الهيئات المحلية في فلسطين: محركات رئيسية لتطوير الخدمات وتعزيز الاستقرار الاجتماعي
ضمن برنامج تمكين النساء الذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية، استضاف تلفزيون الفجر كل من جمانة داوود، عضو هيئة محلية في بلدية الزبابدة، وآيات عثمان، ناشطة حقوقية، للحديث عن دور الهيئات المحلية في الوضع الراهن.
تقول الأستاذة جمانة داوود، عضو هيئة محلية في بلدية الزبابدة خلال حديثها لتلفزيون الفجر ان الهيئة المحلية هي إحدى الركائز الأساسية في تقديم الخدمات للمواطنين، حيث تعمل على تلبية احتياجات البلد بما يتوافق مع الأنظمة المحلية الخاصة بكل منطقة وهي المسؤولة عن إدارة وتوزيع الخدمات التي تضمن حياة كريمة للمواطنين في إطار التحديات التي نواجهها يوميًا.
وأضافت ان الهيئة المحلية قد تكون بلدية أو مجلس قروي، ولكل منهما دورًا مهمًا في تقديم الخدمات الأساسية التي تشمل المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، وتنظيم الطرق وغيرها وكل هذه الخدمات تلعب دورًا مهمًا في توفير بيئة مريحة وصحية للسكان.
وأوضحت ان الهيئات المحلية أيضًا تشارك في العمل الاجتماعي والثقافي، حيث يتم من خلالها تنظيم الأنشطة الرياضية والفعاليات المجتمعية التي تعمل على تعزيز الصمود الشعبي في وجه التحديات التي يمر بها المجتمع الفلسطيني”.
وبينت ان الهيئات المحلية في فلسطين تواجه العديد من التحديات، وأبرزها التحدي المالي حيث أن أغلب البلديات والمجالس القروية تعتمد على التمويل الحكومي والمنح الخارجية التي قد تكون محدودة في بعض الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الكثير من المشاريع التنموية بسبب نقص التمويل المستمر، مما أثر على قدرة الهيئات المحلية في تقديم الخدمات بشكل مستدام”.
وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات، فإن الهيئات المحلية تعمل جاهدة لتوفير الخدمات للمواطنين على الرغم من محدودية الموارد ولكن لا بد من إيجاد حلول جذرية لتلك التحديات، من خلال البحث عن مصادر تمويل جديدة ومساعدة أكبر من الجهات المختلفة.
مشيرة ان العديد من البلديات والمجالس القروية بدأت في تبني مشاريع الطاقة المتجددة مثل الخلايا الشمسية لتوفير الكهرباء بشكل مستقل، وهذه المشاريع تساعد بشكل كبير في التقليل من الاعتماد على الكهرباء من شركات خاصة أو الاحتلال، مما يساهم في رفع مستوى صمود المواطن”.
وأضافت هناك العديد من المشاريع التي تم تنفيذها لتوفير المياه من خلال إنشاء آبار مياه خاصة بالهيئات المحلية، وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة المجتمع على مواجهة الأزمات المتعلقة بالمياه في ظل قلة الموارد.
وفي ذات السياق اشارت آيات عثمان ان الهيئات المحلية ليست مسؤولة فقط عن تقديم الخدمات الأساسية، بل هي بمثابة المنصة التي يمكن من خلالها تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي للمواطنين وانها تساهم في تقديم الفرص للشباب من خلال تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية، وهو ما يساعد في تعزيز الوعي والهوية الوطنية، مما يعزز من قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود
مشدده على أن هذه الأنشطة الثقافية والرياضية قد تكون نقطة انطلاق لخلق تغيير إيجابي في المجتمع الفلسطيني، فهي لا تقتصر على توفير بيئة تنموية فحسب، بل تعزز أيضًا من مرونة المجتمع وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة”.
وأوضحت ان التحدي الآخر الذي تواجهه الهيئات المحلية هو نقص الوعي لدى المواطنين حول الخدمات التي توفرها لهم هذه الهيئات. هناك فئة كبيرة من المواطنين لا يعلمون حقوقهم أو لا يعرفون كيفية الاستفادة من الخدمات المحلية المتاحة لهم”.
وترى عثمان ان الهيئات المحلية بحاجة إلى مزيد من التنسيق مع المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة لتوفير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها ومن الضروري أن يتم تعزيز التعاون بين البلديات والمجتمع المدني وكذلك الأحزاب السياسية لتحقيق تكامل في تقديم الخدمات للمواطنين”.
داعية إلى ضرورة تشجيع المواطنين على المشاركة في الأنشطة المحلية والانتخابات البلدية، لأن هذه المشاركة تساهم في تحسين الخدمات وتطوير الأداء البلدي. كما يجب أن يتم التركيز على رفع الوعي لدى المواطنين حول كيفية الاستفادة من الخدمات المتاحة لهم بشكل أفضل
مشيرة الى ضرورة تقديم الدعم المالي المستمر للهيئات المحلية، مع أهمية توفير الحلول المبتكرة للتغلب على التحديات المالية، بما يسهم في تحسين حياة المواطن الفلسطيني وضمان استدامة هذه الخدمات في ظل الظروف الراهنة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.