ضمن برنامج “تمكين النساء” الذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية، استضاف تلفزيون الفجر كلًا من الأستاذة مها سلامة، عضو هيئة محلية في طوباس، والأستاذة هديل صلاحات، المحامية والناشطة الحقوقية، في حلقة خاصة ناقشت دور الشباب والنساء في الهيئات المحلية والتحديات التي تعيق مشاركتهم الفاعلة.
أكدت الأستاذة مها سلامة أن الهيمنة العشائرية والحزبية على تشكيل القوائم الانتخابية تلعب دورًا كبيرًا في تهميش النساء والشباب، مشيرة إلى أن هذه الفئات غالبًا ما يتم وضعها في مواقع هامشية بالقوائم، دون منحها فرصة حقيقية لتولي المناصب القيادية.
وأضافت أن الكوتا النسائية التي نص عليها القانون الفلسطيني بنسبة 20%، كانت العامل الأساسي الذي ضمن الحد الأدنى لمشاركة النساء، قائلة: “لولا وجود الكوتا القانونية، ربما لم تكن النساء لتحظى بأي تمثيل في الهيئات المحلية رغم كفاءاتهن”.
وبدورها شددت الأستاذة هديل صلاحات على أن نظام الانتخابات في فلسطين يعكس ثقافة مجتمعية ذكورية، حيث يتم اختيار القوائم الانتخابية بناءً على الولاءات العائلية والحزبية بدلًا من الكفاءة والخبرة.
وأوضحت أن هذه الثقافة تُقصي الشباب والنساء من مواقع صنع القرار، قائلة: “الشباب والنساء يُستثنون من المناصب القيادية، وغالبًا ما يتم حصر دورهم في لجان ثانوية مثل لجان المرأة والنوع الاجتماعي، ما يعكس تحديات متجذرة في بنية المجتمع الفلسطيني”.
ومن جهته أشارت الأستاذة سلامة إلى أن النساء اللواتي يصلن إلى الهيئات المحلية يواجهن تحديات إضافية، تتمثل في ضرورة إثبات أنفسهن في مواقعهن، بالإضافة إلى أعباء أخرى متعلقة باتخاذ القرارات وتنفيذ المشاريع، مؤكدة:
“المرأة الفلسطينية ليست مكملة عدد في الهيئات المحلية؛ هي شريكة في النضال وشريكة في اتخاذ القرار، ولكن يجب أن تُمنح الفرصة لتثبت دورها الحقيقي”.
أما عن الشباب فقد سلطت صلاحات الضوء على غيابهم الملحوظ في الهيئات المحلية، بالرغم من امتلاكهم للكفاءات والخبرات التي يحتاجها العصر الحديث، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والبرمجيات، مضيفًا أن استبعادهم يعود لغياب الثقة المجتمعية بهم، قائلة:“العمر ليس معيارًا للكفاءة الشباب الفلسطيني قادر على تقديم خدمات مجتمعية مميزة، لكن التقاليد المجتمعية ما زالت ترى أن القيادة حكر على كبار السن”.
وشددت على ضرورة رفع نسبة الكوتا النسائية إلى 30%، تطبيقًا لقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وتعزيز ثقافة إشراك الشباب في مواقع صنع القرار.
ودعت الأستاذة مها سلامة إلى صياغة قوانين جديدة تضمن مشاركة فعلية للشباب والنساء في الهيئات المحلية، قائلة:“لا يمكن أن نحقق التغيير دون قوانين عادلة وشاملة تُنصف هذه الفئات المهمشة”.
واختتمت حديثها بتوجيه رسالة للشباب الفلسطيني قائلة: “لا تستسلموا للتحديات استمروا في تطوير أنفسكم، واعملوا على إثبات كفاءتكم لأن المعرفة والوعي هما مفتاح الوصول إلى مواقع صنع القرار”.