يوافق اليوم الثامن والعشرين من آذار، مرور 17 عامًا على رحيل عميد الصحافة الفلسطينية محمود أبو الزلف “أبو مروان” صاحب ومؤسس صحيفة “القدس” المقدسية، الأولى في دولة فلسطين.
وُلد أبو مروان في يافا، مدينته التي أحبها، ونشأ وترعرع في ربوعها ثم توجه إلى الجامعة الأميركية في بيروت ودرس الإعلام وعاد إلى يافا ليعمل في مجال الصحافة من خلال جريدة الدفاع، وظل يواصل عمله تحت الانتداب البريطاني إلى أن جاء العهد الأردني.
وقد أحب “أبو مروان” الصحافة وكرس حياته لها من خلال إصداره لـ «القدس» التي جاءت في ضوء قرار الأردن توحيد الصحف المختلفة التي كانت تصدر قبل عدوان عام 1967.
وجاء توحيد الصحف في شهر آذار من عام 1967 أي قبل النكسة بحوالي ثلاثة أشهر أو أقل من ذلك.
وفي البداية توقفت الصحف عن الصدور في أعقاب العدوان الاسرائيلي، إلا أن أبو مروان كان عنده بعد نظر حيث رأى ضرورة اصدار صحيفة وطنية رغم الاحتلال لتعكس حياة الناس تحت الاحتلال ولتكون منبرًا للجماهير وللأقلام الوطنية الصادقة والمدافعة عن قضايا شعبنا وإبراز معاناته تحت الاحتلال
وصدرت «القدس » من ست إلى ثماني صفحات في أواخر تشرين الثاني عام 1968، وكان موقعها في شارع صلاح الدين بالمدينة المقدسة، وقد استقطبت الرأي العام الفلسطيني بشكل واسع جدًا، خاصة مع غياب دور مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيونات ووسائل الإعلام الأُخرى في حينه.
وكان مكتب أبي مروان أقرب ما يكون بصورة دائمة مقرًا للقيادات الفلسطينية من مختلف أرجاء الوطن، من غزة جنوبًا إلى جنين شمالاً، وكان أبو مروان دائمًا صاحب الرأي والكلمة الأولى والأخيرة بكل ما يتعلق بالجريدة، بالرغم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية الصارمة في حينه.
وكان أبو مروان حريصًا على تطوير الجريدة، سواء من خلال وسائل الطباعة المختلفة أو مصادر الأخبار المتنوعة، وظل كذلك حتى في أحلك الظروف، واصطدم مع قوى كثيرة وشخصيات متعددة وظل قويًا صامدًا، إلى أن وافاه الأجل المحتوم وغادرنا شخصًا، ولكن ذكراه باقية والصحيفة التي أسسها تواصل دورها الريادي، وإن كانت الظروف قد تغيرت ووسائل الاعلام تطورت كثيرًا.
في ذكرى رحيله نقول لأبي مروان: ستظل ذكراك قوية باقية في عقولنا وقلوبنا، وستظل «القدس» كما أردتها رائدةً في مجال الإعلام الوطني، وسيواصل أبناؤك المسيرة التي بدأتها.
القدس دوت كوم