تلفزيون الفجر – مرام كنعان| في خطوة تصعيدية وصفت بالخطيرة، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل لمدة أربعة أيام متتالية، تبدأ من اليوم وحتى مساء يوم السبت القادم جاء هذا القرار بالتزامن مع تحويل الأحياء المحيطة بالحرم إلى مناطق عسكرية مغلقة، في تصعيد واضح للتضييق على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى الحرم لأداء شعائرهم الدينية.
أوضح غسان الرجبي، مدير عام الإدارة العامة لأوقاف الخليل، خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الحرم الإبراهيمي، حيث يعمل الاحتلال على تحويل هذا المكان المقدس إلى مركز للصراع الديني. وذكر الرجبي أن هذه الانتهاكات تتضمن منع رفع الأذان في فترات معينة، حيث أوقف الاحتلال رفع أذان الفجر منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى أذان المغرب في أوقات مختلفة، في محاولة واضحة لتقليل الوجود الإسلامي وإضعاف الشعائر الدينية في الحرم.
وأشار الرجبي إلى أن الاحتلال لا يسمح للفلسطينيين القاطنين في الأحياء المجاورة بالوصول إلى الحرم إلا عبر بوابة واحدة، مما يزيد من معاناة المواطنين ويثقل عليهم التنقل بشكل يومي، خاصةً في ظل القيود المفروضة من حواجز الاحتلال في المنطقة.
وأكد الرجبي أن الدخول إلى الحرم يتطلب الخضوع لتفتيش دقيق، يشمل التفتيش الجسدي وتدقيق الهويات، حيث يتعرض الزوار والمواطنون لمضايقات عدة. وأوضح أن حتى السياح والزوار الأجانب يعانون من هذه الإجراءات، ما يعكس صورة واضحة عن سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها قوات الاحتلال في هذه المنطقة.
وأضاف الرجبي أن هذه الخطوات ليست جديدة، فقد شهدت السنوات السابقة اعتداءات مشابهة خلال ما يسمى بالأعياد اليهودية، حيث يتم منع الفلسطينيين من دخول الحرم، في حين يسمح للمستوطنين بالدخول بحرية.
وأشار إلى أن المستوطنين يتجولون في الحرم ومحيطه بسلاحهم الشخصي وتحت حماية جيش الاحتلال، ما يعزز الشعور بانعدام الأمن والتمييز لدى الفلسطينيين القاطنين في المنطقة.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذها وزارة الأوقاف لمواجهة هذا التصعيد، بين الرجبي أن الوزارة تعمل على تنظيم فعاليات وأنشطة لتعزيز الصمود الفلسطيني، مثل إقامة صلاة الفجر في الحرم رغم القيود، والتأكيد على أهمية التواجد المستمر كما أشار إلى أن الوزارة تعمل على دعم المواطنين في المنطقة لتعزيز صمودهم وتواجدهم في البلدة القديمة، في ظل محاولات الاحتلال المستمرة لتهجيرهم أو تضييق الخناق عليهم.
وأكد الرجبي أن المعركة الحالية هي معركة وجود وصمود، وأن على جميع الفلسطينيين التكاتف لدعم هذا الصمود، لا سيما في ظل الظروف الصعبة والانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها أهالي الخليل بشكل يومي.