الهيئات المحلية الفلسطينية: دور محوري في تعزيز صمود المواطن وتحقيق التنمية المستدامة
ضمن مشروع جسور الشباب للدمقراطة والمشاركة والذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية استضاف تلفزيون الفجر الناشط الشبابي رجائي حطاب والمحامي والناشط الحقوقي هشام فاخوري في حلقة خاصة ناقشت أهمية دور الهيئات المحلية في فلسطين لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.
تحدث الناشط رجائي حطاب خلال حديثه لتلفزيون الفجر عن أهمية تطوير العمل البلدي وتوسيع نطاق عمل الهيئات المحلية في فلسطين، مشيرًا ان الهيئات المحلية ليست فقط مسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، بل يجب أن تشمل مشاريع تنموية مستدامة مثل الطاقة الشمسية والتعاونيات الزراعية، التي يمكن أن تساهم في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني عبر توفير فرص عمل وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي.
وأضاف حطاب أن المشاركة المجتمعية الفعالة تساهم في خلق شراكة حقيقية بين المواطن والبلدية، مما يعزز الثقة في قدرة الهيئات المحلية على تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، بيّن فاخوري أن الهيئات المحلية تواجه تحديات كبيرة، خصوصًا في ظل النقص الحاد في التمويل وغياب التنسيق بين البلديات بسبب الانقسام السياسي الداخلي، موضحاً ان الهيئات المحلية بحاجة إلى دعم أكبر من قبل السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي، ولكن في ذات الوقت يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في الموارد المتاحة، مثل الأراضي التابعة للأوقاف، لإنشاء مشاريع تسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
وأكد فاخوري على ضرورة تعزيز مبدأ الشراكة بين المواطن والبلدية، ولافتاً الى انه يجب أن يكون جزءًا من عملية اتخاذ القرار ،ويجب أن يشعر المواطن أنه شريك حقيقي في العملية التنموية وليس فقط مستهلكًا للخدمات.
وتحدث حطاب عن أهمية دور الشباب في البلديات الفلسطينية، حيث شدد على أن الشباب هم فئة قادرة على إحداث التغيير الفعلي في المجتمع المحلي، وقال: “الشباب الفلسطيني يمتلك القدرة على الابتكار وتقديم أفكار جديدة تواكب التحديات، ومن الضروري أن يحصلوا على فرص للمشاركة في صنع القرار على مستوى البلديات.”
وأشار إلى أن النظام الانتخابي في كثير من الأحيان يكون محكومًا بالانتماءات الحزبية أو العائلية، مما يحد من فعالية الشباب في المجالس المحلية.
فيما يتعلق بتحديات الهيئات المحلية، أكد فاخوري على أن الاحتلال الإسرائيلي يلعب دورًا كبيرًا في تعطيل العمل البلدي من خلال تدمير البنية التحتية.
وأضاف الاحتلال يواصل استهداف المنشآت التابعة للبلديات، مما يزيد من الأعباء على الهيئات المحلية التي تحاول تقديم الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن الاحتلال يعيق تطوير مشاريع تنموية محلية ويجعل من الصعب تنفيذ الكثير من المشاريع الحيوية للمجتمع الفلسطيني.
وشدد خلال حديثه على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بدور الهيئات المحلية وأهمية مشاركة الجميع في عملية التنمية.
وفي ذات السياق قال حطاب: “المواطن يجب أن يساهم في دعم البلديات والعمل على تحسين الخدمات التي تقدمها، ليتمكن الجميع من تحسين واقعهم المعيشي.”
وأكد هشام أن دعم الهيئات المحلية لا يقتصر على تقديم الشكاوى، بل يجب أن يكون المواطن جزءًا من الحل، من خلال التفاعل والمشاركة الفعالة في الأنشطة المجتمعية التي تنظمها البلديات.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.