الرعاية للطلاب الموهوبين بين الواقع والطموح
بقلم . دمحمود حسين
عادةً ما يتم الربط بين الطفل الموهوب والذكاء، ومن هنا يمكن صياغة تعريف للطفل الموهوب بأنه الفرد الذي يتمتع بقدرات عقلية عامة، وقدرات إبداعية مختلفة عن أقرانه، والذي تكون نسبة ذكائه مساوية أو أعلى من 130 درجة على مقياس الذكاء. يؤدي الآباء والمجتمع الدور الأكبر في دعم الأفراد الموهبين والمتفوقين، وحتى يستطيع هؤلاء الأفراد الوصول إلى أقصى درجات إمكاناتهم وقدراتهم، فإنّ على المجتمع توفير الأسلوب المناسب للتعامل معهم، وفيما يأتي نذكر دور كل عنصر في المجتمع في رعاية الفرد الموهوب، الموهوب هو الذي يوجد لديه استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر، وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافر له بشكل متكامل في برامج الدراسة العادية، ويتم اختياره وفق الأسس والمقاييس العلمية الخاصة والمحددة وفق إجراءات برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم.
تُعدّ عملية الكشف من أهم المراحل في البرنامج، لأنها تهدف إلى التعرّف إلى الطلبة الموهوبين بهدف تقديم الخدمات والبرامج التربوية المناسبة لهم، التي تعمل على تلبية حاجاتهم وتتحدى قدراتهم وتعمل على تنميتها وتطويرها.
وتتضح أهمية الكشف من إسهامها في:
ضبط نظام الالتحاق في البرامج الخاصة للموهوبين، وتحديد نوع الموهبة ومستواها، مما يساعد على تحديد حاجات الطلبة الموهوبين، وتوجيه الطلبة إلى البرامج الأكثر ملاءمةً لتنمية مجالات تميزهم.
إستراتيجية رعاية الطلاب الموهوبين تقوم استراتيجية رعاية الموهوبين على تجميع الموهوبين حيث يُسمح بتعليم الموهوبين ذوي الاستعدادات المتكافئة والميول المتقاربة، والاهتمامات الخاصة المتشابهة أو المشتركة في مجموعات متجانسة أو غير متجانسة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمي في دراستهم، والنمو لمواهبهم.
دور المعلمين حتى يستفيد المجتمع من الطاقات والقدرات الأفراد الموهوبين فإنّ عليهم أولاً توفير بيئة تعليمية جيدة ومتخصصة لهم، وإنّ من أهم العناصر في هذه البيئة هم المعلمين، وتكمن أهميتهم في مساعدة الأفراد الموهبين في تنمية قدراتهم، ومواهبهم بالتعاون مع الآباء، وقد يكون من الصعب التعامل مع الأطفال الموهوبين بسبب قدراتهم المعرفية والفكرية العالية داخل الغرفة الصفية، ولهذا على المعلمين امتلاك المهارات اللازمة للتعامل مع الفرد الموهوب، وقد يتطلب في بعض الأحيان استخدام استراتيجيات مع الموهوب مثل التسريع.
دور لجنة رعاية الطلاب الموهوبين:
تهدف لجنة رعاية الموهوبين إلى التعرف على الطلاب الموهوبين بالمدرسة وذلك بهدف الرعاية العلمية لهم بما يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم، وتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية وتوعية المعلمين وأولياء أمور الطلاب الموهوبين بخصائص أبنائهم، وتفعيل البرامج والخدمات المدرسية في رعايتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم وتنميتها، وتهيئة بيئة المدرسة بما يتناسب مع هذه الفئة، و الاستفادة من إمكانيات الجامعات والكليات والمراكز المتخصصة بما يعود بالنفع على الطلاب الموهوبين وتنمية قدراتهم ومواهبهم.
الرؤية المستقبلية:
تتبنى لجنة رعاية الموهوبين مبدأ التعامل مع كافة الطلاب على أنهم قابلين جميعا للتطوير حيث تتبع خطة منهجية وتعليمية تعبر بوضوح عن الأهداف والتوقعات المرجوة من الطلاب في مختلف المراحل.
ويعمل معلمو الموهبة على خلق بيئة صفية ينهمك فيها الطلاب في البحث عن مواهبهم واهتماماتهم، من خلال الاكتشاف الشخصي والمقدرة على المفاضلة والاختيار الصحيح، والمشاركات الفاعلة النشطة، وبناء ثقة الطلاب بأنفسهم وتطوير الدافعية اللازمة لكي يصبحوا متعلمين جيدين