تصاعد القيود الرقمية: استهداف ممنهج للمحتوى الفلسطيني وعزله عن العالم
تلفزيون الفجر -مرام كنعان | في ظل التصعيد المستمر والانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها الفلسطينيون، يواجه المحتوى الرقمي الفلسطيني على مختلف المنصات ضغوطًا كبيرة تهدف إلى تقييده وحجبه، ما يؤدي إلى عزله عن العالم ، وخلال العام الماضي، ازداد الحظر الرقمي ليشمل المنشورات والحسابات الخاصة بالأفراد والمؤسسات، بما في ذلك الصحفيون الذين يواجهون محاولات متكررة لاختراق حساباتهم وتهديد أمنهم الرقمي تبرز هذه الإجراءات كمحاولة لإضعاف الوجود الفلسطيني الرقمي، في الوقت الذي يسعى فيه الفلسطينيون للحفاظ على حقهم في التعبير ونقل صوتهم إلى العالم، رغم القيود المفروضة والتحريض الواسع الذي يطالهم.
تقول نداء بسومي، المنسقة الإعلامية في مركز صدى سوشال خلال حديثها لتلفزيون الفجر أن المركز رصد أكثر من 23,000 انتهاك رقمي تعرض له المحتوى الفلسطيني خلال العام الماضي، مشيرةً إلى أن هذه الانتهاكات تشمل حذف منشورات وإغلاق حسابات وحظر محتوى.
وذكرت أن 56% من الانتهاكات وقعت على منصات شركة ميتا ، بما في ذلك فيسبوك و إنستغرام وواتساب وثريدز، ما يجعلها المنصة الأكثر تقييدًا للمحتوى الفلسطيني.
وأضافت بسومي أن منصة تيك توك جاءت في المرتبة الثانية من حيث الانتهاكات، حيث سجلت 25% من مجمل الانتهاكات، بينما سجلت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) نسبة 15%. كما تحدثت عن منصة “ساوند كلاود”، حيث تم حذف أكثر من 850 أغنية وأنشودة وبودكاست فلسطيني، إذ اعتبرت تلك المواد مروجة للمقاومة الفلسطينية، ما أدى إلى إزالتها.
وتطرقت بسومي إلى الانتهاكات التي طالت الصحفيين الفلسطينيين، حيث أن 29% من الانتهاكات كانت بحق الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الإعلامية.
وأوضحت أن المركز تلقى أكثر من 1200 شكوى من صحفيين تعرضوا لمحاولات اختراق لحساباتهم، إضافة إلى إنشاء 16 حسابًا مزيفًا بأسماء صحفيين بهدف تشويه سمعتهم ونشر معلومات مضللة عنهم.
وأكدت بسومي أن الصحفيين الفلسطينيين تعرضوا لتحريضات واسعة، مشيرة إلى حملات نظمتها مجموعات من المستوطنين، مثل مجموعة “صيد ونزيل”، التي تشجع على استهداف الصحفيين وتحرض ضدهم من خلال نشر معلوماتهم على منصات التواصل، مثل “فيسبوك” و”إنستغرام”، مما يهدد سلامتهم الشخصية ويجعلهم عرضةً للاعتقال والتضييق.
وأشارت بسومي إلى أن أكثر من 700 رقم واتساب فلسطيني تم حظره، مما سبب عزلة رقمية للعديد من الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، حيث يعتمد الكثير منهم على هذه التطبيقات للتواصل نظرًا لانقطاع الإنترنت المتكرر في القطاع ، وأن هذا الحظر يؤدي إلى انقطاع كامل عن العالم الخارجي ويزيد من عزلتهم.
وأفادت بسومي بأن المركز رصد أكثر من 80,000 منشور تحريضي على الإنترنت، معظمها كان باللغة العبرية، بالإضافة إلى لغات أخرى مثل الإنجليزية والهندية. وأشارت إلى أن بعض هذه المنشورات تضمنت حملات تحريضية بمشاركة شخصيات من “بوليوود” استخدمت صور الشهداء الفلسطينيين للسخرية والاستهزاء.
وأضافت أن التحريض ضد الفلسطينيين لم يقتصر على ذلك، بل إن الجيش الإسرائيلي اعترف بإنشاء وحدة إلكترونية مخصصة للتحريض، وهي وحدة “سايبر 33”، التي تعمل على نشر صور تثير الكراهية وتحرّض ضد الفلسطينيين، حيث تهدف هذه المنشورات إلى إشعال الحقد والتشجيع على المزيد من الاعتداءات.
وعبرت بسومي عن مخاوف المركز من حظر المزيد من التطبيقات التي يستخدمها الفلسطينيون، مثل “تيليجرام”، الذي يعتبر من أكثر المنصات استخدامًا لنشر المحتوى الفلسطيني بحرية. وأشارت إلى أن الحكومة الفرنسية هددت مؤخرًا بمشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومات إذا طلبت ذلك بشكل قانوني، مما يزيد من قلق المركز بشأن احتمال تعرض الفلسطينيين لخطر أكبر.
وأكدت بسومي أن مركز صدى سوشال يبذل جهودًا حثيثة للتواصل مع الجهات الحقوقية الدولية والمحلية من أجل الضغط على شركات التواصل الاجتماعي لتخفيف هذه الإجراءات. وذكرت أن المركز نجح في الماضي، وخاصة بعد حرب 2021، في استعادة بعض الحسابات الفلسطينية المحظورة، وذلك من خلال رفع قضايا قانونية على المنصات.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.