طلبة غزة يغيبون قسرا عن قوائم أوائل الثانوية العامة
39 ألف طالب وطالبة حرمهم الاحتلال من التقدم لامتحان الثانوية العامة
أعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج امتحان الثانوية العامة في دورته الأولى للعام الدراسي 2023-2024، لـ50 ألف طالب وطالبة ممن تقدموا للامتحان في محافظات الضفة الغربية، والمدارس الفلسطينية بالخارج.
بينما حرمت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر، 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات “التوجيهي”، إما بسبب ارتقاء المئات منهم ضحايا في العدوان، أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الحرب وما تسببت به من تدمير شامل لبنية العملية التربوية.
وخلال دورة العام الماضي 2022-2023، تزينت قوائم الأوائل في الفروع: الأدبي، العلمي، الصناعي، الزراعي، الشرعي، الريادة، الفندقي، والمنزلي، بأسماء 23 طالبا وطالبة من قطاع غزة من أصل 44 طالبا وطالبة، لكن أسماء طلبة غزة المتفوقين غابت قسرا عن قوائم الأوائل.
ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن نحو 500 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استُشهد في الضفة الغربية 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر آب/ أغسطس المنصرم.
وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هناك أكثر من 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المفقودين، وهناك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.
ووفقا لمعطيات رسمية وأممية، فقد دمر الاحتلال 116 مدرسة بالكامل و331 مدرسة بشكل جزئي، واستهدف الاحتلال أكثر من 150 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، التي تحولت كمراكز إيواء للنازحين، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم التزامها الكامل إزاء طلبة “التوجيهي” من أبناء قطاع غزة، وأقل ذلك عقد دورة خاصة لهم لتقديم الامتحانات حال توفر الظروف الموضوعية، والوصول إلى الحد الأدنى من المادة التي يجب أن يُمتحنوا فيها.
ووضعت الوزارة خططاً لإنقاذ العام الدراسي بالوسائل المتاحة للمراحل التعليمية كافة، والتي يتطلب الشروع في تنفيذها وقف العدوان.
ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة الحرمان من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال 19 خبيرا ومقررا أمميا إن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم “الإبادة التعليمية” التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.
وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: “عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك”.
وجاء في البيان أن “الهجمات القاسية المستمرة” على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم”.