الضفة تشتعل: تصعيد عسكري وأفق سياسي غامض
تلفزيون الفجر: مرام كنعان – في ظل تصاعد الأحداث في الضفة الغربية، بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة، وبالتحديد في مدن طولكرم، جنين، وطوباس، مع التركيز في البداية على مخيمات اللاجئين. ثم توسعت هذه العمليات لتشمل المناطق الحضرية، مما يشير إلى نية إسرائيلية واضحة في إعادة فرض السيطرة العسكرية في هذه المناطق.
يقول د. أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في الجامعة العربية الأمريكية خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن هذه العمليات ترتبط بشكل وثيق بوجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزراء مثل إيتمار بن غفير ، وسموتريش. وهذه الحكومة اليمينية تُعتبر دافعاً رئيسياً للتصعيد، حيث يسعى نتنياهو إلى تحقيق توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، في محاولة للحفاظ على استقرار حكومته.
ويشير يوسف إلى أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال الضفة، وخاصة من جنين، خلال فترة فك الارتباط عام 2005 تحت قيادة أرئيل شارون، قد يكون أحد الأسباب وراء هذه العمليات العسكرية، و يُعتقد أن أحد أهداف هذه العملية هو إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة لتشجيع الاستيطان.
وأضاف أن الوضع الحالي يشهد تصعيداً متزايداً، ومن المحتمل أن تتوسع العمليات إلى مخيمات أخرى، مثل تلك الموجودة في مدينة نابلس، واللافت للنظر، أن الرد الفلسطيني جاء من جنوب الضفة الغربية، مما يُعتبر أمراً طبيعياً في ظل التوترات المتزايدة
ويرى أن المقاومة الفلسطينية تشكل عاملاً مهماً في هذه المواجهة، حيث لا يمكن فصل ما يجري في جنين وشمال الضفة عن الأحداث في جنوبها وقطاع غزة.
وتابع يوسف خلال حديثه أن العمليات الجارية لن تشكل عقبة أمام التوصل إلى صفقة تبادل محتملة، بل قد تكون وسيلة للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في المفاوضات السياسية التي تقودها الولايات المتحدة بمساعدة مصر وقطر.
وعلى الرغم من الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي والضغوط الداخلية المتزايدة، بما في ذلك الإضرابات، فيعتقد أن هذه التطورات لم تحقق اختراقاً واضحاً فيما يتعلق بالصفقة المحتملة، وأن حكومة نتنياهو قد تستمر في استغلال هذه الحالة لتحقيق مصالحها السياسية، خاصة في ظل ضعف المعارضة الإسرائيلية وعدم قدرتها على تقديم جبهة قوية ضد نتنياهو.
ويشير إلى أن المشهد في الضفة الغربية سيظل مضطرباً، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية وتأثيرها المحتمل على السياسات الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يستمر نتنياهو في استخدام جبهات الصراع في الضفة الغربية وجنوب لبنان لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وضمان بقاء حكومته في السلطة.