محلل سياسي لتلفزيون الفجر : تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله دون إعلان حرب شاملة”
تلفزيون الفجر | مرام كنعان – في ظل التوترات المتصاعدة على الجبهة الشمالية، تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا بين إسرائيل وحزب الله، حيث يواصل الطرفان تبادل الهجمات دون الوصول إلى مرحلة الحرب الشاملة. في هذا السياق، تحاول إسرائيل الضغط على حزب الله للقبول بالمقترحات الأمريكية الخاصة بفصل جبهتي لبنان وغزة، بينما يرد حزب الله بإطلاق صواريخ نحو المدن الإسرائيلية، في إطار محاولته إعادة ترميم صفوفه القيادية بعد الضربات الأخيرة.
أوضح المحلل السياسي فؤاد اللحام خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله يأتي في ظل توترات متزايدة، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى الحرب الشاملة، وأن المقترح الإسرائيلي الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن صفقة تبادل الأسرى لا يُعتبر حلاً جادًا، بل هو أشبه بمقترح “استسلام” موجه أساسًا للجمهور الإسرائيلي والرأي العام العالمي.
وبيّن اللحام أن المقترح الذي تم الحديث عنه تضمن ممرًا آمنًا لخروج يحيى السنوار من غزة وتسليم السلاح، وهو ما تراه المقاومة أمرًا غير مقبول على الإطلاق. وأكد أن هذا المقترح، الذي وصفه بـ “الميت قبل ولادته”، لا يعدو كونه دعاية سياسية.
وفيما يتعلق بتوقعات تصعيد أكبر على الجبهة اللبنانية، قال اللحام إن بعض المسؤولين الأمريكيين يتوقعون تصعيدًا كبيرًا بين إسرائيل وحزب الله خلال الأيام المقبلة. وأوضح أن تصريحات الولايات المتحدة حول التوقعات تأتي وكأنها تعبر عن قرار أمريكي بخوض معركة إقليمية بأدوات إسرائيلية مشيراً إلى أن الطرفين، إسرائيل وحزب الله، حتى اللحظة يحاولان تجنب استخدام مصطلح “الحرب الشاملة”، مع التركيز على ردود عسكرية محددة دون تجاوز خطوط معينة.
وتابع اللحام حديثه حول رد حزب الله الأخير، حيث قصف مناطق حيفا وكرياتي بيالك كجزء من رد أولي على الجرائم الإسرائيلية، لكنه لم يعلن عن حرب وأن ما يجري حاليًا يمكن اعتباره “مفاوضات بالنار” حيث تحاول إسرائيل الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأمريكي القاضي بفصل جبهتي لبنان وغزة، بينما يتمسك الحزب بموقفه بعدم إمكانية الفصل بين الجبهتين.
في سياق آخر، أشار اللحام إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت إلغاء جلسة المجلس الوزاري المصغر واستبدالها باجتماع كامل للحكومة الموسعة، مرحجاً أن هذا قد يكون دليلاً على استعداد إسرائيل لإعلان حالة حرب، لأن الحكومة الموسعة وحدها تمتلك الصلاحية القانونية لاتخاذ مثل هذا القرار لكنه لم يستبعد أن يكون الهدف من الاجتماع هو إطلاع أعضاء الحكومة على آخر التطورات الأمنية.
وحول توسع دائرة القصف من قبل حزب الله لتشمل حيفا وعكا، أوضح اللحام أن هذا يعكس محاولات الحزب لإعادة ترميم قدراته القيادية التي تضررت بفعل اغتيال عدد من قياداته.
ولفت إلى أن حزب الله يواجه خيارين إما ترميم قياداته بهدوء، وهو أمر غير ممكن في ظل التصعيد الحالي، أو الترميم تحت النار، وهو الخيار الذي اختاره الحزب.
وأضاف اللحام أن حزب الله يعتمد على التصعيد التدريجي كوسيلة لاستعادة قدراته القيادية، مؤكدًا أن الحزب لم ينهِ رده بعد على الهجمات الإسرائيلية، حيث لا يزال هناك احتمال لتصعيدات مستقبليةو أن الرد الأخير لم يشمل الرد على اغتيال قيادات الحزب، مما يفتح المجال أمام مزيد من التصعيد في المستقبل.
وشدد اللحام على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا التصعيد ومدى تأثيره على المنطقة.