تلفزيون الفجر | هنا خلايفة – بين دمار البيوت وصمت الشوارع، وبين أنقاض الذكريات التي محتها الحرب، يقف أهل غزة في مواجهة حرب إبادة مستمرة منذ 365 يومًا، عام كامل من القصف والدمار ومن فقدان الأحبة وتدمير الحياة اليومية، ومع ذلك، ما زال هذا الشعب يثبت للعالم أن غزة هي رمز الصمود.
قال الكاتب والإعلامي رامي مهداوي في لقاء مع تلفزيون الفجر، إن ما شهده قطاع غزة على مدار هذا العام لم يكن مجرد أرقام لضحايا وجروح، بل كان محوًا حقيقيًا للذاكرة الفلسطينية جسدًا وأرضًا وروحًا في كل بيت مدمر، وفي كل عائلة منكسرة، تكمن قصص إنسانية لا تُحصى، قصص لآباء وأمهات وأطفال كانت حياتهم مفعمة بالحيوية قبل أن تدمّرها الحرب.
وأشار مهداوي إلى أن الحرب في غزة هي حرب مستمرة على الذاكرة، ما يحدث ليس فقط قصفًا أو تدميرًا ماديًا، بل هو محاولة لمحو الهوية الفلسطينية وذكرياتها اليومية، مضيفًا أن كل شهيد هو قصة وحكاية تعجز الأرقام عن سردها.
وشدد مهداوي على أن الألم الذي يعانيه أهل غزة لا يتوقف عند حدود القطاع، بل يمتد إلى كافة محافظات الوطن الفلسطيني، مشيرًا إلى المجزرة الأخيرة في مخيم طولكرم كدليل آخر على سياسة الاحتلال الهادفة إلى تدمير حياة الفلسطينيين.
وتحدث مهداوي عن المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي غزة، من فقدان أحبائهم وتدمير بيوتهم، إلى معاناتهم في مواجهة الحياة بلا ماء ولا كهرباء ولا مأوى. ومع ذلك، أكد أن الأمل دائمًا موجود، “الأمل هو ما يختبئ في كل زاوية من زوايا غزة، هو ابتسامة الطفل على الشاطئ، وهو تجمع العائلة على المائدة، حتى في ظل هذا الدمار الهائل.”
وذكر مهداوي أن غزة قبل السابع من أكتوبر كانت مليئة بالحياة والإبداع، شواطئها ومخيماتها كانت تمثل رمزًا للصمود وحيث تميز شبابها بالإبداع والحيوية في مختلف المجالات.
ولفت مهداوي إلى أن غزة كانت تعاني قبل الحرب أيضًا من الحصار والبطالة والفقر، ما جعل الحرب الحالية مضاعفة الألم والمأساة.
وختم مهداوي حديثه بدعوة إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية لتجاوز لغة الأرقام والتقارير الجافة والتركيز على القصص الإنسانية التي تحكيها عيون أهل غزة، ودعا المبدعين الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم إلى إعادة سرد الرواية الفلسطينية بما يتجاوز المأساة، والتركيز على الأمل والصمود الذي ينبض في كل ركن من أركان هذه الأرض المحاصرة.
بين ركام الحرب وظلال الألم، يتشبث الشعب الفلسطيني في غزة بالأمل، مصمماً على إحياء ذكرياته ورفض الاستسلام، وكما قال الكاتب رامي مهداوي: “الأمل مزروع في رمال وشواطئ غزة، فهو يتجدد مع كل ابتسامة طفل، ومع كل صمود لعائلة.”