وادي الشعير: تفاصيل جائزة الشاعر الشاب ضمن جائزة عبد الرحيم محمود للابداع
تلفزيون الفجر الجديد-تشير لجنة التحكيم في المسابقة الشعرية للشعراء الشباب في مهرجان وادي الشعير الثقافي الى وصول سبعة و ستين مشاركة من داخل فلسطين التاريخية و الشتات، و قد اجتاز اثنا عشر ديواناً فقط الشروط الفنية و الموضوعية للتنافس على الجائزة الأولى. و بهذا الصدد، فإن اللجنة لا يفوتها ان تسجل تقديرها العالي لجميع الشعراء اصحاب الدواوين الاثنى عشر، فقد عكست تلك الدواوين قدرات فنية متميزة تمثلت بتلك الروح الوقادة في اجتراح نص شعر،يصف الواقع و يتجاوزه، من خلال جملة شعرية مغامرة و جريئة و قصيدة مكتملة واثقة لا تدعي و لا تبالغ.
يمكن القول ان الدواوين الاثنى عشر عبرت عن اللحظة التاريخية المرتبكة و المفككة، و لهذا، فلا غرو ان تصطخب تلك الدواوين بالاسئلة الكبرى و البحث المضني عن المعنى و الهدف.
هي اذن، دواوين المغامرة و المساءلة و المكاشفة دون التخلي عن الجمالي الذي هو حرية ايضا بمعنى من المعاني كما يقول شاعرنا الأكبر محمود درويش. و هو ما يدفعنا في لجنة التحكيم الى التقدم بتوصيه الى ادارة المهرجان بطباعة الدواوين التي لم تحصل على الجائزة، لأن هذه الدواوين في مجموعها لتقدم أمثلة ناصعة على شفافية الفلسطيني و شاعريته و قدرته على تلمس الجمال و استيلاده من القبح و الدمامة، و هذا لا ينفي طبعا ان الدواوين بمجموعها تخلو من الاخطاء النحوية و الاملائية و بعض المبالغات و اختلاط المعنى و غموضه، و لكن، اليس أحد اهداف هذه المسابقة هو النهوض و الاستنهاض و تقديم الفرصة و تهيئتها.
أما الدواوين الاثنا عشر المقصودة فهي كالاتي:
1. ثلاثية أو اكثر على وشك الحب للشاعر ربيع جرارعة من نابلس
2. طار ما كان في يدها للشاعر سعد محفوظ من طولكرم
3. أوشحة ناعمة للشاعرة أزهار عويضة من الجليل
4. سحر الابجديات للشاعر محمد جبعيتي من طولكرم
5. خيال للشاعر عصام أبو شاويش من خانيونس
6. اتعبني حبك على الكيبورد للشاعر رائد اشينورة من غزة
7. لوزة أو لوزتين للشاعر انس حسونة من رام الله
8. رجل على هيئة نبض للشاعرة نيفين طينة.
9. خلل طفيف في السفرجل للشاعر الأسير احمد عارضة
10. لا أحد يفهم السماء للشاعرة زينب سمارة من البيرة
11. نقطة و أول الشوق للشاعرة سمية عصام وادي من غزة
12. كأي شيء مستحيل للشاعر امجد عبد الحليم من السعودية
و ترغب اللجنة و قبل اعلان الدواوين الفائزة ان تشير الى دواوين ثلاث كانت لافتة بشكل خاص، فديوان خلل طفيف في السفرجل للشاعر الأسير أحمد عارضة تميز باللغة الشعرية الثرة و الصورة الفريدة و التامل العميق، قصائد هذا الديوان اشبه بالغناء الكورالي متعدد الطبقات و المستويات، على خلفية من حزن عميق و تشوف أصيل للأمكنة التي ضاعت و الأحبة الذين اختفوا، الحزن الشفيف و العتب الناعم الذي يغلف قصائد هذا الديوان تجعل من سؤاله عن الخلل في السفرجل ممكناً و طبيعياً ايضاً.
كما تشير اللجنة الى ديوان اتعبني حبك على الكيبورد للشاعر رائد اشينورة من غزة، الذي اعتمد موقف المفارقة و الجملة الشعرية القصيرة المكثفة المضغوطة التي تقف على حدود السخرية و الكشف في آن معا، الأمر الذي يجعل من قصائد الديوان تليق بهذا العصر البصري المخادع و التكنولوجيا ذات الاحتمالات ،الى ذلك، فإن ديوان "لوزة او لوزتين" للشاعر انس حسونة من رام الله شكل حاله خاصة من بين الدواوين الاثنى عشر، فقد تميزت قصائد هذا الديوان ببحثها أو ولعها في العبث و اللاجدوى و اللامعنى و الهزيمة و الموت، على اناقة و سهولة في اللفظ تكاد تبلغ المباشرة و المنبرية، و ما منعها ان تكون كذلك الا قدرة الشاعر على ابتكار المعنى حتى ولو كان مطروقاً، فصدق النقد و حرارة الوجع تجعل من الديوان حالة خاصة تماما. و ترى اللجنة أن تسجل عتبها الكببير على الشاعر حسونة على ازدحام ديوانه بالاخطاء النحوية، الأمر الذي يقلل من روعة استقبال شعره و الاحتفاء به، و هي ملاحظة يشترك فيها جميع الدواوين و قد تمت الاشارة الى ذلك اعلاه، و ترى لجنة التحكيم أن الدواوين الفائزة هي:
ديوان رجل على هيئة نبض للشاعرة نيفين طينة من القدس، و ديوان ثلاثية أو أكثر على وشك الحب للشاعر ربيع جرارعة من نابلس ،و ديوان طار ما كان في يدها للشاعر سعد محفوظ من طولكرم ، اما ديوان طينة و جرارعة فقد تميزا بهذا المزج الرائع و المبدع بين كلاسيكية القصيدة العمودية و قوتها و فخامتها و صورها المتدفقة و المتدافعة و موسيقاها الموقعة و بين دقة و لطف و ثراء الشعر الحديث و مغامراته و مناطقه. كان مفاجئاً للجنة أن يعود شاعران شابان الى المنابع الأولى للثقافة العربية و ان يعيدا تشكيل عالمهما الجمالي و الذوقي و الوجداني من خلال المنابع الأولى و الموسيقى الأولى دون أن يفقدا الصلة بالحاضر و اسئلته و قلقه و اشكالياته و اشكاله.
و ترى اللجنة ان تسجل لادارة المهرجان هذه البادرة في افساح المجال لنا اولاً كجمهور و للشعراء الفائزين ثانياً في الاعلان عن ميلاد شعراء بهذه القوة و هذا الاستعداد، و على الرغم من بعض الهنات التي شابت الديوانين الا ان اكتمال القصيدة يبقى حلم الشاعر الأبدي.
أما ديوان ديوان طار ما كان في يدها للشاعر سعد محفوظ، فهو ديوان زمانه و مكانه ،بهذا النفس الطليق و هذا الحفر العميق وراء ذلك الذي لا يلمس و لا يرى. ديوان طار ما كان في يدها يقدم لنا النهائيات المتقابلة و المتضادة، في نسيج شعري مبتكر، انجدل معناه في مبناه بابداع لافت، و قد تميز الشاعر محفوظ بمفردة شعرية خاصة و صورة شعرية مفاجئة استحق معها ما استحق.
ولهذا، فإن لجنة التحكيم و اذ تحيي جميع الشعراء الذين تقدموا الى هذه المسابقة فإنها تهيب بادارة المهرجان ان تكمل مبادرتها الرائدة من خلال طباعة الدواوين الثلاثة الفائزة كلاً على حدة ، و ان تطبع الدواوين التسعة الباقية في ديوان واحد يضم قصائد مختارة من تلك الدواوين، ان ذلك من شأنه أن يحول هذه المناسبة الثقافية الى لحظة يتم تاريخها للأجيال القادمة.
{gallery}2013/8/wader-s3eear15-8-1{/gallery}
{gallery}2013/8/wader-s3eear15-8-2{/gallery}
{gallery}2013/8/wader-s3eear15-8-4{/gallery}
{gallery}2013/8/wader-s3eear15-8-3{/gallery}