حين يقود الأبناء سيارات آبائهم..
تلفزيون الفجر الجديد | عواد الجعفري- لم يكن الفتى عز الدين بهجت يونس 16 عاما من نابلس، يعلم أن تناول مفاتيح سيارة والده، وقيادته لها دون علمه ستؤدي إلى كارثة، إذ عاد إلى أهله جثة هامدة.
وقالت بعض المصادر ان الاب الذي يعمل أستاذا جامعيا، كان نائما عصر الاثنين، حين أخذ الابن مفاتيح السيارة، وذهب بها، برفقة ثلاثة من أصدقائه، حيث انقلبت، فتوفي بعد لحظات من وصوله إلى المستشفى العربي بنابلس، متأثرا بجروحه، فيما اصيب أصدقاؤه بجروح متباينة نقلوا اثرها الى ذات المستشفى للعلاج.
وقالت الشرطة إن التحقيقات الأولية تشير إلى انقلاب المركبة ذاتيا، حيث انزلقت، وفقد الفتى السيطرة عليها، ما أدى إلى انقلابها في واد بجوار الطريق في المنطقة الغربية من مدينة نابلس.
وربما تكون الحادثة التي ذهب ضحيتها الفتى يونس، الأكثر مأساوية ضمن مجموعة الحوادث، التي وقعت منذ بداية العام الجاري، بسبب قيادة الفتية لسيارات آبائهم دون ان تكون بحوزتهم رخص قيادة.
وتفيد إحصائية للشرطة الفلسطينية، ان ستة حوادث سجلت منذ بداية هذا العام، نتيجة لهذه الاسباب (قيادة الابناء سيارات آبائهم) أسفر عن وقوع عدة إصابات، فضلا عن الاضرار المادية التي نجمت عنها.
وقال عدد من الآباء في أحاديث منفصلة إن تمكين أبنائهم من قيادة سياراتهم دون ان تكون بحوزتهم رخص قيادة، قد تقود إلى كوارث مأساوية، ما يدفعهم لرفض هذا السلوك.وفي المقابل فإن بعض الآباء لا يجدون ضيراً في ذلك، ويؤيدون تمكين ابنائهم من قيادة سياراتهم شريطة ان يتم ذلك "تحت أعينهم ولمدة قصيرة".
يقول معروف جبر إنه مع تعليم الأولاد قيادة السيارة، لكنه يؤكد أن ذلك يتم بمرافقته، وأن ما يدفعه الى عدم منحهم مفاتيح سيارته، هو تلك الأخبار التي تحدثت عن وفاة او اصابة أبناء، أخذوا مفاتيح سيارات آبائهم.
ويرى طارق المطور أنه:" لا يجب منح أي كان مفاتيح السيارة لأي كان، حتى لو كان يحمل رخصة قيادة، فالسيارة ملك خاص بي، فضلا عن أن منح المفاتيح للأبناء قد يتسبب بحوادث".
ويقول عصام البرغوثي:"أعطي أبنائي المفاتيح في حالة الضرورة، ولمن يمتلك منهم رخصة قيادة، ولست مستعدا لتعليم أبنائي السياقة بسيارتي، فهي ليست مؤهلة لذلك.. ثمة مدارس لتعليم قيادة السيارات".
ويشير زياد صلاح، الى أنه يعمل دوما على إخفاء مفاتيح سيارته عن أبنائه، حتى لا يقدموا اثناء غيابه على قيادتها.
ويقول عابد أبو خير: "الحمد لله أنه لم يقع حادث سير، حينما أخذ أحد أبنائي مفاتيح السيارة دون علمي.. تمكين الابناء من ذلك قد يؤدي إلى مصيبة، وشركات التأمين لن تتعرف في حال وقوع الحادث، فضلا عن الخطورة التي قد تحيط بالأبناء أثناء قيادتهم السيارة".
ويرفض رجائي يعقوب فكرة منح الأبناء مفاتيح السيارة، إلا إذا كان ذلك لركن السيارة في المنزل، وتحت نظره، حيث لا يمكن التنبوء بما قد يحدث، إذا قادوا السيارة وحدهم، ولكي يتفادى مثل هذا الامر فانه يحاول دائما أن يبقي مفاتيح سيارته بعيدة عن أيدي أبنائه.
ويشير الشاب محمد الى انه كان يأخذ مفاتيح سيارة والده وبعلمه، قبل أن يحصل على الرخصة، موضحا انه وقع له حادث أثناء ذلك، تسبب بأضرار مادية لسيارة والده وسيارة أخرى، موضحا ان قيامه بقيادة السيارة كان "ضمن المعقول"، أي داخل منطقة رام الله. فيما يؤكد الشاب أنور أبو العدس، أن والده لم يمنحه مفاتيح سيارته، إلا بعد أن حصل على رخصة قيادة، وأن يرفض بشدة السماح للابناء الذين لا يحملون رخصة قيادة بذلك.



