قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش إن مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته من الأخطار المحدقة به من مخططات التهويد والتقسيم وحتى خطر الهدم والتدمير تقع على عاتق جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وليس في أعناق الفلسطينيين وحدهم الذين شرّفهم الله بأنهم رأس الحربة وطليعة الأمة في معركة الدفاع عن شرف الأمة وعقيدتها الإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
جاءت أقوال الهباش خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الكبير بالعاصمة الروسية موسكو.
وأكد الهباش أن أهالي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس في عموم أرض فلسطين الذبيحة يواجهون اليوم أعتى عدوان عرفته الإنسانية يستهدف البشر والشجر والحجر والمقدسات، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس العاصمة، راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير كامل للبنية التحتية والمنازل والمساجد والكنائس.
وأضاف قاضي القضاة خلال خطبة الجمعة أن المسجد الأقصى اليوم يواجه حربا ضروسا ويتعرض لمحاولة تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديني في رحابه الطاهرة، مضيفاً أننا نسمع بعض التصريحات التي تصدر من قادة الاحتلال الإسرائيلي بأنهم يريدون بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى إلا أننا نؤكد ونقول أن المسجد الاقصى المبارك بكل سنتيمتر فيه وبكل أسواره وساحاته ومرافقه ومبانيه بما فيه حائط البراق، مكان إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه ولا يمكن أن يكون إلا مسجداً إسلامياً ومن مسؤولية المسلمين، ولا يمكن أن نسمح بتأدية العبادة فيه إلا للمسلمين فقط.
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني يتشرف بأنه يقف في الخندق الأول مدافعا عن المسجد الأقصى، ولكنه في نفس الوقت يتطلع إلى أمة الإسلام لتكون معه في أداء هذا الواجب، وفي القيام بواجب أمانة الدين وأمانة التاريخ، وهذه الأمانة في أعناق المسلمين أفراداً وشعوبا ودولا ومؤسسات وعلماء، وعلى الجميع مسؤولية تجاه المسجد الأقصى المبارك، داعياً أن يظل المسجد الأقصى في وعي وثقافة وواقع المسلمين.
وفي نهاية الخطبة، ثمن الهباش مواقف جمهورية روسيا الاتحادية صديقة فلسطين الداعمة والثابتة تجاه القضية الأولى للعالم وهي القضية الفلسطينية، مشيداً بالعلاقات الفلسطينية الروسية وبالدور الريادي لمسلمي جمهورية روسيا من خلال مجلس شورى المفتين للحفاظ على القواسم المشتركة وتعزيزها بين الشعوب الإسلامية، موجهاً تحية باسم الشعب الفلسطيني، تحية المرابطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس لشعب روسيا الاتحادية ولكل الأخيار وأنصار الحرية والإنسانية في كل العالم.