لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“الرحمة لطلبة وطالبات الثانوية العامة في فلسطين”



بقلم :د.تهاني رفعت بشارات

في فلسطين، حيث يختلط التاريخ مع الحاضر، وتتداخل الأحلام مع الواقع القاسي، يقف طلبة الثانوية العامة كأبطالٍ صامدين في وجه التحديات والمصاعب. لقد عانوا لسنوات طويلة من التحديات المتنوعة، لكن السنوات الأربع الأخيرة كانت الأكثر قسوة وشدة، حتى باتت الأيام تتشابك لتروي حكاية صمود وتحدي.

سنوات الجائحة

عندما اجتاح فيروس كورونا العالم، لم يكن يعلم طلبة فلسطين أن هذه الجائحة ستحمل معها تحديات جديدة تتجاوز حدود المرض. تحول التعليم إلى النمط الإلكتروني، وتقطعت السبل بين الطلاب ومدارسهم. لقد كانت الشاشات الباردة بديلاً عن الفصول الدافئة، وأصبح التواصل الافتراضي بديلاً عن التفاعل الحي بين المعلم والطالب. في ظل هذه الظروف، واجه الطلاب صعوبات في التأقلم مع هذا النمط الجديد، وانعكس ذلك على تحصيلهم الدراسي ونفسيتهم.

الإضرابات والتعطيلات

لم تكد الجائحة تنتهي، حتى بدأت موجة من الإضرابات والاعتصامات الخاصة بالمعلمين، مما أثر بشدة على سير العملية التعليمية. أصبح الطلاب كالسفن في بحر هائج، تتقاذفهم الأمواج بين الإضرابات والانقطاعات، حتى بات من الصعب عليهم متابعة دراستهم بانتظام. كانت هذه الفترة كفصلٍ شتوي عاصف، حيث لا يرى الطالب نور العلم بوضوح بسبب غيوم الإضرابات الكثيفة.

الحرب والقمع الفكري

وجاءت السنة الحالية، لتكون الأشد قسوة. الحرب الغاشمة على غزة والضفة الغربية، والاقتحامات المستمرة، وسياسة القمع الفكري والتجهيل، جعلت من المدارس ساحاتٍ للصراع بدلاً من أن تكون بيوتًا للعلم والمعرفة. كانت المدارس تُغلق بين الحين والآخر بسبب الظروف الأمنية الصعبة، وكأن التعليم قد أصبح رهينة لهذه الأوضاع القاسية. بات الطلاب يشعرون بأنهم في معركة يومية من أجل الحصول على حقهم في التعليم، وهو حق أساسي يجب أن يكون مكفولاً للجميع.

امتحانات التوجيهي

عندما حان وقت امتحانات التوجيهي، كانت النفوس مثقلة بالتعب والإرهاق. فوجئ الطلاب بصعوبة امتحان اللغة العربية وامتحان الرياضيات، وكأن تلك الامتحانات جاءت لتزيد من حمل الأعباء على أكتافهم المرهقة. أصبح التوجيهي كأنه قمة جبل شاهق، يتسلقها الطلاب بأظافرهم وسط الرياح العاتية، محاولين الوصول إلى القمة رغم كل الصعوبات.

نداء للرحمة والعدل

في ظل هذه الظروف القاسية، نناشد وزارة التربية والتعليم والقائمين على كتابة وتصحيح الامتحانات أن يراعوا ظروف الطلاب الصعبة. إنهم ليسوا مجرد أرقام في سجلات الامتحانات، بل هم أرواح تنبض بالأمل والتطلعات. يجب أن تكون الامتحانات عادلة ومناسبة لمستويات الطلاب، وأن تلتزم بالمناهج الدراسية المعتمدة، حتى يشعر الطلاب بأن هناك عدالة ورحمة تلبي احتياجاتهم وتراعي ظروفهم.

أهمية النتائج

إن الجميع ينتظر النتائج بفارغ الصبر، فهذه ليست مجرد نتائج امتحانية، بل هي أحلام وآمال الكثيرين من الطلاب وعائلاتهم. إنها تعكس جهودهم وكفاحهم في ظل هذه الظروف الصعبة. الرحمة لأبنائنا وطلابنا الذين يبذلون أقصى جهدهم لتحقيق النجاح في ظل هذه الظروف. يجب أن تكون النتائج مرآة لمدى الجهد الذي بذله الطلاب، وأن تكون منصفة لتضحياتهم وكفاحهم.

في الختام، أود أن أذكر مقولة شهيرة لنلسون مانديلا : “التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم”. أولادنا هم أغلى ما نملك، وهم بناة المستقبل. يجاهدون بالدراسة في ظل الظروف الصعبة، لذا يستحقون منا كل دعم وتقدير ورحمة. التعليم هو النور الذي يضيء طريقهم نحو مستقبل أفضل، ويجب أن نكون عونًا لهم في هذا الطريق، حتى يكونوا هم الشعلة التي تضيء مستقبل فلسطين.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة