تأملات ساخرة | كاكا، دجاجة الميلان التي تبيض أعذارًا

الفجر الجديد – تعودنا بصورة روتينية أن نسمع الصيحات والتقارير والتحليلات، تلك التي تصيح بأسماء نجوم كبيرة في عالم رياضة كرة القدم، " إل كولبو دي ميركاتو" أو ضربة السوق، الأسماء اللامعة التي تُغري كل من يسمعها لتعقب وقراءة هذه الأخبار، فأسماء بعض النجوم من القارة اللاتينية كفيلة بأن تجعل ملايين المتابعين متأهبين يوميًا لسماع الجديد حول مساعي ناديه للتعاقد مع السوبر ستار المُنتظر.
نعم، ليس من حقي أن أسخر هنا من أدريانو جالياني والسيد رئيس وزاء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني لقلة مساهماتهم في سوق الانتقالات والتقشف الذي ينتهجون به سياسة تدعيم الفريق، فقد أعلنوها بان البلد تمر بحالة وظروف اقتصادية صعبة، وأن كل عام أصبح بالنسبة لهم " عام جوع"، لكن أما يكفي من ألعاب؟.
فما تقوم به إدارة الميلان من استراتيجية إعلامية أصبح مكشوفًا، التصريح بوجود مصاعب ومشاكل في الميزانية وحاجة إلى الاعتماد على العناصر الشابة وصرف بضعة ملايين قليلة، هذا ما حدث منذ الصيف قبل الماضي، وتكرر الصيف الماضي بالاستغناء عن إبر وتياجو سيلفا وأي لاعب يحصل على راتب كبير، فالوعود ببناء فريق كبير لم نعد نسمعها منهما على الأقل منذ أن فرطا بنجمي الفريق لباريس سان جيرمان.
.ولكن المشكلة، أنه منذ هذه اللحظة أو قبل عامين بالتحديد أصبحنا ندخل كل فترة من فترات السوق بموسم "ريكاردو كاكا" فهو التيمة أو الروتين والتقليد لإدارة شياطين ميلانو في كل سوق، والآن في شتاء 2013 نقول لكم جميعًا كل عام وأنتم بخير بمناسبة دخول الأمة الميلانية لعيد "ريكاردو كاكا"، يتم طرح اسم كاكا في الصحف والإعلام ومحطات الراديو، فتستسلم الجماهير وتترقب بكل براءة عودة النجم الذي كان الولد الذهبي للميلان في بداية الألفية الجديدة، ويصمت جالياني وبيرلسكوني لأيام وأسابيع حتى ينتهي السوق، ولم يأتِ كاكا، فالراتب كبير، وظروف البلد صعبة وإلى آخر هذه الأعذار القديمة، لقد رحل البطة "باتو" ولكن الدجاجة "كاكا" التي تبيض أعذارا مازال موجودًا ولو على الأقل في نطاق الخيال.
إن استراتجية الميلان حاليًا واضحة بالتعاقد مع أسماء شابة ليس عليها الكثير من الطلب والاعتماد عليها في تشكيلة ماسيمليانو أليجري الأساسية، بيرلسكوني كان واضحًا حيث قرر أن يُخرس كل الصحفيين عندما سألوه عن شنايدر وأوزفالدو بإجابة صريحة: نحن لن نتعاقد مع لاعب تجاوز الـ22 من عمره، وكأن الميلان قد تحول لجامعة حكومية ولكن لا بأس، لكن التعامل بسذاجة مع جماهير النادي وطرح اسم كاكا في كل مناسبة لتهدءتها وشغلها في أحلام وردية وفي كلام رومانتيكي مثل: "حبنا لكاكا لم ينقطع أبدًا، رسائل الحب مستمرة" لا بد وأن ينتهي.
أو حتى فإن هناك أسماء أخرى يُمكن اللعب عليها، يمكن طرح اسم أندريه تشيفشينكو " لا، فاللاعب أصبح على شفى الاعتزال"، أو كافو وروي كوستا " الأول اعتزل منذ مدة والثاني يعمل كإداري في بنفيكا"، وبنفس هذه الثقافة يتم طرح أسماء روبيرتو دونادوني وماركو فان باستن لتدريب الفريق كونهما نجمين سابقين له، نفس ثقافة الاحتيال البريء تلك، إذن على بيرلسكوني وتابعه جالياني أن يتخلصوا من أوهام الماضي التي يريدون إقناع جماهيرها المسكينة بها، فالميلان أصبح شابًا ومتجددًا، الميلان هو انسان جديد ومن أول يناير "خلاص هيشيل حديد" على حد قول شعبولا.