Site icon تلفزيون الفجر

الشهيد روحي شومان: رائحة الحنطة وعبق الياسمين

بقلم: رائد محمد الدبعي
روحي شومان، أيها الشهيد البهي النقي الجميل العذب الوضاء
لو قدر لي أن أعتذر وأكره وأعيد وأشتهي وأبكي وأحتضن لاخترت عمر العشرين، ففيه أثمرت شجرة أخوتنا التي أظلت أحلام شابين في عمر الياسمين، وفي ظلال أيامه عشنا الحياة بكامل مشمشها من الفرح والوجع والبراءة، وفي ثناياه صفعني القدر بغيابك الجسدي على يد جندي عنصري، لم يجد سوى قلبك مستقرا لرصاصته، التي زرعت حضورك الدائم في مصاطب الروح، وثنايا الذاكرة، تمامًا كوشم فرعوني لا تمحوه الأيام، ولا تحجبه السنوات، عمر استنزفت أيامه مشاعري، وانطفأت به شعلة توقعاتي. فبغيابك يا أخي عشت بين عمر العشرين وعمر الأربعين عمرا طويلا أسميته عمر الحسرة، سقيت أيامه وساعاته ودقائقه وثوانيه بالدمع وحراسة الذكريات، ورعاية نجوم أحلامنا كي لا تنطفئ، فأي شباب هذا الذي يعتصرنا بكل هذه القسوة والوجع.

Exit mobile version