لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

صحف عبرية: نمط العمليات الإسرائيلية الجديدة سيولد هجمات انتقامية



ركزت الصحف العبرية، الصادرة الخميس، على المجزرة التي وقعت أمس في مدينة نابلس وخلفت 11 شهيدًا وأكثر من 100 إصابة، ونتائج مثل هذه العمليات العسكرية في ظل استمرار المقاومة التي تواجهها في كل اقتحام.

ورأت صحيفة يديعوت في تقرير تحليلي لمعلق الشؤون الفلسطيني آفي سخاروف، أن العملية “الاستثنائية” بالأمس في نابلس لا تذكر سوى بالأيام الصعبة التي كانت تشهدها انتفاضة الأقصى والانتفاضة الأولى، خاصة وأن المواجهة لم تنحصر فقط بين الجيش الإسرائيلي، وعدد قليل من المسلحين، بل ينضم إليهم الجمهور الفلسطيني وأحيانًا بشكل جماعي لمواجهة الاقتحامات.

واعتبر سخاروف خروج الفلسطينين في وسط رام الله وعند حدود قطاع غزة، في مسيرات أولية بعد ما جرى في نابلس، ورغم أنه بعيد عما كان يجري في نهاية سبتمبر/ أيلول 2000 (انتفاضة الأقصى)، أو بداية ديسمبر/ كانون أول 1987 (الانتفاضة الأولى)، حين كان يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين، إلا أنه بالمعدل الحالي للأحداث يمكن الفهم بأن الاتجاه واضح أن التصعيد قادم.

ويرى أن الإعلان عن إضراب شامل في مختلف المحافظات الفلسطينية وإغلاق المدارس دليل آخر على أن الوضع صعب على الأرض، وهذا يعني أن عشرات الآلاف من طلبة المدارس سيبحثون عن مكان للتنفيس عن إحباطهم بسبب الوضع الأمني، أو بسبب الكراهية المتزايدة التي يشعرون بها تجاه إسرائيل.

ويقول إن العملية في وضح النهار بقلب نابلس أمس، ربما كانت ضرورية لمنع هجوم، لكن دومًا هناك ثمنًا لمثل هذه العمليات، ولذلك يتوقع أن تكون هناك تظاهرات عنيفة، ومحاولات انتقامية.

واعتبر سخاروف أن السؤال الكبير الذي يبقى مفتوحًا هو كيفية تصرف حماس والجهاد الإسلامي من غزة، خاصة وأن الحركة التي تسيطر على القطاع لا ترغب في التصعيد وتفضل إبقاء غزة هادئة وتشعل الأوضاع بالضفة، خاصة مع تحسن الوضع الاقتصادي في غزة مع تواصل دخول العمال إلى إسرائيل، وزيادة التبادل التجاري مع مصر.

ويقول سخاروف: قد يرغب الذراع العسكري لحماس في غزة، في مرحلة ما في تصوير نفسه على أنه من يقود الصراع في الضفة وليس غزة فقط، مشيرًا إلى أن حماس تمتلك حاليًا كمية مماثلة من الصواريخ التي كانت تمتلكها في “حارس الأسوار/ سيف القدس”، كما يواصل محمد الضيف العمل على بناء القوة العسكرية للتنظيم رغم تقدمه في السن وتعرضه لإصابات سابقة.

وأشار إلى الضيف وكبار قادة جناحه العسكري، انخرطوا في الأشهر الأخيرة في التطوير الهائل للطائرات الانتحارية بدون طيار التي يمكن أن تلحق أضرارًا بالجانب الإسرائيلي.

ويقول: “من الصعب تحديد المدة التي ستفضل حماس خلالها إبقاء غزة خارج اللعبة، قد يكون قرارًا استراتيجيًا، ولكن ليس من المستحيل الإبقاء عليه خاصة في ظل العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين الذين يسقطون في العمليات الإسرائيلية”.

من جهته، قال يوسي يهوشع المراسل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير تحليلي له، إن اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية لا زال يتحول إلى مواجهات واسعة النطاق، مشيرًا إلى أن كمية النيران التي أطلقت بالأمس من قبل المسحلين الفلسطينيين كانت هائلة.

ورأى يهوشع، أن العملية في نابلس ومن قبلها المماثلة في مخيم جنين، تشير إلى تغيير في طريقة العمليات الإسرائيلية خاصة وأن من يتم استهدافهم لا يرفعون أيديهم ويتم وضعهم في المركبات العسكرية، بل تتحول محاولات اعتقالهم إلى معارك واسعة النطاق وهو ما يتطلب وجود قوات مقاتلة مثل غولاني والمظليين وماجلان للتعامل مع الأحداث التي لم يكن مخطط لها في ظل تبادل إطلاق النار من مسافات قريبة وإمكانية تعطل بعض الآليات وغيره، وليس الاعتماد فقط على قوات اليمام واليسام وغيره من الوحدات الخاصة.

وأشار إلى أن العمليات في جنين ونابلس باتت أكثر تعقيدًا وخطورة خاصة وأن هذه العمليات باتت تستغرق ساعات.

وبين أن العملية في نابلس أمس كانت مهمة وهو ما دفع القائمين عليها للتصرف بسرعة رغم حساسة نتائجها على المستوى السياسي والأمني، ليس لأن شهر رمضان قادم، ولكن لأن الإدارة الأميركية طلبت خفض التصعيد.

ويؤكد يهوشع أن هذه العمليات لها ثمن كما كان بعد عملية جنين حين قتل 10 إسرائيليين في هجمات انتقامية، مشيرًا إلى أنهم في نابلس يصفون ما جرى بأنه مجزرة، ولا بد من الانتقام، الذي قد يكون في الضفة وأيضًا في القدس التي يعيش فيها 350 ألف فلسطيني يتمتعون بحرية الحركة الكافية التي قد تدفعهم للانتقام من خلال تنفيذ عمليات دهس وطعن وإطلاق نار كما جرى مؤخرًا.

من جهته، يرى عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، أن هناك علامات استفاهم كبيرة تحوم حول قرار قيادة الجيش الإسرائيلي في الضفة، بإرسال قوة كبيرة في وضح النهار إلى قلب حي القصبة في نابلس من أجل اعتقال 3 مطلوبين، ما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة، وتسبب باستشهاد 11 فلسطينيًا من بينهم 3 على الأقل لا علاقة لهم بالجماعات المسلحة، ما قد يؤدي الآن إلى مزيد من الهجمات الانتقامية بالضفة وإطلاق الصواريخ من غزة.

وأشار هرئيل إلى أن تكرار الأحداث في وضح النهار وفي قلب المناطق التي فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها عليها منذ فترة، وتنتهي بسقوط ضحايا بشكل جماعي، بسبب حدة الاشتباكات، ومعرفة كبار الضباط الإسرائيليين بذلك يثير التساؤل عن مدى إلحاح وضرورة هذه العمليات التي من الممكن تنفيذها ليلًا ما يشكل خطورة أقل.

وأكد على أن هذه العمليات تجلب محاولات انتقامية من قبل الفلسطينيين، وإطلاق صواريخ من غزة، رغم التقديرات الأمنية بأن حماس لا مصلحة لها في الوقت الحالي بتصعيد يخرج عن السيطرة، ويأتي ذلك كله في ظل التحذيرات من تصعيد محتمل في رمضان، مشيرًا إلى أن هذه العمليات وخطوات أخرى تتخذ تعزز الصراع أكثر من تفاديه

فيما قالت الصحفية في هآرتس، عميرة هاس، إن البيانات والتقارير الرسمية الإسرائيلية تخلق صورة مشوهة حول ما يجري، ومحاولة مساواة القوات العسكرية الإسرائيلية الضخمة بجنودها ذو المهارات العالية والذين يكادون أن يظهروا للعلن بسبب تمركزهم في مواقع للقنص بعد سيطرتهم عليها سابقًا، ومنهم من يكون في مركبات محصنة، مقابل مجموعة من المسلحين الفلسطينيين الذين لا يخضعون لأي تدريبات وليس لديهم دراية بحرب العصابات أو النظامية.

وأشارت إلى استخدام الطائرات بدون طيار مؤخرًا بكثافة في العمليات العسكرية شمال الضفة لإطلاق قنابل الغاز وربما الرصاص الحي.

ورأت في العمليات التي تنفذ في وضح النهار وبمناطق مكتظة بالسكان بمثابة تطور جديد في العمليات واستهزاء بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

واعتبرت هاس، أن العملية تظهر حقيقة مهمة واحدة، تتمثل في استعداد المزيد والمزيد من الشبان الفلسطينيين للقتل في معركة خاسرة مع الجنود الإسرائيليين الذين يتحصنون ويختبئون في مناطق غير مكشوفة، والذين اجتاحوا مدينتهم، فرفضوا الاستسلام وهم يعلمون أنه سيقصف المنزل الذين يتحصنون فيه وهم بداخله، ويصفهم السكان بـ “الشجعان والأبطال” لأنهم يضحون بأرواحهم وينقلون رسالة مفادة أن “الغزاة العسكريين ليسوا ضيوفًا وأن الموت أفضل من السجن المؤبد أو الخضوع والاستسلام للمحتل”.

من جانبها تقول صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا زالت تستعد لاحتمال حدوث مزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة وخاصة في شهر رمضان، ولذلك بدأت في اتخاذ إجراءات استباقية لمنع “الإرهابيين” من تنفيذ مخططاتهم. وفق تعبيرها.

ووفقًا للصحيفة، فإن هناك خشية من وقوع هجوم واحد قد يؤدي إلى هجمات تقليدية أخرى، لذلك هناك حالة من الاستعداد الكبير للتعامل مع أي محاولات لتنفيذ هجمات.

وأشارت إلى أن هناك حملة ستنفذ ضد “المحرضين” عبر شبكات التواصل الاجتماعي خاصة مع قرب شهر رمضان، كما سيتم نشر قوات إضافية في الضفة والقدس استعدادًا لشهر الصيام و “عيد الفصح” اليهودي”، وخاصة على خط التماس مع الضفة الغربية، مع تركيز استمرار الاستنفار في البلدة القديمة بالقدس والمسجد الأقصى الذي سيسمح للرجال من جميع الأعمال بالصلاة فيه في ضوء الوضع على الأرض، حيث يتوقع أن يؤدي نحو 70 ألف فلسطيني صلاة الجمعة خلال شهر رمضان.
القدس دوت كوم

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة