المنخفض الهندي يلهب أجواء فلسطين: موجة حر تتجاوز المعدلات السنوية

رؤيا أبو ناصر ، سارة عموص – ضمن برنامج طلة فجر الذي يُبث عبر شاشة تلفزيون الفجر، استضافت الحلقة المتحدث باسم الأرصاد الجوية الفلسطينية مأمون عصايرة، للحديث عن موجة الحر التي تؤثر على البلاد، والتي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة لتتجاوز معدلاتها السنوية بخمس درجات مئوية.

ويُعد جو فلسطين في فصل الصيف حاراً وجافاً بطبيعته، حيث تتأثر البلاد غالباً بموجات حر متوسطة إلى قوية، خاصة في شهري تموز وآب، المناطق الساحلية تحديداً تشهد رطوبة أعلى مقارنةً بباقي المناطق نتيجة تأثير الرياح الغربية. ويبدأ الصيف فعلياً عندما تظهر مؤشرات المنخفضات على خرائط الطقس، حتى قبل 21 حزيران.

أوضح الأستاذ مأمون عصايرة أن موجات الحر التي تؤثر على فلسطين والمنطقة بشكل عام، ناتجة عن المنخفض الهندي الموسمي، وهو نظام ضغط جوي منخفض يتكون فوق شمال غرب الهند وباكستان خلال فصل الصيف، ويتحرك لاحقاً باتجاه الجزيرة العربية، ليصل إلينا محملاً بكتل هوائية حارة وجافة.

وأكد أن الكتل الهوائية المصاحبة لهذا المنخفض تكتسب خصائص المنطقة التي تمر فوقها، مما يعني أن عبورها فوق أراضٍ صحراوية كالجزيرة العربية يجعل تأثيرها أكثر حرارة وجفافاً، أما إذا امتد تأثير المنخفض نحو البحر الأبيض المتوسط، فقد تحمل هذه الكتل شيئاً من الرطوبة.

ومن جهة أخرى، أشار إلى أن درجات الحرارة حالياً تفوق المعدل العام بحوالي 5 درجات مئوية، مع استمرار الأجواء شديدة الحرارة حتى نهاية الأسبوع، وتحديداً حتى يوم الجمعة، دون تغيّر ملحوظ في الحالة الجوية.

كما أشار أن درجات الحرارة العظمى في بعض المحافظات قد تصل لمستويات شبيهة بشهر تموز، بل وقد تزيد بمعدل درجة مئوية واحدة، كما هو الحال في محافظة طولكرم، التي تسجّل صيفاً حاراً منذ بدايته.

مضيفًا أن تسمية “منخفض” لا تعني بالضرورة انخفاضاً في درجات الحرارة، ولا “مرتفع” تعني ارتفاعاً فيها، بل إن المنخفض الهندي الموسمي هو سبب موجات الحر، بينما يؤدّي تراجعه إلى تأثر المنطقة بمرتفع جوي يؤدي إلى انخفاض نسبي في درجات الحرارة وأجواء أكثر اعتدالاً، خصوصاً ليلاً.

وفي ختام حديثه، شدد عصايرة على أن الموسم الصيفي حتى الآن يُعد اعتيادياً إلى حد كبير، وأن التنبؤات الجوية الموسمية تكون دائماً أقل دقة كلما طالت مدتها، وهي سِمة عامة في علم الأرصاد الجوية عالمياً، وليس فقط في فلسطين.