إيقاع البارسا و الريال في الليغا يهدد بتبديد أحلامهما في أبطال اوروبا

تلفزيون الفجر الجديد- يقول المثل العربي الشهير يداك اوكتا وفوك نفخ و هو مثل موجه لمن لا يجيد تدبير شؤونه للوصول إلى بر الأمان ، فلو كتب لناديي برشلونة و ريال مدريد الإسبانيين أن أهدراً فرصة التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا و استعادة التاج القاري الذي ضاع منهما العام المنصرم لصالح تشيلسي الإنكليزي فإن السبب الرئيسي في ذلك هو إرهاق اللاعبين خاصة كوادر الفريقين ممن يصعب تعويضهما كلما اقترب الموسم من نهايته إذ تكثر أيضا إصابات اللاعبين .
فالغريمان منذ الأزل يشنان ضد بعضهما البعض معركة كسر العظام على مستوى الدوري المحلي ، وبالرغم أن الفارق بين البلوغرانا المتصدر و الميرينغي الملاحق المباشر بلغ 13 نقطة مما يعني أن برشلونة حسم موضوع البطولة مبكراً إلا أن المنافسة بينما لا تزال على أشدها و كأن فارق النقاط بينهما لا يتجاوز الثلاث نقاط و حظوظهما متساوية في الظفر بالليغا .
ففي الوقت الذي كان يفترض على الناديين تركيز جهودهما على المنافسة القارية و إراحة اللاعبين الأساسيين خلال المسابقة المحلية نجدهما يخوضان معارك طاحنة كل أسبوع سواء مع أندية المقدمة على غرار أتلتيكو مدريد و ملقا أو أندية مؤخرة الترتيب على غرار ديبورتيفو لاكورونيا و غرناطة ، و الغريب في الأمر أن زملاء الأرجنتيني ليونيل ميسي و البرتغالي كريستيانو رونالدو لا يكتفيان بتحقيق الانتصار بنتيجة خفيفة تمنحهما نقاط المباراة دون التعرض للتعب بل يبذلان كل ما يملكانه من طاقة بدنية و ذهنية لتحقيق انتصارات عريضة بالخماسيات و الرباعيات غير مكترثين بتداعيات هذه الإستراتيجية .
فالإيقاع البدني و الفني العالي الذي يخوضان به الغريمان مبارياتهما المحلية يجعل من الصعوبة بما كان على أشبال المدربان جوردي رورا و البرتغالي جوزي مورينيو الاحتفاظ بنفس الأداء البدني حتى شهر نيسان وهو التاريخ المعد لإجراء مباريات الدور الربع النهائي من كأس صاحبة الاذنين ضد منافسين من العيار الثقيل باريس سان جيرمان بالنسبة للبارسا و غلطة سراي بالنسبة للريال ، فكلاهما يركزان على رابطة الأبطال أكثر من تركيزهما على الدوري المحلي بعدما وصلا لهذه المحطة المتقدمة حيث الأخطاء ممنوعة و تزداد الأمور سوء و تعقيداً عندما نعلم أن هذا الدور يأتي بعد أيام قليلة من أسبوع الفيفا و الذي يعرف فيه الفريقين نزيفاً حاداً بسبب تواجد عدد كبير من اللاعبين الدوليين يضطرون للالتحاق بمنتخباتهم لخوض إستحقاقات رسمية لا تقل أهمية عن الليغا و دوري الأبطال و يعودون مرهقين خصوصاً دوليي منتخبات أمريكا الجنوبية الذين يقومون برحلات مكوكية قبل العودة إلى إسبانيا.
الغريب في الأمر أن الناديان لم يعتبراً من درس الموسم المنصرم عندما خسراً دوري أبطال أوروبا بعدما اقصي الريال من بايرن ميونيخ و خرج برشلونة على يد تشيلسي رغم أن كل الترشيحات و والتخمينات كانت تصب في خانة نهائي إسباني خالص و السبب الرئيسي كان بدنياً بسبب الإيقاع المرتفع الذي لعب به الفريقان منافسة الليغا منذ عودة البارسا من كأس العالم باليابان في كانون الأول دون أن يتذوق طعم الخسارة لغاية تعثره أمام إحدى الفرق المتواضعة و هو ما فرض ضغطا رهيباً على غريمه جعله يلعب بجدية كبيرة كل المباريات و خسر لاعبوه مخزون بدني كانوا في أمس الحاجة إليه ، و ها هي التجربة تتكرر مع فارق بسيط هو تبادلهما للمواقع .
و مما يزيد من تفاقم هذا الإشكال هو المنافسة بين نجمي الفريقين ميسي و رونالدو على لقب هداف الدوري و الحذاء الذهبي الأوروبي الذي أصبح بحد ذاته بطولة قائمة يشارك فيها بقية اللاعبين بنفس الجهود بل و أكثر منهما ، كما أن العقود الاشهارية و عقود البث التلفزيوني تفرض على الفريقين إشراك كافة نجومهما في جميع المباريات أي أن المدربان لا يمتلكان صلاحيات مطلقة لإبقاء الكوادر على دكه الاحتياط لأخذ قسط من الراحة قبل المواعيد الحساسة و لا يوجد أمامهما خيار آخر سوى خوض المباريات التي تسبق الاستحقاق الأوروبي برتم اخف .