أكد قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، في مداولات مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بـ”صورة قاطعة”، بأن جيش الاحتلال سيكون “قادرا على الانسحاب الكامل من قطاع غزة لمدة 6 أسابيع”، في إطار صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بموجب اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 290 يوما.
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) مساء اليوم، الإثنين؛ وأشارت إلى أن الموقف الذي قدمته أجهزة الأمن الإسرائيلية لنتنياهو “كان حازما”، علما بأن الأسابيع الـ6 تأتي في إشارة إلى المرحلة الأولى من مقترح التي من المفترض أن تتواصل 42 يوما وتشمل ما يسمى بـ”الفئة الإنسانية” في الأسرى.
واعتبر قادة الأجهزة الأمنية، بحسب ما نقل التقرير عن مصادر أمنية مطلعة، أن “هذه الفترة الزمنية القصيرة (الأسابيع الـ6) لن تسمح لحماس بإعادة تأهيل نفسها بطريقة حرجة بوسائل حربية جديدة، أو بناء وإعادة تأهيل الأنفاق”، وقالوا في رسالة لنتنياهو: “نحن ندرك التداعيات الأمنية، ولكن الآن هو الوقت المناسب لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن”.
وأفاد التقرير بأن رسالة كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية تتضمن إشارة إلى قضيتين رئيسيتين محل خلاف حاليًا: تتمثل الأولى بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، الأمر الذي كانت إسرائيل قد وافقت عليه في 27 أيار/ مايو قبل أن يطرحها نتنياهو مجددا كقضية خلافية، والقضية الثانية تتعلق بتواجد قوات الاحتلال على طول محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
وشدد التقرير على أن هذا الموقف جاء بإجماع كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، بما في ذلك وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي يتولى كذلك مهمة قيادة الوفد الإسرائيلي المفاوض في المحادثات مع الوسطاء، بالإضافة إلى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار.
وأمس الأحد، وافق نتنياهو على إيفاد مفاوضين لإجراء محادثات مع الوسطاء، يوم الخميس المقبل، في محاولة لدفع المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وذلك بعد مداولات معقدة استغرقت نحو 6 ساعات؛ في حين اعتبرت عائلات أسرى محتجزين في غزة أن نتنياهو يماطل بشكل “غير مبرر”.
وخلال المداولات المطولة التي عقدت لدى نتنياهو، شددت أجهزة الأمن الإسرائيلية لـ”القيادة السياسية” على أن “الجيش الإسرائيلي سيعرف كيفية التعامل مع الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من الصفقة (42 يوما)، لأن حماس غير قادرة على بناء الأنفاق خلال تلك الفترة”، بحسب ما أفادت “كان 11” أمس، الأحد.
ويواجه نتنياهو ضغوطا أميركية وداخلية بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وسط اتهمات لنتنياهو بوضع العراقيل في المفاوضات في محاولة لإحباط التوصل إلى صفقة، بدوافع سياسية تتعلق بتمسكه في السلطة في ظل تهديدات شركائه بحل الحكومة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقتل اثنين منهم خلال احتجازهما لدى حماس؛ وأفادت التقارير الإسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى أن الأسيرين قتلا في الهجمات الدامية التي شنها الاحتلال على خانيونس؛ وقال المنتدى، في بيان، إن مقتل الأسيرين يمثل “تذكيرا صارخا بالحاجة الملحة لإعادة الرهائن”.
ويرتقب أن يصل إلى الدوحة، يوم الخميس المقبل، وفد إسرائيلي يقوده رئيس الموساد، دافيد برنياع، لبحث مطالبها الجديدة بشأن صفقة التبادل، ومن المقرر أن يلتقي الوفد رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث ثلاثة مطالب إسرائيلية، من بينها السيطرة على عودة النازحين إلى شمال غزة.
ويتمحور الوقف المرتقب للأعمال القتالية حول اتفاق مرحلي يبدأ بهدنة مدتها محددة (6 أسابيع)؛ علما بأن المناقشات الأخيرة ارتكزت على إطار العمل الذي حدده الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أواخر أيار/ مايو الماضي، في ما قال إنه مقترح إسرائيل علما بأن نتنياهو هو من يعطل المضي قدما بموجبه.
ويطالب نتنياهو بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا الذي يمتد مسافة 14 كيلومترا على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وأن تتحكم إسرائيل بعودة المدنيين إلى شمالي القطاع؛ كما يطالب الجانب الإسرائيلي بـ”حلّ مشكلة تمركز قواتها في غزة” قبل بدء الهدنة.