Site icon تلفزيون الفجر

تمكين النساء والشباب: تعزيز دور الفئات المهمشة في الهيئات المحلية الفلسطينية

ضمن البرنامج الذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية، استضاف تلفزيون الفجر الأستاذة وجنات حبش، عضو هيئة محلية في بلدية قباطية، والأستاذ محمود السمار، الناشط الشبابي، للحديث عن دور الشباب والنساء في الهيئات المحلية الفلسطينية ،حيث تعد مشاركة الشباب والنساء في الهيئات المحلية أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمع متكامل وديمقراطي يعكس تطلعات مختلف فئاته. ومع ذلك، تواجه هذه المشاركة تحديات عدة في السياق الفلسطيني.

أكد الأستاذ محمود السمار الناشط الشبابي، خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، أن الشباب الفلسطيني يشكلون خمس المجتمع الفلسطيني، بينما تشكل النساء حوالي 49% منه وأن هذا المجتمع الفتي يعاني من تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، على الرغم من وجود فرص متعددة تقدمها المؤسسات التعليمية والتدريبية وأن نسبة البطالة بين الشباب والنساء تجاوزت 56% في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يزيد من صعوبة تحقيق الطموحات.

وأشار إلى أن الهيئات لا تزال مقصرة في توفير فرص العمل والتدريب للشباب، على الرغم من بعض النماذج الإيجابية التي تحاول دمجهم في عملية صنع القرار وأن مشروع “جسور الشباب للديمقراطية” كشف أن قلة قليلة من الهيئات المحلية تضم شبابًا بشكل فعال.

وبين أن الشباب يعانون من ضعف الثقة بهذه الأحزاب بسبب الهيمنة السياسية وعدم الاهتمام بالأفكار الشبابية. وذكر أن العديد من الشباب باتوا يفضلون الابتعاد عن الأحزاب والعمل عبر مبادرات مجتمعية لإحداث التغيير. ولفت إلى أن محاولات الشباب للانخراط في الأحزاب غالبًا ما تصطدم بعدم وجود دعم حقيقي لأفكارهم، مما يدفعهم للبحث عن بدائل خارج الأطر التقليدية ، مشيرًا إلى أن البطالة المرتفعة وانشغال الشباب بتأمين احتياجاتهم الأساسية تحول دون مشاركتهم الفعّالة في العمل المجتمعي والسياسي معتبراً أن تحسين الظروف الاقتصادية يُعدّ شرطًا أساسيًا لتعزيز هذه المشاركة.

مؤكداً على أهمية تسليط الإعلام الضوء على حقوق الشباب والنساء في الترشح والانتخاب، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية تمثيل هذه الفئات في صنع القرار.

وفي ذات السياق أوضحت الأستاذة وجنات حبش، عضو هيئة محلية في بلدية قباطية، أن النساء يجدن فرصتهن في الهيئات المحلية بفضل نظام الكوتا، إلا أن ذلك لا يضمن دائمًا أن تكون النساء الفاعلات ضمن هذه القوائم. 

وأضافت حبش أن التحدي الأكبر يكمن في ثقافة المجتمع الفلسطيني الذكورية، التي تعيق تمكين النساء من الوصول إلى مناصب صنع القرار مشيرة إلى ضرورة وجود كوتا شبابية إلى جانب الكوتا النسوية لضمان تمثيل أفضل للشباب في الهيئات المحلية كما أكدت على أهمية أن يكون للنساء والشباب أدوار فاعلة داخل الهيئات المحلية لضمان إحداث التغيير.

وبينت حبش أن بلدية قباطية تعمل على تشجيع النساء والشباب للمشاركة في الهيئات المحلية من خلال إبراز نماذج ناجحة وتحفيزهم على الترشح في الانتخابات القادمة. 

وأكدت أنها شخصيًا تسعى لتكون قدوة للشباب والنساء من خلال دورها في البلدية وعضويتها في اللجنة المالية، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في قباطيةوأن الشباب والنساء يشكلون قوة دافعة في المجتمع الفلسطيني، إلا أن العديد من التحديات تعترض طريقهم. 

وأشار المشاركون إلى أهمية تعديل القوانين وتوفير برامج دعم لتعزيز مشاركة الشباب والنساء في صنع القرار، مما يسهم في بناء مجتمع فلسطيني ديمقراطي ومشارك.

وبينت حبش ان بلدية قباطية كانت تفتقر تمامًا إلى جمعيات نسوية أو شبابية تحتضن الفئات المستبعدة، خاصة النساء، مؤكدة أن هذا الواقع استمر لسنوات طويلة وأن النساء، رغم وجودهن، كنّ مستبعدات من معظم الأنشطة المجتمعية، بما في ذلك الفعاليات المرتبطة بالهيئات المحلية وأنها بالتعاون مع المجلس البلدي تمكنت من تأسيس جمعية نسوية مرخصة، وهو إنجاز يُعدّ خطوة كبيرة في تمثيل النساء ودمجهن في المشهد المحلي

 وأكدت أن وجود النساء والشباب في مراكز صنع القرار ينعكس إيجابًا على المجتمع، من خلال تبنّي قرارات تراعي احتياجات هذه الفئات،وضربت مثالًا عمليًا على تأثير التمثيل النسائي في اتخاذ قرارات تراعي احتياجات النساء في التصميم الحضري والبنية التحتية.

وشددت على أهمية إشراك الشباب في التخطيط لإنشاء مشاريع تشغيلية وفرص عمل تدعم المجتمع المحلي داعية إلى توحيد الجهود لتأسيس برلمان شبابي محلي وكوتة شبابية تضمن تمثيلهم بشكل فعّال

Exit mobile version