أعلن قائد حركة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، أنّ جبهة الإسناد اليمنية دشّنت المرحلة الخامسة من التصعيد، عبر عملية “يافا إلى يافا المحتلة”، التي استهدفت فيها القوات المسلحة اليمنية “تل أبيب” بمسيّرة “يافا”، الأسبوع الماضي.
وأكد الحوثي، في كلمة ألقاها الخميس، أنّ الاحتلال (الإسرائيلي) “اندهش من عملية يافا، وصُدم بسبب أهمية الهدف الذي تم ضربه، والمسافة الطويلة التي اجتازتها الطائرة” اليمنية الصنع.
وبلغت هذه المسافة ما يزيد على 2200 كلم، كما ذكر الحوثي، وقد تمكّنت المسيّرة من “اختراق كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها الاحتلال، من قِبل حماته ومن يتجنّدون من أجل دعمه”.
وشدّد الحوثي على أنّ استهداف “تل أبيب”، التي تضمّ أهم المنشآت والمراكز بالنسبة للاحتلال، يمثّل “نقطةً حساسةً لألم الاحتلال وتكبّره وتغطرسه”، مؤكداً أنّ ضربها يعني أن “لا مكان آمناً بعد للإسرائيليين في فلسطين المحتلة”.
“عملية يافا صدمت الإسرائيليين وأصابتهم بالهلع”
كذلك، تحدث قائد أنصار الله عما أدت إليه “عملية يافا” لدى الاحتلال، مؤكداً أنّها “أصابت المستوطنين المحتلين بالهلع، بحيث خرج الكثيرون منهم إلى الشوارع، ولاسيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة”.
وعلى صعيد قيادة الاحتلال، عبّر مسؤولون، كما تابع الحوثي، عن “صدمتهم من عملية يافا، وقال أكثرهم إجراماً إنّ إسرائيل فقدت الأمن، وأنّه تم تجاوز الخطوط الحمراء”.
وأشار إلى حديث موقع عبري عن “وجود خلل عملياتي خطير وعمى كامل، على الرغم من التأهب في جميع الجبهات”، بعد “عملية يافا”.
وأضاف أنّ الاحتلال رأى أنّ العملية “تمثّل مرحلةً جديدةً من الحرب، ما يجعلها صراعاً إقليمياً متعدد الجبهات، وتمثّل أيضاً بعداً جوياً جديداً، يتحدى قدرات سلاح الجو وجيش الاحتلال بأكمله، بحيث تم اختراق التقنيات والقدرات المعادية”.
“نسعى لنكون مشكلةً خطرةً بالنسبة إلى إسرائيل”
كذلك، أكد قائد أنصار الله أنّ الاحتلال “يعرف مدى جدية الشعب اليمني وقواته المسلحة وتوجهه الرسمي والشعبي الصادق لإسناد غزة”، وهو ما ظهر عبر حديثه عن “صعوبة ردع اليمن”.
وأشار أيضاً إلى أنّ “الإعلام العبري تحدّث عن أنّ اليمنيين أثبتوا عبر ضرب تل أبيب أنّهم يمثّلون مشكلةً خطرةً على إسرائيل”، مؤكداً: “هذا ما نريده ونسعى له”.
كما لفت إلى حديث وسائل إعلام عبرية عن “الصدمة الكاملة التي عاشتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعد عملية يافا”، مضيفاً أنّ “صدماتٍ أكبر ستأتي” على الاحتلال.
إضافةً إلى ذلك، “اعترف الاحتلال بأنّ اليمن يصنع أسلحةً متقدمةً لضرب جيش الاحتلال، ويعترف بتأثير العمليات على وضعه الاقتصادي وتراجع البورصة”، كما تابع الحوثي.
وفي هذا الإطار، شدّد على أنّه “من الجيد أن تكون نظرة الاحتلال إلى الشعب اليمني وقواته المسلحة على أنّهم (عدو) خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة”، مؤكداً أنّ هذا الأمر “يدلّ على فعالية ما يقوم به اليمن”.
وأضاف: “نريد أن يبقى دور شعبنا وقواته المسلحة بهذا المستوى من التأثير والفعالية، والحضور الكبير المساند لفلسطين. ولا نزال في تطوير مستمر لتكون القدرات أكثر فعاليةً، وأكثر تدميراً وضرراً وتنكيلاً بالاحتلال”.
“العدوان على الحديدة لن يحقق الردع ضد اليمن”
قائد أنصار الله تحدّث أيضاً عن تناول الإعلام الأميركي “عملية يافا”، حيث ذكروا أنّ العملية “هي أخطر الهجمات تخريباً لأمن جيش الاحتلال، بعد عملية الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، التي شنّتها المقاومة في قطاع غزة، كما تابع الحوثي.
أما الإعلام البريطاني، فـعبّر عن “اندهاشه من قدرة المسيّرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية لدول وجيوش”، بحسب ما ذكره الحوثي.
في المقابل، أكد أنّ العدوان الإسرائيلي على مدينة الحديدة اليمنية “لن يحقق الردع لمنع العمليات اليمنية المساندة لغزة، وهذا ما يقرّ به الإسرائيليون”.
وأضاف أنّ “الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضياً، وفي سياق الاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني، ومحاولة لردع اليمن عن مناصرة فلسطين وإسنادها”، مشدداً على أنّ المستوطنين “يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته، ولذلك هم يرونه عدواً غريباً لا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة”.
في السياق نفسه، جدّد الحوثي تأكيد أنّ “الرد على العدوان الإسرائيلي آتٍ ولا بد منه”، مؤكداً أنّ “موقف الشعب اليمني قوي جداً، وهو ثابت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها”.
وأشار إلى أنّ “التضامن كان كبيراً مع اليمن بعد العدوان الإسرائيلي، من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا”. ومن خارج محور المقاومة، كان هناك تضامن على المستوى الرسمي أيضاً، إذ “عبّرت بعض الأنظمة العربية والإسلامية عن تضامنها وإدانتها الصريحة”.
وعلى الصعيد الشعبي كذلك، كان التضامن “واسعاً من مختلف دول العالمين العربي والإسلامي”، بحسب ما أكده قائد أنصار الله.
وفيما يرتبط بالعمليات التي تنفّذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، أكد الحوثي أنّ “الولايات المتحدة فشلت في منعها”، مشيراً إلى أنّ “القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، أكد ذلك في رسالة سرية لوزير الدفاع”، لويد أوستن.
وإذ أشار الحوثي إلى أنّ الاحتلال “يعترف بأنّ الحرب في قطاع غزة هي المحرك الرئيس لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني”، فإنّه شدّد على أنّ “مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراقية سيشهد تطوراً مهماً في المرحلة المقبلة”.
كذلك، تحدّث قائد أنصار الله عن توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاقاً في الصين، مؤكداً أنّ هذا الأمر “مهم جداً لتعزيز حالة التعاون ومواجهة العدو، وخطوة متقدمة لإنهاء الانقسامات”.
“خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان مأزوماً”
أما عن الخطاب الذي ألقاه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي، فقال قائد أنصار الله إنّ “نتنياهو حظي باهتمام لم يحظ به حتى الرئيس الأميركي”.
وأكد الحوثي أنّ هذا الاحتفاء “هو احتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية، وهو يدلّ على مستوى الدور الأميركي المشترك في الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
ووصف الحوثي الخطاب بـ”المأزوم والمشحون بالأكاذيب”، معتبراً أنّه “يظهر المأزق الذي وصل إليه نتنياهو، كما يظهر عدوانيته وإجرامه”.
وإذ طلب نتنياهو من العرب “التحالف مع إسرائيل ضدّ إيران” خلال خطابه، تساءل الحوثي: “ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟”، مؤكداً أنّ “إيران لا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لأنّها في موقع القوة”.
ورأى أنّ “الكلام عن تحالف أبراهام يعني مطالبة العرب بالتعاون مع الاحتلال ضد فلسطين وضد أنفسهم وضد المسلمين، وهو كلام سخيف”، مضيفاً أنّ “من العرب من يتغابى ويكرر منطق العدو، بينما خرجت مظاهرات في الولايات المتحدة احتجاجاً ضد نتنياهو”.
وتابع: “نتنياهو شكا من عملية يافا، ونحن نؤكد له أنّ المزيد من العمليات التي تستهدف تل أبيب آتٍ”.
“المقاومة في غزة تقاتل ببسالة”
وتطرق قائد أنصار الله في كلمته إلى الوضع الإنساني الصعب، الذي يعانيه قطاع غزة من جراء حرب الإبادة (الإسرائيلية) المستمرة ضده، مشيراً إلى أنّ من جرائم الاحتلال في هذا الأسبوع، هو العدوان المتكرر على الأحياء الشرقية لخان يونس، جنوبي القطاع، بعد العودة البسيطة لمظاهر الحياة.
ولفت الحوثي إلى أنّ الاحتلال يركّز اعتداءاته على مراكز إيواء النازحين والمناطق التي يزعم أنّها “آمنة”، بعد نزوح الناس إليها.
وأضاف أنّ حجم الإجرام (الإسرائيلي) في قطاع غزة فظيع جداً، مشيراً في هذا الإطار إلى شهادة الأطباء الغربيين الذين عملوا في القطاع في ظل الحرب، ولافتاً إلى أنّ الاحتلال يتعمّد استهداف الأطفال بالقصف والقنص وكل وسائل القتل.
وإزاء ذلك، أكد الحوثي أنّ ما يفعله الاحتلال في قطاع غزة، هو إجرام وطغيان وهمجية ووحشية، مشدداً على أنّ “كل المنتسبين إلى جيش الاحتلال تجردوا من أي مشاعر إنسانية”.
وعلى الرغم من حجم التدمير والاستهداف المستمر في قطاع غزة، لا تزال المقاومة “تقاتل ببسالة وثبات”، كما أكد قائد أنصار الله.
في هذا السياق، ذكر الحوثي أنّ المجاهدين في قطاع غزة يواصلون استهداف آليات الاحتلال بصورة فعالة ومتزايدة، بحيث تمكنوا من “إصابة 500 دبابة تابعة لجيش الاحتلال وتدميرها، وهذا عدد كبير، عدا عن الآليات الأخرى”.
وتحدّث أيضاً عن الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال، إذ أعلن الاحتلال “إصابة 9250 جندياً في إحصائية رسمية، إلا أنّ هذا الرقم قد يكون قليلاً مقارنةً بالرقم الحقيقي”، كما أضاف.
أما عن الضفة الغربية، فأشار قائد أنصار الله إلى مواصلة الاحتلال اعتداءاته على المدن والبلدات والقرى. وأضاف أيضاً أنّ الاحتلال كثّف اقتحامات المسجد الأقصى وتدنيس باحاته.
المصدر: الميادين