ضمن البرنامج الذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية استضاف تلفزيون الفجر الأستاذ سهيل سلمان نائب رئيس بلدية طولكرم سابقاً و الناشطة الشبابية هديل أبو غاليه للحديث عن دور الهيئات المحلية في تعزيز صمود المواطنة الفلسطيني
حيث تعتبر الهيئات المحلية في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي، فهي تلعب دورًا محوريًا في تقديم الخدمات الأساسية، وتحقيق التنمية المجتمعية على كافة الأصعدة. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الهيئات، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، فإنها تظل حجر الزاوية في تعزيز مفهوم الحكم المحلي وتحقيق الاستقلالية المجتمعية.
اكد الأستاذ سهيل السلمان، نائب رئيس بلدية طولكرم سابقًا خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، على أهمية الهيئات المحلية كركيزة أساسية لتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين في ظل التحديات المتزايدة.
وأوضح السلمان أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى التحتية واستهداف المخيمات الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات ازدادت بشكل واضح منذ السابع من أكتوبر.
وأشار إلى أن الهيئات المحلية، مثل بلدية طولكرم، تلعب دورًا محوريًا في إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية، كالعمل على إصلاح شبكات المياه والكهرباء في المخيمات المتضررة.
وأضاف السلمان أن تدمير الاحتلال للمخيمات الفلسطينية، مثل مخيمي طولكرم ونور شمس، يمكن وصفه بأنه حرب إبادة جماعية، إذ دمرت مئات المنازل والمحلات التجارية بالكامل أو جزئيًا.
وأكد أن الهيئات المحلية تستجيب فورًا لهذه التحديات رغم شح الموارد المالية وضعف الإمكانيات، مما يزيد من أعباء هذه المؤسسات التي تعمل في ظل أوضاع اقتصادية متردية يعاني منها المواطنون.
وفيما يتعلق بالتحديات المؤسسية، شدد السلمان على أن العلاقة بين الهيئات المحلية ووزارة الحكم المحلي ينبغي أن تكون تكاملية، لكنها تعاني من الهيمنة المركزية التي تمارسها الوزارة. وأوضح أن هذا الواقع يحدّ من قدرة الهيئات المحلية على تقديم خدمات فعالة للمواطنين، ويقيّد رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية، مما يجعلهم أقرب إلى “أجسام تنفيذية” بدلاً من جهات مستقلة قادرة على الإبداع والعمل بحرية.
وبين السلمان أن هناك حاجة لإنشاء صندوق طوارئ لدعم البلديات والهيئات المحلية، مما يتيح لها القدرة على مواجهة الأزمات بشكل أفضل. وأشار إلى أن ضعف الموارد المالية يشكل عائقًا كبيرًا أمام تلبية احتياجات المواطنين، خصوصًا في المناطق المتضررة من اعتداءات الاحتلال أو الكوارث الطبيعية.
من جانبها أشارت الناشطة الشبابية والإعلامية هديل أبو غالية إلى أهمية تفعيل دور الشباب الفلسطيني في دعم الهيئات المحلية مؤكده أن الشباب الفلسطيني يمتلك طاقات إبداعية يمكن استثمارها في تطوير السياسات التنموية المستدامة التي تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته.
وقالت أبو غالية إن الشباب الفلسطيني، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن من نقل المعاناة الفلسطينية إلى العالم بفعالية كبيرة، ونجحوا في إطلاق حملات دولية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
وبينت أن غياب الحوار الفعّال بين الشباب والهيئات المحلية يؤدي إلى تدني نسبة مشاركتهم، خاصة مع ضعف تمثيل الشباب والنساء في صناعة القرار على المستويين المحلي والوطني.
وأضافت أبو غالية ان هناك حاجة ماسة لتعزيز التعاون بين الشباب والهيئات المحلية، من خلال تفعيل مشاريع مثل البرلمان المحلي، الذي يمكن أن يمثل مختلف فئات المجتمع وأن إشراك الشباب والنساء في صياغة وتنفيذ السياسات العامة قد يسهم في تقليص الفجوة بين المواطنين والهيئات المحلية، مما يعزز الشفافية والمساءلة المجتمعية.
واختتمت أبو غالية حديثها بالتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتعزيز دور الهيئات المحلية في مواجهة التحديات وتطوير المجتمع الفلسطيني ومن أبرز هذه التوصيات إنشاء صندوق طوارئ لدعم الهيئات المحلية بتمويل من الحكومة والقطاع الخاص لمواجهة الأزمات الطارئة، وتعزيز تمثيل الشباب والنساء في الهيئات المحلية لرفع نسبة مشاركتهم في صنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة.
مشدده على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة المجتمعية من خلال فتح قنوات تواصل بين المواطنين والهيئات المحلية لضمان استجابة أفضل لاحتياجات المجتمع، بالإضافة إلى تقليص المركزية لمنح الهيئات المحلية صلاحيات أوسع تمكنها من العمل بفعالية أكبر