهم منذ اللحظات الأولى التي ارتحلوا فيها عن هذه الدنيا إلى جوار الله عز وجل فرحين بالفضل والنعمة والدرجة العظيمة والمقام الرفيع عند الله ومستبشرين بالآتين مع الأيام الذين ما بدلوا عهدهم والميثاق الذي قطعوه سويا، هم أحبوا الشهادة ولقاء الله، هم أحبوا وعشقوا وتمنوا وطلبوا وسعوا وجاهدوا فوصلوا وفازوا، فزتوا وربّ الكعبة. أمّا نحن المحتاجون إلى ذلك لأننا عندما نرى وجوههم المنيرة ونسمع بأسمائهم العزيزة ونستذكر سيرة جهادهم وتضحياتهم تعظم في عيوننا المسؤولية فنرتقي إلى مستواها ويشتد في عزمنا العزم وتكبر فينا مشاعر الوفاء بالعهد الذي قطعناه سويا فلا نتطلع إلى الخلف لأننا في لحظة ضعف أو وهن أو تعب أو عناء عندما ننظر إلى الخلف سوف تحضر أسماءهم وصورهم وكلماتهم ووصاياهم تذكرنا بالعهد والميثاق فنخجل ونطرق رؤوسنا في الارض ثم نمضي إلى حيث الشموخ ويهيج في أرواحنا الشوق باللقاء وللوصول.

نحن محتاجون إلى ذلك لأننا دائما بحاجة إلى البصيرة وهم أهلها فنلجأ إليهم دائما إلى الصدق والنقاء والطهور عندما تلوثنا الاحداث والاقوال والأماني والاطماع فنلوذ بهم لأننا دائما بحاجة إلى واعظ يعظنا ويذكرنا بحقيقة الدنيا لنزهد فيها وحقيقة الآخرة لنتطلع إليها ونعمل من اجلها فنجلس في مجالس درسهم وتعليمهم، ولأنهم حجة الله على العالمين وعلى شعوبنا وعلينا الذين اثبتوا القدرة على صنع الانتصار رغم قلة الناصر وكثرة العدو، نقدمهم دائما بين أيدينا وأمامنا منارا ودليلا وهاديا لنمضي في الطريق ولا نتراجع ولا نضعف أمام أي تطويع وترغيب أو أي ترهيب وتهديد.

في يوم الشهيد وبين يدي عوائل الشهداء تضحيات الشهداء وتضحيات وصبر وشكر عوائل الشهداء نشكر الله سبحانه وتعالى أن منّ على شعبنا وعلى امتنا فكان بيننا أجيال من الرجال والنساء العارفين الواعين أهل الإيمان وأهل البصائر وأهل الإرادة وأهل الجهاد وأهل العزة وأبات الضيم ورافضي الذل والخنوع والاستسلام الذين دافعوا عنّا وعن كرامتنا وعن أرضنا وعن سيادتنا وصنعوا لنا كل هذه الانتصارات. اليوم نجتمع هنا على قطعة من أرض الضاحية الجنوبية التي دنسها الإحتلال الصهيوني عام 1982 ودنس معها ارض بيروت والجبل والجنوب والبقاع، واليوم بعد كل سنوات التضحية عادت الضاحية وعادت بيروت والجبل والبقاع والجنوب العزيز باستثناء تلك القطعة المباركة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ببركة هذه الدماء من كل المقاومين الشهداء وببركة كل هذه التضحيات، اليوم هو اليوم الذي نعترف فيه بفضلهم نشكرهم على ما قدموا وعلى ما ضحوا منذ عام 82 إلى 2000 وإلى 2006 عندما وقفوا وحطموا مشاريع العدو ومشاريع الاستكبار الأمريكي الصهيوني وآخرها مشروع الشرق الاوسط الجديد، نقول لهم يا شهداءنا الأعزاء نحن اليوم هنا نعيش بكرامتنا نعيش بسيادتنا نعيش بعزنا نعيش ونحن نشعر بالقوة ونشعر بأنّ الدنيا ملك أيدينا واننا نستطيع أن نملك الآخرة أيضا ببركة دمائكم ونوركم وهدايتكم وتضحياتكم.

أيها الإخوة والأخوات، بعد كل هذه التضحيات وكل هذه الدماء الزكية وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ونحن نتابع كل الأحداث وكل التطورات على مستوى بلدنا العزيز لبنان وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم، وأحداث بلدنا لا يمكن بحال تفكيكها أو عزلها عن أحداث المنطقة وأحداث العالم, لأننا هنا نواجه ونعالج مسائل واقعية وحياتية ووجودية ومصيرية وليست مسائل فلسفية أو فكرية قابلة للتجزئة وللتبعيض, وأبدأ من العام لأدخل الى الخاص.

قبل أشهر عندما انتخب الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما وجاءت إدارة جديدة في الولايات المتحدة الاميركية انتظر كثيرون وراهن كثيرون واشرأبّت أعناق كثيرة , وقيل انتظروا فإنّ هناك تحولات كبرى سوف تحصل لمصلحة الشعوب العربية والحكومات العربية والعالمين العربي والاسلامي والعالم الثالث ولانّ هناك قيادة جديدة, قيادة تغيير وتصحيح وتحاول أن تقدم لمسة إنسانية للسياسة الأميركية المتوحشة, ولكن سرعان ما بان حقيقة هذا السراب, وسرعان ما انهارت كل تلك التحاليل وسقطت كل تلك الأوهام خلال أشهر قليلة وخصوصا في الاسابيع القليلة الماضية , اتّضحت المحصّلة المتوقعة لإدارة أوباما في السنوات المقبلة من حكمه, المحصلة هي التزام أمريكي مطلق لاسرائيل, بمصالح إسرائيل وبشروط إسرائيل وبأمن إسرائيل, التزام مطلق لا يراعي ولم يعد يداري كما حاول في خطابه في القاهرة, لا يداري ولا يراعي أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية والاسلامية ولدولها ولحكوماتها, لو استمعتم ـ وأرجو من الجميع لان هذا مهم أن يراجعوا خطاب اوباما الذي توجه به إلى المحتشدين في الساحة التي اغتيل بها اسحاق رابين وأقيمت فيها ذكراه السنوية قبل ايام ـ لنستمع إلى الإلتزام “الأوبامي” الصارخ والقاطع والحازم بإسرائيل وبأمن اسرائيل.

لو رجعنا إلى الشق العسكري، المناورات الاسرائيلية الاميركية التي انتهت أمس أو اليوم والتي استمرت ثلاثة أسابيع, القوات الاميركية, التقنية الاميركية, النخبة الاميركية موجودة في فلسطين المحتلة وتقوم بمناورات مشتركة, ثم يعلن القادة العسكريون الصهاينة ويقولون أنّ هدف هذه المناورات هي الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية من إيران وسوريا ولبنان وغزة, إذن الاميركي يأتي للمرة الأولى منذ سنوات ومنذ عشرات السنين ولعلها المرة الأولى منذ قيام هذا الكيان الصهيوني, يأتي الأميركي ليكون شريكا ميدانيا فعليا في أي مواجهة قد تفرضها إسرائيل على غزة أو على لبنان أو على سوريا أو على إيران , هذه هي إدارة أوباما, هذا الأمر لم نره مع إدارة بوش. ثم نسمع أنّ جزءاً من القوة الاميركية سوف يبقى في الكيان المحتل بشكل دائم لمساعدة إسرائيل في أيّة مواجهة من هذا النوع . وعلى المستوى العسكري أيضا ومنذ حرب تموز إلى اليوم لم تبخل الادارة الاميركية على إسرائيل بأي نوع من أنواع السلاح والتكنولوجيا أو الدعم العسكري أو اللوجستي أو الفني.

وعلى المستوى السياسي جاءت إدارة أوباما وقدمت “شويّة عنتريات” أنّها ستفرض على حكومة العدو وقف الاستيطان مؤقتا كشرط للعودة إلى المفاوضات, وأنا قلت لكم في ذلك الحين أنّ هذه ليست أكثر من حيلة أميركية لتقطيع الوقت ولاستعطاف العرب، ثم شاهدنا في الاسابيع القليلة الماضية كيف تراجعت الادارة الاميركية، وبرأيي ضمن تكتيك متفق عليه منذ البداية، عن شرط تجميد الاستيطان وطلبت من المفاوض الفلسطيني أن يعود إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة وأن يفاوض على طاولة المفاوضات من اجل تجميد الاستيطان، مما أدى في نهاية المطاف، إلى ما سمعنا به خلال الأيام الماضية، الى إحباط شديد لدى الفريق المفاوض الفلسطيني.

واليوم نشرت بعض وسائل الاعلام عن احد كبار المفاوضين الفلسطينيين أنه “نِحْنَا” بعد 18 سنة خضنا مفاوضات فاشلة, وأنا عندما سمعت التصريح ومن باب الصدفة على كل حال أو من باب التقدير الالهي وكل شيء خاضع لارادة الله وقضائه وقدره , من اللطيف رقم 18, 18 سنة من المفاوضات نتيجتها الفشل, الاحباط, الضياع , الهوان, بقاء الاحتلال, وفي المقابل 18 سنة من المقاومة في لبنان من 1982 الى 2000 نتيجتها تحرير بيروت والضاحية والجبل والبقاع والجنوب من الاحتلال الصهيوني وبعزة وكرامة ودون منّة من أحد في هذا العالم, هذه الـ 18 سنة وتلك الـ 18 سنة.اليوم عندما نراجع ونستمع إلى الأطراف المؤيدة للتسوية لم نجد أحداً بعد اليوم ولا أريد أن أدخل في الأسماء، كل الأطراف العربية التي تعتبر نفسها معنية بالتسوية وتراهن على التسوية وكانت تجمّل الآمال والأحلام لشعوبها عن التسوية الآتية، لم نعد نسمع صوتاً لأحد (منهم), اختفت الأصوات واختنقت ولم نعد نسمع شيئا سوى الحديث عن اليأس وعن الفشل وعن الإحباط وعن الطريق المسدود.

أمس يأتي الاميركي الذي لا يحرك ساكنا مع الاسرائيلي والذي يقدم له السلاح وأحدث الاسلحة والتكنولوجيا ليطالب الحكومة اللبنانية الجديدة ليس باحترام القرارات الدولية فقط بل بالتنفيذ الكامل للقرارات الدولية الفلانية, وهو الذي لا يحرك ساكنا في مواجهة الاعتداء والتجاهل بل الرفض الاسرائيلي للكثير من القرارات الدولية بل يدافع عن إسرائيل ويحمي إسرائيل وهي التي تخرق وتعتدي وتنتهك القانون الدولي والقرارات الدولية ويعمل من أجل ألا يصوت في الأمم المتحدة لمصلحة تقرير غولدستون الذي يساوي للأسف بين الجلاد والضحية ولكن بلبنان وفلسطين وبالعالم العربي نحن وصلنا إلى مرحلة نرضى من العالم أن يساوي بين الجلاد والضحية لأنهم كانوا دائما يقدّمون ويجلّون ويحترمون الجلاد ويعتدون على الضحية، حتى القانون الذي يساوي بين الجلاد والضحية ترفضه أمريكا وتدافع عن إسرائيل. هذا جزء من المشهد الكبير اليوم في منطقتنا، والسؤال لكل الذين قالوا لنا أعطوا وقتا للأميركيين, لن (نحتاج) إلى وقت طويل لينكشف أنّ ما جرى في عملية انتخاب أوباما وتقديم رجل أسود البشرة ينتمي إلى العالم الثالث سوى عملية خداع انكشفت وانتهت أسرع مما كنّا نتوقع أو يتوقعون.

من جهة اخرى الاسرائيلي في جوارنا يواصل مناوراته ويواصل تدريباته ويواصل التسلح بكل أنواع وأشكال التسلح ويواصل تجسسه على لبنان بكل الوسائل, شبكات التجسس التي نطالب الاجهزة الامنية اللبنانية بالعودة إلى فتح هذا الملف وبقوة وقد انتهت الإنتخابات وهذه الحكومة تشكلت ايضا, ومن خلال طائرات التجسس الاستطلاعية ومن خلال الاجهزة الفنية التي يزرعها في الحقول والوديان والجبال وليس آخرها جهاز التجسس الذي اكتشف بين حولا وميس , يواصل هذا العدو أيضا استغلاله لكل حادثة صغيرة وكبيرة في لبنان والمحيط سواء كانت حادثة حقيقية أو وهمية من صنعه ويقوم بتكبيرها وتضخيمها كجزء من حربه على لبنان وفلسطين وحركات المقاومة ومن يدعمهما في سوريا وإيران وصولا إلى تواصل الحرب النفسية التي يخوضها الاسرائيليون على لبنان وعلى غزة بشكل خاص, التسريبات والتهديدات العلنية بشن حرب على لبنان وحرب على غزة. عندما تشكلت الحكومة اللبنانية (كان ) أول رد فعل إسرائيلي تهديد لبنان وتحميل كل لبنان المسؤولية لان حزب الله أصبح جزءا من الحكومة وهو كان جزءا من الحكومة على كل حال في الماضي, أو من خلال تسريب ما يقال انه معلومات أمنية لجهات دولية ثم تتذرع جهات دولية وتأتي الى لبنان وتتصل بالمسؤولين اللبنانيين أو بالصحافيين اللبنانيين أو تقوم بتقديم معلومات بان هناك حرباً وشيكة ستشن على لبنان, هذه حرب نفسية ستخاض فعلا.

من جهة ثالثة تتصاعد بعض الصراعات والتوترات في أكثر من منطقة ومكان في العالمين العربي والاسلامي ومحاولات لإلباس هذه التوترات والصراعات ثيابا طائفية وثيابا مذهبية وهذا ما يخدم مشروع المزيد من تفتيت هذه الامة للأسف وتمزيقها وحماية إسرائيل في نهاية المطاف من خلال خلق عداوات وأولويات أخرى غير أولوية تحرير الأراضي العربية التي يحتلها الصهاينة وغير أولوية الصراع مع العدو الصهيوني. في المقابل نحن مدعوون أولا الى المزيد من التعاون والتواصل الاقليمي لحل مشكلات منطقتنا, الذي أريد أن أقوله الآن لم يطلبه مني أحد (…) وباعتقادي الذي أقوله هو لسان حال كل لبناني وكل عربي وكل مسلم وكل مسيحي في عالمنا العربي والاسلامي المستهدف، نحن لا يجوز ان نتكئ أو نتكل على أمريكا لحل مشكلاتنا وهي التي تصنع لنا المشكلات، ولا نعتمد عليها لمعالجة صراعاتنا وهي التي تصطنع هذه الصراعات وتمولها وتحرض عليها وتذكيها, يجب أن يبذل حكام وكبار ونخب هذه الأمة جهودا وطنية وقومية ومحلية لمعالجة أزماتهم.

من هنا ندعو إلى المزيد من التواصل والتعاون الاقليمي, نحن ننظر بإيجابية كبيرة على سبيل المثال إلى الدور التركي الجديد في المنطقة، والبعض سيحاول اللعب على الموضوع التركي بطريقة مذهبية لأنّه كل شيء في منطقتنا تتم مذهبته، أنّ تركيا السنية تريد الدخول إلى المنطقة لتأخذ من طريق إيران الشيعية، نحن مع تركيا السنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وعن غزة وعن المسجد الأقصى قبل أن نكون مع إيران الشيعية، بل أكثر من ذلك نحن مع فنزويلا الشيوعية التي تقف إلى جانب فلسطين ولبنان.

نحن ننظر بإيجابية على الدور التركي الذي بدء ينتبه إلى هذه المنقطة فيقيم علاقات استراتيجية وممتازة مع سوريا ومع إيران ومع العراق وينفتح على بقية دول العالم العربي والإسلامي، نحن ننظر بإيجابية كبيرة إلى القمة السورية السعودية التي عقدت قبل مدة في دمشق، كثيرون اعتبروا أنّ المعارضة في لبنان ستكون حزينة (لكن) نحن كنّا سعداء ولا أعرف ماذا كانت مشاعر الآخرين، وأول بركات هذه القمة السورية السعودية قطفناها نحن في لبنان، أي تواصل وأي تلاقي (نرحب به)، على سبيل المثال تطوير العلاقات الإيرانية القطرية، هذا أمر يجب أن يسعدنا جميعا، عندما نرى دولنا العربية والإسلامية تقترب أكثر فأكثر من بعضها وتعالج أزماتها وتقوّي العلاقات فيما بينها وتذهب إلى المزيد من التعاون بل إلى التكامل فهنا تكمن القوة التي تحمي التي تحمي منطقتنا وعالمنا من مزيد من التفتت والتشتت والذل والضياع والهوان. في هذا الإطار أيضا، وطالما أننا نتحدث بهذه الشمولية نحن ندعو إلى تقارب سعودي إيراني ، فلتكن هناك مبادرة إيرانية باتجاه السعودية أو مبادرة سعودية باتجاه إيران، أو مبادرة من أي مكان عربي أو إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم الإسلامي، أن يكون هناك تعاون لإطفاء الحرائق.

اليوم في شمال اليمن هناك حريق يحاول البعض أن يعطيه عنوانا مذهبيا وهو ليس كذلك، وهل (الرئيس) علي عبد الله صالح من غير طائفية الحوثيين مع حفظ الألقاب، وهل أغلب ضباط وجنود الجيش اليمني من غير طائفة الحوثيين، المسألة ذات طابع سياسي يحاولون إعطاءها طابعا مذهبيا وتدخل الفتاوى على مصلحة المعركة، نحن بحاجة في العالم العربي والإسلامي إلى إطفائي مخلص وصادق يعمل ليله ونهاره من أجل إطفاء الحرائق هنا وهناك، يجب إطفاء هذا الحريق في شمال اليمن، يجب أن يعمل الجميع على وقف القتال والإقتتال في شمال اليمن الذي يحاول البعض أن يذهب به إلى حرب مذهبية وطائفية خطيرة جدا بعد أن سقطت بنسبة كبيرة جدا ويمكن إنشاء الله نهائيا الحرب الطائفية والمذهبية في العراق.

نحن ندعو بكل إخلاص وجهد وجد لجهود من هذا النوع وأقول لأمّة رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ نبيكم ورسولكم يقول لكم إنّ إصلاح ذات البين خير من عامّة الصلاة والصيام، ما معنى أن نصلّى ونصوم وفي بلادنا حرائق وفتن واقتتال وسفك للدماء وقتل للأبرياء وذبح للنساء والأطفال.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن ندعو أمام تطورات عملية التسوية نحن ندعو الأمّة، الحكومات والشعوب، مجددا إلى إعادة النظر في خياراتها، وفي يوم الشهيد وفي يوم الشهداء الأطهار المجاهدين المضحين، نحن ندعو إلى تبني خيار المقاومة على المستوى الوطني والقومي والإسلامي وبدون أي مجاملات، إلى تبني خيار المقاومة والدفاع عنه وتقديم الدعم لحركات المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين، خصوصا بمواجهة العدو الصهيوني، وهنا من واجبي أيضا أن أتوقف بتقدير عالٍ لما جاء في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في القمة الإقتصادية في تركيا، عندما تحدث عن المقاومة كخيار بديل ووحيد بعد سقوط التسوية وفشلها، وقال إنّ وقوفنا ودعمنا للمقاومة هو واجب نؤيده، وقال إننا نفتخر عندما ندعم المقاومة لأننا نؤدي واجبنا.

ونحن في المقاومة نرد على هذا الخطاب بالدعوة، أولا إلى تعميمه على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وثانيا بالتقدير لصاحب الخطاب ولمواقف سوريا قيادة وشعبا إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين. وأقول لكل العالم، نحن في المقاومة في لبنان كنّا دائما نعتز ونفتخر بكل الذين يقفون على جانبنا ويقدمون لنا الدعم، أي نوع من أنواع الدعم، ولذلك لم نكن نخجل فضلا عن أن نبرأ، لا بصداقتنا مع سوريا

الرابط المختصر: