دعوات استيطانية للتواجد بالقدس غداً الخميس من أجل ما يسمى “الدفاع عن الشرف اليهودي”
كثفت منظمات إرهابية استيطانية من دعواتها التحريضية لشن حملة من الهجمات العدوانية على المواطنين في مدينة القدس، وسط تقارير عن شروع بعض العناصر بالتخطيط لسلسلة من الاعتداءات العنصرية في محيط البلدة القديمة في المدينة المحتلة، التي تشهد تصاعدا في الاعتداءات التي ينفذها مستوطنون بحق فلسطينيين.
ودعت منظمة “لهافا” المتطرفة اليهودية، أنصارها، للتواجد في البلدة القديمة في مدينة القدس بهدف ما يسمى “الدفاع عن الشرف اليهودي”، يوم غد، الخميس، بحسب ما كشفت صحيفة “هآرتس”. موضحة أن المستوطنين يجوبون شوارع المدينة في ساعات المساء، يوميا، ويهاجمون المارة من الفلسطينيين بالضرب والحجارة والغاز المسيل للدموع، وسط تعالي هتافاتهم المنادية “الموت للعرب”.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في نسختها المحلية التي تصدر في مدينة القدس، أن مجموعة من المستوطنين يخططون للوصول إلى منطقة مثلث وسط المدينة في القدس (يعرف إسرائيليا بـ”ساحة صهيون”) وميدان صفرا وشارع يافا مساء يوم غد، الخميس، مزودين بأسلحة هجومية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسلحة التي أعدتها العناصر الإرهابية تشمل مسدسات ضغط وقنابل مسيلة للدموع ومتفجرات ومقابض حديدية للكم وسكاكين، وأن التعليمات التي تلقوها من زعماء المنظمات العنصرية التي ينتمون إليها هو: “إيذاء أكبر عدد من الفلسطينيين” ولمّحوا إلى “التسبب بقتلهم”.
وكشفت “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني المتخصص بالأخبار المحلية في القدس (“mynet”) عن مجموعة نشطت على تطبيق الرسائل النصية الفورية “واتساب” أطلق عليها اسم “الشرف القومي”، تدعو الشباب والفتية من المستوطنين للقدوم إلى الأحياء المقدسية المحيطة في البلدة القديمة ومهاجمة الفلسطينيين.
وفي إحدى الرسائل على المجموعة، أكد أحد العناصر أنه “سيحضر 8 مقابض حديدية للكم، و10 عبوات غاز مسيل للدموع (بتركيز 70%)، ومسدس ضغط”، فيما شارك آخرون صور الأسلحة والمعدات القتالية والهجومية التي يعتزمون التزود بها قبل التوجه لتنفيذ هجمات عنصرية بحق المقدسيين، الخميس.
وتظهر توثيق المحادثات على مجموعات مختلفة في “واتساب” من بينها مجموعة “فليحترق العرب”، أن المئات من عناصر المنظمات اليهودية المتطرفة يعتزمون المشاركة في الهجمات خاصة في منطقة شارع يافا وساحة صفرا؛ إذ تعمل المنظمات على حشد عناصرها بواسطة نشر مقاطع فيديو مزعومة نشرت على تطبيق “تيك توك”، تظهر اعتداء عرب على حريديين.
وتساءل عناصر المستوطنين على مجموعات “واتساب” عن كيفية الحصول على قنابل يدوية، فيما شارك آخر صورة سكين، وسأل: “هل تفي هذه بالغرض”؛ وأكد آخرون أنهم يعتزمون التجهز بأسلحة مخلفة؛ وتفاخر أحدهم قائلا: “سأخرج فورا للحصول على معدات هجومية، سأحصل على أشياء باهظة الثمن، سأشتريها منهم وأضربهم بها”.
وفي مقطع مصور نشرته منظمة “لهافا” الإرهابية، دعت أنصارها إلى مظاهرة واسعة لـ”الحفاظ على الشرف القومي” وسط مدينة القدس، الخميس، وأكدت أنها ستختتم المظاهرة في مسيرة تتوجه نحو باب العامود؛ وبثّ أنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات عنصرية على غرار “سنحطم رؤوسهم وندفنهم أحياء”.
وارتفعت، مؤخرًا، وتيرة جرائم عصابات “تدفيع الثمن” حيث اشتملت على إضرام حرائق في ممتلكات فلسطينية وأراض زراعية والاعتداء على مواطنين فلسطينيين وعلى ممتلكات وكتابة شعارات عنصرية وتحريضية واقتلاع أشجار زيتون، في الوقت الذي تغض به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الطرف عن هذه الجرائم حيث لم تقم بعمليات اعتقال ولم تقدم لوائح اتهام.
وتكررت الاعتداءات والتصريحات العنصرية من قبل المنظمات الإرهابية الاستيطانية أمثال “تدفيع الثمن” و”لهافا” و”فتية التلال” على مقدسات ومنازل وسيارات وممتلكات الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48 والضفة الغربية والقدس المحتلتين، دون اتخاذ أي خطوات جدية لوقفها من قبل حكومة الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة لها.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن أجهزة الأمن الاحتلالية تعمد على تجنيد مخبرين لينشطوا في صفوف عناصر اليمين المستوطنين المتطرفين، ورغم علم قوات الأمن الاحتلالية بتخطيط المستوطنين المتطرفين تنفيذ بعض الجرائم إلا أنها لم تمنع ذلك.
كما أتضح خلال جلسات استماع قضائية في جرائم ممثلة أن أحد الأشخاص المتورطين في إحدى قضايا “تدفيع الثمن” عمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة وقام بتحديث عمله قبل وأثناء جريمته التي نفذها في العام 2017 في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
(عرب 48)
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.